سلتنا تعيش حالة من الفراغ بعد استقالة ربانها.. قرارات تنظيمية خاطئة والإدارة تعكس قوة الاتحاد

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

حالة من الفراغ والضياع تعيشها لعبة كرة السلة حالياً بعد استقالة رئيس الاتحاد من منصبه، إضافة إلى استقالة عضوين آخرين، ما دعا الكثير من كوادر اللعبة وعشاقها للترحم على اللعبة التي كانت فيما مضى قوة ضاربة عربياً وآسيوياً، ليس بفئة الرجال فقط بل بكافة الفئات العمرية، وكان الجميع يحُسب لها ألف حساب في أي مشاركة لمنتخباتنا السلوية.

أما على الصعيد التنظيمي – على الرغم من أنها كانت لعبة هاوية – فكانت تسير بخطى واثقة، فقد تعاقب على رئاسة الاتحاد أسماء لامعة نجحت في تأسيس قواعد للعبة، لكنها حالياً تعيش بوضع مأساوي لجهة التخبط بإصدار القرارات، فمنذ عشر سنوات (وهو عمر الاتحاد الحالي) لم يلب العمل فيه طموح الأندية ولا منتخباتنا الوطنية ولا اللعبة بشكل عام، الأمر الذي أدخل سلتنا في نفق مظلم من ناحية العشوائية والتخبط في اتخاذ القرارات، بل وصل الأمر إلى التفرد باتخاذ تلك القرارات، فوصلت الأمور إلى ما آلت عليه وأدت إلى استقالة رئيس الاتحاد..!

 

من النوادر

ولعل الأخطاء المتراكمة والتفرد بالقرارات أدى إلى امتعاض الكثير من الأندية دون التجرؤ على الشكوى، إلا أن القرار الأخير الذي أصدره اتحاد السلة، والمتعلق بإلغاء الدوري لهذا الموسم بسبب فيروس كورونا المستجد بعد أن وصل لمراحله الحاسمة، جعل ناديي الجيش والوثبة يعترضان على قرار الإلغاء، وهي من المرات النادرة التي تتجرأ فيها أنديتنا على الاعتراض على قرار اتحاد اللعبة.

بعض كوادر اللعبة أثنت على هذا القرار وطالبت بقية الأندية بأن تتخذ موقفاً شجاعاً والدخول كشريك حقيقي مع اتحاد اللعبة، خاصة إذا كان التدخل يصًب في مصلحة كرة السلة السورية، ويطورها، لا أن تكون مهمتهم فقط هي رفع الأيدي في ختام المؤتمرات السنوية والمصادقة على التقارير والقرارات التي يتخذها الاتحاد..!

 

قرار خاطئ

آخر القرارات التي أًصدرها اتحاد السلة “وقبل استقالة الرئيس” تمثل بإيقاف كافة التعاقدات والانتقالات لكافة الكوادر السلوية ولجميع الدرجات لحين انعقاد المؤتمر السنوي وصدور اللائحة الداخلية الجديدة لنظام الاحتراف، وأن كافة العقود التي ستبرم خلال فترة ما قبل انعقاد المؤتمر غير ملزمة ولن يتم المصادقة عليها من قبل الاتحاد.

وبرأي الكثيرين من كوادر اللعبة، فإن هذا القرار خاطئ حتى ولو انتهى الموسم السلوي، كون لجنة الاحتراف المركزية بالاتحاد الرياضي العام مازالت تجتمع ولم تصل لصيغة جديدة بشأن نظام الاحتراف الجديد، إضافة إلى أن المؤتمر السنوي لم ينعقد حتى الآن، وهو المعني بكافة أعضائه بقضية التعاقدات الجديدة للأندية، لكن ما يجري على أرض الساحة السلوية غير ما تم إصداره، حيث قام أحد الأندية بالتعاقد مع عدد من اللاعبين من الصف الأول والنخبة في الأندية التي لعبت لها هذا الموسم، دون حسيب أو رقيب، وفي مخالفة لتعليمات اتحاد السلة التي هي بالأساس مخالفة لتعليمات تنظيمية أخرى، والخوف من أن تقوم أندية أخرى بالتعاقد أيضاً مع لاعبين آخرين بشكل مخالف، مستثمرة غياب الرقابة من قبل اتحاد السلة الغارق في همومه ومنها التحضير للمؤتمر السنوي..!

 

قرار خطير

القرار الذي صدر من اتحاد السلة يتمثل بحل كافة اللجان الرئيسية والفرعية بالاتحاد، وذلك لانتهاء موسم 2019 /2020، على أن يتم إعادة تشكيل كافة اللجان قبل انعقاد المؤتمر، وهذا القرار هو الأخطر على اللعبة من كافة النواحي في الوقت الحالي، فالقرار بحد ذاته مخالف للتعليمات الانتخابية، فلا يحق للاتحاد حل كافة لجانه، لاسيما وأن أحد أعضاء الاتحاد مستقيل؛ وبعد استقالة رئيس الاتحاد والعضو الثاني، أصبح قرار الحل موضع شك بين كوادر اللعبة التي اعتبرت أن القرار صدر لأغراض شخصية تصب في مصلحة المرشحين لرئاسة الاتحاد أو للعضوية، كون المؤتمر، المقرر في الخامس عشر من أيلول الجاري، يعتبر انتخابياً، وأعضاء اللجان المنحلة هم أعضاء أصلاء في المؤتمر، ويحق لهم الانتخاب، وفي الوقت نفسه أبدت الكوادر تخوفها من تشكيل لجان جديدة قبل موعد المؤتمر القادم بشكل مخالف للأنظمة والقوانين، ما يضع أصحاب القرار بالاتحاد حالياً في موضع شك..!

وفي هذا الخصوص، قال أمين سر اتحاد السلة، والمكلف بتسيير أمور الاتحاد، دانيال ذو الكفل، لـ “البعث الأسبوعية” أن القرار الذي صدر كان غير نظامي، وستبقى اللجان على حالها حتى انعقاد المؤتمر الذي به سينتهي الموسم، ويمكن بعدها أن يتم تشكيل لجان جديدة حسب ما يراه أعضاء الاتحاد المقبل.

 

ليس حقل تجارب

وإذا ما نظرنا للأسماء المرشحة لرئاسة الاتحاد، نجد أن الكثير منها، مما يتم تداوله في أروقة كوادر سلتنا، يشوبه الغموض بهويتها، خاصة إذا ما علمنا أن هناك من يرشح أحد القادمين من المحافظات، وهذا الموضوع غير مطروح للنقاش، فالتعليمات الانتخابية صريحة بهذا الأمر، إذ يجب أن يكون رئيس الاتحاد من المقيمين بدمشق، وسبق خلال الانتخابات الماضية أن تم رفض طلب إبراهيم العمر للترشح للرئاسة، رغم أنه يقيم في دمشق كون تنظيمه الاتحادي يتبع لنادي الكرامة في حمص وليس في دمشق. أما إذا تم تطبيق القوانين والأنظمة، فإن رئيس الاتحاد يجب أن يكون هيثم اختيار الذي خسر الانتخابات الماضية أمام رئيس الاتحاد المستقيل، والمؤتمر القادم هو مؤتمر سنوي لإطلاق الموسم الجديد، ولا يجوز أن تكون فيه فقرة انتخاب. بالمقابل، إذا كان موضوع الرئاسة “تعييناً” فيجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كون الرئاسة تعكس قوة الاتحاد ومسابقاته، أما إذا كان انتخاباً – كما أسلفنا – فعلى من يعطي صوته أن يبتعد عن المحسوبيات والخلافات الشخصية على حساب اللعبة، فالرئيس هو المرآة الحقيقية لأعضاء الاتحاد، خاصة أن جميع من تعاقبوا على الاتحاد هم من اللاعبين الدوليين الذين مثلوا الوطن ورفعوا علمه، فالاتحاد ليس حقل تجارب، وفشل الرئيس ينعكس على اللعبة والاتحاد لأنه عمل متكامل.

 

كلمة أخيرة

أخيراً.. لا بد من القول: أياً كان المرشحون لـ “رئاسة الاتحاد” أو لـ “العضوية”، يجب أن يضعوا في حسبانهم مصلحة لعبة كرة السلة، وليس مصلحة الأندية التي يمثلونها، وأن يسعوا بكافة السبل لتطوير اللعبة وعودتها إلى ألقها كما كانت في السابق، وأن يكون الاتحاد على قدر تطلعات محبي وعشاق كرة السلة السورية.