سلمية عطشى و”المياه” تتذرع بالتعديات والأعطال
سليمة – نزار جمول
لا تزال مدينة سلمية تعاني الأمرين بتأمين حاجة سكانها من مياه الشرب في ظل فصل الصيف الحارق، فالكميات اليومية التي تصل للمنازل لا تتناسب مع الاستهلاك الفعلي لها علماً أن المواطنين في هذه المدينة ملتزمون بشكل ذاتي بتطبيق التقنين لجهة صرف المياه، ومع ذلك فالمعاناة تتفاقم يوما بعد آخر، وعلى الأخص في الأحياء البعيدة عن المدينة والتي لا تصلها المياه إلا بالقطارة، ما أوقعهم بالتالي في مطب أطماع أصحاب الصهاريج الذين يستغلون حاجتهم ، ولاسيما وأن سعر البرميل الواحد وصل إلى ألفي ليرة سورية.
في الواقع إن مشكلة مياه سلمية تمتد لثمانينيات القرن الماضي، إذ أن المدينة تقع تحت رحمة محطة القنطرة التي لا تستطيع ضخ المياه للسلمية أكثر من 10 آلاف متر مكعب، ولم تزيد منذ أربعة عقود لأسباب متعددة أهمها التعديات على خط الجر في بلدات وقرى عديدة قبل أن يصل للمحطة المذكورة، ولم تستطع مؤسسة مياه حماة إيجاد آلية تمنع هذه التعديات، فحتى الآبار التي تم حفرها تحولت مياهها لمياه كبريتية وتحتاج لمحطات تحلية وهي غير مستثمرة حتى الآن، أما الآبار المستثمرة وهي في ذروة إنتاجها لا تنتج أكثر من 700 متر مكعب يومياً ولا تعادل ساعة ضخ واحدة من محطة القنطرة .
رئيس وحدة المياه في المدينة المهندس غازي صطوف اعتبر الوضع المائي في مدينة سلمية مقبولاً مع وجود بعض الاختناقات القليلة جداً في أطراف الحي الشمالي وطريق زغرين وجزء من حي القراجة والسعن القبلي، والسبب أن أهالي هذه الأحياء كانوا يشربون من خط الشومرية الذي أصابه أعطال متعددة تعود لعشر سنوات مضت، إضافة للتعديات المستمرة على هذا الخط، وبين صطوف أن عمال وحدة المياه يبذلون جهود مضاعفة بالرغم من وجود معوقات أهمها نقص الآليات الخاصة بالحفر وعدم وجود مولدة مع طول الخط الذي يصل أكثر من 37 كم، ولم ينف مسؤوليات الوحدة ضمن المدينة والقرى التي تحتاج للاهتمام لكن لا يمكن التفرغ لخط الشومرية بشكل كلي، وأكد صطوف أن الآبار التي تم حفرها أنتجت مياه كبريتية وتم إنشاء محطات تحلية لقسم منها والقسم الآخر ينتظر الدعم المادي وعددها ستة آبار غير مستثمرة.
قد تبدو معاناة وحدة مياه مدينة السلمية توازي معاناة الأهالي رغم أنها أصغر بكثير منها، فالعطش يكلف الكثير من التعب والمصاريف الإضافية، وفي ظل هذا الوضع للمياه في مدينة كبيرة كسلمية وقلة حيلة وحدتها، هل تتفضل مديرية مياه حماة بالعمل على حل هذه المشكلة التي تمتد لأكثر من أربعين عاماً من خلال دعم وحدتها بالمال والمعدات اللازمة للصيانة، وأن تقوم هذه المديرية بجولات على خط جر المياه من القنطرة أو خط الشومرية وتمنع التعديات على هذه الخطين بقوة القانون لأن هذه المدينة المنكوبة بخدماتها وعطشها المزمن آن لها أن تستفيق على يوم جديد مفعم بحل كل المشاكل الخدمية وعلى رأسها مياه الشرب؟