دراساتصحيفة البعث

حيل أمريكية قذرة في بحر الصين الجنوبي

ترجمة: عائدة أسعد 

عن تشاينا ديلي

تكشف الخطوة الأخيرة التي اتخذتها إدارة الولايات المتحدة لاستهداف الموظفين والشركات الصينية بشأن قضية بحر الصين الجنوبي مرة أخرى الوجه المهيمن القبيح للعم سام، لكن لا ينبغي لواشنطن أن تنغمس في حلمها بأن بكين ستُجبر على ابتلاع الثمرة المرّة للإضرار بمصالحها الأساسية.

في قرار واضح لتصعيد المواجهة مع الصين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً أنها تفرضُ حظراً على السفر على بعض المسؤولين الصينيين ومديري الأعمال لدورهم فيما يُسمّى بعسكرة بحر الصين الجنوبي. وقالت وزارة التجارة الأمريكية أيضاً إنها أضافت 24 شركة صينية مملوكة للدولة، بما في ذلك الشركات التابعة لشركة تشييد الاتصالات الصينية، إلى قائمة الكيانات الخاصة بها لدورها في بناء جزر اصطناعية في المياه.

على الرغم من أن ذلك غير منطقي، كما قال المتحدث باسم سفارة الصين في واشنطن، فإن ولع الإدارة الأمريكية بالعقوبات كوسيلة للتعبير عن آرائها في جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، يظهر أنه لا يمكن أن يمرّ أسبوع دون الإعلان عن شيء جديد منها.

إن بناء الجزر من قبل البلدان في هذا المجال مستمر منذ سنوات، والصين متأخرة في هذه الممارسة، وعلى الرغم من مزاعم واشنطن فلم تتأثر حرية الملاحة في المياه بأي شكل من الأشكال. في الواقع وكما يتضح في عدد من الحوادث المؤسفة التي تعرّضت لها السفن البحرية الأمريكية، فإن الظهور المتكرر بشكل متزايد لأساطيل السفن الحربية الأمريكية في المياه هو الذي يشكّل خطراً على السفن الحربية الأخرى.

على الرغم من أنه سيكون لهذه الخطوة الأمريكية تأثير محدود على الشركات والموظفين الصينيين، يجب على الصين أن تنظر في اتخاذ تدابير مضادة للولاية القضائية الصارخة طويلة الذراع للولايات المتحدة.

إن الإدارة الأمريكية تنوي من خلال إحداث موجات أخرى في بحر الصين الجنوبي التنصّل من مسؤوليتها الخاصة عن استجابتها البطيئة وغير الفعّالة لوباء فيروس كورونا  وقد ترغب أيضاً في صرف الانتباه المحلي عن الانتفاضات المستمرة ضد العنصرية في الداخل. ومع ذلك فمن غير المعقول وغير الأخلاقي أن تثير الولايات المتحدة المشكلات على أعتاب بلد آخر، حيث يعدّ التدخل الأمريكي في بحر الصين الجنوبي خبيثاً بشكل خاص، بعد أن تمّ تخفيف النزاعات البحرية إلى حدّ كبير بفضل الجهود المشتركة للصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا.

وتقوم الصين والكتلة المكوّنة من 10 أعضاء بوضع اللمسات الأخيرة على نص مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي، بهدف حماية السلام والاستقرار في المياه. ومن الواضح أن الخطوة الأمريكية تهدف إلى تأجيج الخلافات البحرية مرة أخرى من أجل دق إسفين بين الجانبين ومنع استكمال الكود.

ستفشل الولايات المتحدة في هذه المساعي، وعلى الصقور في واشنطن ألا يقلّلوا من أهمية تصميم الصين على حماية سيادتها ووحدة أراضيها والإرادة المشتركة لدول المنطقة لضمان بقاء بحر الصين الجنوبي بحراً للسلام والصداقة والتعاون.