تحقيقاتصحيفة البعث

إلى أين سيؤدي الاستهتار بجائحة “كورونا” في مدينة سلمية..؟.

يبقى الرهان اليوم على وعي المواطنين من خلال السلوك الذي يقومون به للوقاية من فيروس كورونا ومنع انتشاره في مختلف المحافظات ومنها مدينة السلمية، تلك المدينة التي تعاملت منذ بدء خطره بوعي كبير بعد تطبيق الإجراءات الاحترازية بالوقاية الشخصية. ومع ازدياد عدد الحالات المشتبه بها، تفرد العديد من التساؤلات عن حقيقة الالتزام في ظل تجاهل واستهتار البعض وقناعتهم بعدم وجود أي خطر محدق بهم وبعائلاتهم.

في ظل هذا الواقع الصحي المتأزم ومع استهتار عدد من فعاليات المدينة بالوباء وبالإجراءات الوقائية، كان لا بد من استطلاع ما آلت إليه الظروف المحيطة بسلمية في مشفى اللواء قيس حبيب الوطني للوقوف على حقيقة ما يقال عن ازدياد مقلق في عدد الإصابات، وهذا ما أكده الدكتور ناصح عيسى مدير المشفى الذي أشار إلى ورود حالات اشتباه بالإصابة، إضافة لزيادة الحالات المشخصة التي يتمّ التعامل معها بعد فحصها من قبل الكوادر الطبية وتقييمها بشكل لا يقبل الشك، خاصة وأن خطر الوباء بدأ يسري مع قلة الوعي وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية المهمّة، معتبراً أن المشفى يوفر النصائح والإرشادات لكل المواطنين لتجاوز الكارثة والتخفيف من حدتها، بوجود كوادر طبية توفر التشخيص الصحيح، التي يتمّ التعامل معها بعد فحصها وتقييمها من خفيفة إلى متوسطة وشديدة وحرجة.
شهادات من المشفى
الدكتور عيسى أشار إلى تقييم الحالات الموجودة من قبل فريق التقصي في المنطقة الصحية بالمدينة، حيث تراوحت الإصابات بين خفيفة ومتوسطة، وهذه الحالات يتمّ حجرها منزلياً مع تعليمات ووصفة، وأكد أن الحالات الشديدة والحرجة يتمّ قبولها في المشفى بناءً على تقرير من طبيبي الأشعة والداخلية اللذين يقرران وضع العلاج اللازم والمتابعة وإجراء المسحة لإثبات التشخيص الصحيح، وفي حال كانت إيجابية يوضع صاحبها في قسم العزل ويتمّ علاجه لمدة 14 يوماً بعد ظهور نتيجة المسحة إلى حين تحسّن أعراضه والحالة العامة له، كما يتمّ انتظار ثلاثة أيام أخرى ليخرج المريض بعدها إلى منزله مع التوصية بالحجر الذاتي المنزلي لمدة عشرة أيام من دون المخالطة مع أي شخص آخر.

وبيّن عيسى أن العلاج يتمّ من خلال توفر بعض الأدوية في المشفى والمصول مع غياب بعضها الآخر، مما يضطر المريض لشرائها كالتاميفلو والأزيترو. ولفت إلى توفر الأوكسجين وهناك احتياطي إستراتيجي في المشفى بمعدل 50 أسطوانة، إضافة لـ50 أسطوانة أخرى موجودة سابقاً مع أوكسجين احتياطي جيد.
أقسام المشفى في الخدمة
وفي ظل هذه الجائحة يعوّل كثيراً على دور المشفى وأقسامه، ويؤكد عيسى أنه يتمّ التوسع تدريجياً في قسم العزل بالاقتصار على الطابق الأرضي، وكل الأقسام الأخرى يمكن أن تخدم بشكل خفيف للحالات الطارئة والإسعافية وقسم النسائية، من ضمنها العمليات الجراحية الإسعافية، إضافة لقسم الأطفال والصحة الإنجابية، أما العيادات الخارجية فهي متوقفة حالياً مع العمليات الباردة مع منع للمرافقين والزوار.
نصائح مهمة
وبعد كل ما يحدث في مدينة سلمية من استهتار بهذه الجائحة، كان لا بد من أن يقدم الدكتور عيسى نصائح وإرشادات مهمّة يأتي على رأسها، التباعد المكاني وارتداء الكمامة والتعقيم المستمر، وعدم حضور المناسبات الاجتماعية في الأماكن المزدحمة لأنها تعتبر بيئة مناسبة لتقل عدوى الفيروس.

وعوّل عيسى على وعي المواطن والتواصل المستمر مع إدارة المشفى من خلال استعمال الخط الساخن 2060 من قبل أي مواطن في حال الرغبة بأي استفسار لأنه يوفر على أي مريض القدوم للمشفى ولتخفيف الضغط على الكوادر الطبية. وتمنّى عيسى على المواطنين في حال دعت الحاجة لدخول المشفى الالتزام بكل هذه التعليمات، وأن يرافق المريض شخص واحد وعدم اصطحاب الأطفال إلا في حال المرض حرصاً على السلامة العامة. كما يرجو مدير المشفى عدم الاستهتار بالوباء على أنه كريب بسيط ومؤامرة أو سيزول تلقائياً، أو أن الشباب لا يتأثرون به، هذه الأمور كلها خطأ لأن هذا الوباء سيصيب الجميع في حال الاستهتار به.
عنوان المرحلة
لا بد من أن يكون الوعي عنوان المرحلة القادمة لأنها ستكون صعبة، كما يفترض على الجميع وخاصة الإعلام غير الرسمي ومواقع التواصل الاجتماعي عدم إثارة الهلع والذعر بين المواطنين من خلال نشر الشائعات التي سيكون هدفها إثارة القلق إذا لم تكن موثقة من قبل إدارة المشفى الوطني.

نزار جمول