طائرة العاصمة بحاجة لمن يعيد إنعاشها من جديد
لا يستطيع أحد أن ينكر بأن وضع كرة الطائرة لا يسر أحداً عموماً، ودمشق خاصةً، ولدى سؤال أصحاب القرار عن الأسباب لم نجد الجواب الشافي، وكلها تصب في باتجاه “سيتم العمل على تحسين الوضع في المستقبل”، ورغم تعاقب أكثر من لجنة فنية أو اتحاد لعبة، ورغم الوعود الكثيرة التي يتم إطلاقها فإن الأمر بقي على حاله، حتى أصبحت اللعبة وتطورها آخر أولوياتهم، ويبدو أن اللعبة بحاجة لنقلة نوعية أو غرفة إنعاش تعيدها من سباتها العميق..!.
إن نجم اللعبة في العاصمة -دون أدنى شك- بدأ بالأفول منذ نحو عشر سنوات، أي منذ أن تم إلغائها في أندية الجيش والنضال والمحافظة على صعيد الرجال أو السيدات ، بل إن الأمر وصل إلى الفئات العمرية الصغيرة التي باتت تحلم بالمشاركة بأي نشاط محلي أو اهتمام تلك الأندية فيها، وهذا يجعلنا نتساءل عن سبب تراجع اللعبة في تلك الأندية وهي التي طالما كانت مسيطرة على لعبة كرة الطائرة لسنوات عدة بل إن النضال كان واحداً من أفضل الفرق السورية على صعيد الفئات العمرية والسيدات والرجال ومثله أيضاً الجيش، واليوم بتنا نتأسف على تراجع هذه اللعبة في الأندية المذكورة.
ومن غير المقبول ألا نجد في دمشق سوى ناديين يمارسان اللعبة (للرجال) وهما الشرطة والوحدة، أما في السيدات فلا يوجد سوى نادي واحد يمارس اللعبة وهو نادي الشرطة المركزي فقط، حتى أن جلب اللاعبات للعب بالنادي ورغم المغريات من (مواصلات وتجهيزات وصالات وتعويضات مادية وعينية) لم يسعف النادي لجهة تجاوز بعض الصعوبات المتمثلة في إقناع الأهالي واللاعبات للحضور للتدريب واللعب بسبب الظروف الحالية، ومع تفشي فيروس كورونا بات الأمر بحاجة لجهود مضاعفة من أجل حضور التدريبات خاصة بعد أن توقف النشاط الرياضي.
في المقابل يجب علينا أن نرفع القبعة احتراماً لأندية القطيفة ودرعا والسلمية وجيرود والسودا التي تشارك بالدوري بكافة الفئات، وهو يؤكد أن اللعبة ما زالت بخير، لكن على القائمين عليها التوجه إلى الأرياف للكشف عن المواهب ومنحها الدعم والرعاية اللازمين لترفد اللعبة.
هذا الموضوع يقودنا إلى تعامل اتحاد كرة الطائرة مع الواقع الذي تعيشه، ولعل آخر القرارات التي اتخذها الاتحاد هو إقامة بطولة بالكرة الشاطئية (للرجال والسيدات) نهاية الشهر الجاري في اللاذقية بالتعاون مع إحدى الشركات الخاصة، وهذا بحد ذاته تحدي للقرارات التي أصدرها الاتحاد الرياضي العام بإيقاف النشاط الرياضي بكافة أشكاله بسبب تفشي فيروس كورونا، وكان الأجدى بالاتحاد استكمال الدوري الذي وصل لمراحله الحاسمة بدلاً من إقامة البطولات الخاصة، لكن يبدو أن البطولة تقام وفقاً لأهواء شخصية وبعض الأشخاص المنتفعين في الاتحاد الذين لا يهمهم المصلحة العامة بدلاً من اهتمامهم بمصلحتهم الشخصية .
أخيراً لا بد من القول إذا كنا نريد لطائرتنا أن تعود وتتعافى وتعود لسابق عهدها فيجب إعادة أصحاب الخبرة الذين يمتلكون إمكانات حقيقية إليها ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب، وفي حال لم يتم هذا الأمر فستبقى طائرتنا حقل تجارب لمن “هب ودب”.
عماد درويش