مجلة البعث الأسبوعية

هل تعالج مستحضرات العطار علل الرياضة الحلبية وتجبر عثرات مشاريعها المنشآتية..؟!

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

لأن مسؤولية إصلاح ما فسد وتهدم من منظومتنا الرياضية في مرحلة إعادة الإعمار تحتاج إلى هز أكتاف واستنفار همم، نرى رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا يجهد، ومنذ اللحظة الأولى لتوليه مهامه وطاقم العمل في المكتب التنفيذي، للبحث، على طريقة العطّار، عن الوصفة المناسبة لصناعة مستحضرات تقويم الحال وتطييب الأجواء.

لكن – يأتي السؤال المعتاد: هل يمكن للعطار أن يصلح ما أفسده الدهر في ظل واقعنا الحالي وظروفه المعقدة من الحصار الاقتصادي الجائر وتفشي الوباء العالمي كورونا، وذلك وسواه بعد سنوات الحرب الإرهابية الكونية على بلدنا وتداعيات كل ذلك..؟

 

وعود متعثرة

جانب من الإجابة يأتي من حلب التي زارها المعلا يوم الخميس الماضي، وللمرة الثانية في ظرف أقل من ثلاثة أشهر، مع الوفد المرافق من أعضاء المكتب التنفيذي بهدف تكريم فريق رجال نادي الاتحاد بكرة السلة لحصوله على لقب كأس الجمهورية الموسم الماضي بشكل أساسي، وتفقد ملعب الحمدانية ضمن البرنامج، فكل الوعود التي أطلقت حينها لم تجد سبيلها للانطلاق بخطوات التنفيذ، وعلى رأسها صالة الحمدانية الدولية لكرة السلة التي وصفت برأس الأولويات، وكان من المفترض أن تكون أعمال فرش الباركيه والصيانة بدأت بعد توقيع العقود مع الجهة المنفذة – أي قبل شهرين من الآن – وهو ما لم يحصل، كذلك استكمال الأعمال المدنية للجهة الشرقية من ملعب الحمدانية التي بقيت متعثرة حتى موعد الزيارة الثانية، في السادس والعشرين من آب الجاري، والتي تزامنت مع توقيع ملحق عقد الأعمال والمباشرة بالتنفيذ بعد تأمين الاعتماد المالي من قبل المكتب التنفيذي.

 

ظروف واعتمادات

وفي هذا الصدد، أوضح معلا في حديث خاص لـ “البعث الأسبوعية” أنه لا يمكن وصف مشروع إنجاز ما تبقى من نواقص أعمال وفرش باركيه بالنسبة للصالة الدولية (الأولوية) بالمتعثر، مضيفاً أن الموضوع متعلق بالإجراءات التي تأخرت بسبب الظروف، لكن المشروع قائم، وما تم الحديث عنه في الزيارة السابقة لحلب، وبنسب الإنجاز، سيتحقق في غضون شهر، لتصبح الصالة في الخدمة والاستثمار الرياضي في العام المقبل الذي سيشهد استقبال الصالة للأنشطة والبطولات السلوية للأندية والمنتخبات الوطنية. وبالنسبة لملعب الحمدانية، بين المعلا أن المكتب التنفيذي رصد مبلغ 250 مليون ل. س لصالح استكمال ما تبقى من أعمال مدنية ليكون جاهزاً لاحتضان مباريات دوري الموسم المقبل.

 

التغيير الصحي

أما المحور الثاني من حديثنا مع رئيس الاتحاد الرياضي، الذي يحسب له انفتاحه على وسائل الإعلام ومعاملتها معاملة الشريك الحقيقي في البناء والنهضة الرياضية، فقد تطرقنا من خلاله إلى واقع وأداء المؤسسات الرياضية الحلبية من أندية وقيادة (لجنة تنفيذية)، والتي أفرزتها انتخابات شابتها الشبهات، ومآل التصريحات السابقة التي أكدت على وجود الخلل والترهل الذي سيعالج بإعمال التغييرات التي تخدم مصلحة الرياضة الحلبية وأنديتها، وكان جواب المعلا أن البداية كانت بإنهاء مهمة إدارة نادي الاتحاد السابقة وإعادة تكليف إدارة جديدة ستعمل على عودة النادي إلى السكة الصحيحة، مضيفاً أن هذا القرار – وحسب ما لمس – لاقى ارتياحاً كبيراً في الأوساط الاتحادية. وأكد معلا أن الهدف من إجراء التغييرات التي ستشمل اللجنة التنفيذية بشكل أساسي ومحطات أخرى ليس انتقامياً، بل إصلاحي يرمي لمعالجة الخلل وتطوير الرياضة الحلبية وإعادتها إلى ألقها ومكانتها المعهودة، فعندما تكون بخير تكون الرياضة السورية بخير، وهي (حلب ورياضتها) في عيون وقلوب المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام اقتداءً بمقولة السيد الرئيس بشار الأسد: “حلب في عيوني”.

 

هل يعاد للبطل اعتباره..؟

وإذ يشمل التشكيل الجديد للجنة التنفيذية، الذي كشفت مصادر مطلعة لـ “البعث الأسبوعية” عن هوية طاقمها، أحمد فواز يسقي رئيساً، وكل من محمود جدعان، عبد الله بصلحلو، جانيت فضول، عمار الصالح، أعضاء مستجدين، ومن الذين سيتم الإبقاء عليهم، ولأسباب غير مفسرة بالنسبة لنا، عبد الله اسكندراني وميساء مسلب، خاصة وأننا “نعرف البير وغطاه..!”، مع بقاء هوية العضو المستقل مجهولاً بالنسبة لنا – وكارثياً إذا صدقت التنبؤات حوله! – فإن هناك كفاءات كبيرة ظلمت واستبعدت في المرحلة السابقة، وكان متوقعاً أن تنصفها القيادة الرياضية، لأنها من الأبطال الذين أثبتوا حضورهم وتأثيرهم الإيجابي ضمن إطار العمل الإداري، فقد سألنا رئيس الاتحاد الرياضي عن سبب إسقاط هذه الأسماء من الحسابات وذكرنا له من قصد بناءً على طلبه، فأكد لنا أن لا “فيتو” على أي كفاءة يمكن أن تخدم العمل الرياضي بصورة بناءة، وخاصة الأبطال الذين سيكون لهم دورهم وحضورهم ضمن التغييرات المزمعة.

 

الجوخه جي واتحاد السلة

في بحثنا عن تفاصيل أكثر بما يخص مشاريع صيانة وإعادة تأهيل وترميم المنشآت الرياضية الحلبية المصرح عنها، توقفنا، بمحطة خاصة، مع عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي رئيس مكتب الاستثمار والمنشآت، المهندس علاء جوخه جي، وقبل ذلك كان لنا تساؤل حول ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لإمكانية التحاقه بمنصب رئاسة اتحاد كرة السلة الشاغر بعد استقالة السابق جلال نقرش عن طريق الترشح للانتخابات المعلن عنها، فأوضح لنا الجوخه جي أنه مهمته المكلفة بها حالياً وحجم المسؤوليات الجسام والعمل الكبير المناط به وتوجهات المكتب التنفيذي في هذا الإطار يرجح استمراره في المكتب التنفيذي عما دونه.

 

السباق مع الزمن

وبالعودة لصلب حديثنا مع المهندس الجوخه جي، فقد أفصح لنا أن العمل الكبير والمتشعب ضمن إطار المنشآت الرياضية في مدينة حلب (إعادة تأهيل وصيانة) مازال في بداية الطريق الذي يحتاج إلى خطوات متسارعة تسابق الزمن للوصول إلى نسب الإنجاز المطلوبة ضمن فترة قصيرة، لكن هذه المسيرة – والحديث مازال للجوخه جي – تصطدم بعوائق الظروف من قانون قيصر اللئيم وعدم استقرار أسعار الصرف وصعوبة استجرار المواد وما إلى ذلك من أمور مؤثرة على الواقع العام في البلد وبالتالي سيرورة العمل مما يتسبب بالتأخر بالإنجاز.

ورغم ذلك، أكد رئيس مكتب الاستثمار والمنشآت في الاتحاد الرياضي أنه لن يكون هناك مشاريع متعثرة، في ظل البحث عن حلول المعوقات والمشاكل التي تسببها الظروف، مشيراً إلى أن المكتب التنفيذي مازال يقاتل من أجل الوفاء بوعد إنجاز صالة الحمدانية الدولية، ووضعها في الخدمة بأقرب فرصة ممكنة وضمن الفترة الزمنية المصرح عنها.

 

صالة الاتحاد

أما صالة نادي الاتحاد متعددة الأغراض، والتي مازالت على الهيكل منذ سنوات بعد إنجاز مرحلة التشييد الأولى، فشدد المهندس جوخه جي على ضرورة إيجاد حلول سريعة وحاسمة كونه ابن حلب ولعبة كرة السلة ونادي الاتحاد على حد سواء، موضحاً أن المكتب التنفيذي وضع الصالة ضمن خطته منذ استلام مهامه في نيسان الماضي، وطلب من إدارة النادي آنذاك إنجاز الدراسة الخاصة التي لم تنجز لمرحلة إكساء الصالة، مفصحاً أنه، وفي أول اجتماع مع إدارة النادي الجديدة، تم بحث موضوع الصالة والاتفاق على إنجاز الدراسة المطلوبة في غضون عشرة أيام على أبعد تقدير، سيليه الإعلان عن مناقصة استجرار عروض بعد دراسة الإدارة لهذا الموضوع بشكل مستقل في اجتماعها الخاص. وبين الجوخه جي أن الميزانية المتوفرة المخصصة لإكساء صالة نادي الاتحاد يمكن أن تفيد بكسر حاجز الجمود وأخذ خطوة البدء بالمشروع ليتسنى إنجازه.