بعد شهر على الانفجار.. اندلاع حريق كبير في مرفأ بيروت
اندلع حریق كبير في مرفأ بیروت، أمس الخمیس، لیطلق عموداً ضخماً من الدخان الأسود شوهد في سماء العاصمة اللبنانیة بعد أكثر بقلیل من شهر على انفجار هائل دمر جزءاً كبيراً من المرفأ والمنطقة المحیطة به. وشاهد أهالي العاصمة بيروت ألسنة اللهب تتصاعد في منطقة المرفأ المدمرة، لكن لم یتضح على الفور سبب الحریق.
وأعلن مصدر عسكري لبناني أنّ الحريق اندلع في مستودع لإطارات السيارات والزيوت في مرفأ بيروت ولكن سببه غير معروف حتى الآن، فيما عقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماع للبحث في موضوع حريق المرفأ بناء على دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون.
وأصدر النائب العام لدى محكمة التمييز اللبنانيّة القاضي غسان عويدات، قراراً بتكليف عدد من الجهات للتحقيق في أسباب الحريق الذي اندلع في مرفأ بيروت. فيما أكدت قيادة الجیش اللبناني أن طائراتها تساهم في العمل على إخماد الحریق.
وأعلن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار أنه لا يوجد تخوف من تمدد الحريق لأن عناصر الدفاع المدني وفوج الإطفاء طوقوا بشكل كامل المنطقة المشتعلة. وقال إن ” أكثر من 16 آلية تابعة للدفاع المدني تعمل على اخماد الحريق المندلع في مرفأ بيروت، بالإضافة إلى آليات تابعة لفوج الاطفاء، إلى جانب عناصر من الجيش اللبناني وطوافة تابعة للقوات الجوية”، مشيراً إلى وجود “مواد ملتهبة سريعة الاشتعال كالمطاط والزيوت، ما استدعى تعاملاً استثنائياً مع الوضع من خلال زيادة مادة الرغوة إلى المياه ما يكون طبقة عازلة من اجل منع الاوكسيجين عن النيران، وبالتالي المساعدة في عمليات اخماد الحريق”.
ولفت خطار إلى طلبه الدعم من محافظ بيروت، موجهاً نداء إلى “أصحاب صهاريج المياه الخاصة في المنطقة للتوجه إلى مكان الحريق من أجل تغذية آليات الإطفاء كي لا تضطر للتنقل بهدف تعبئة المياه وخسارة المزيد من الوقت”.
ونوه إلى أن “مواد مشتعلة كهذه تحتاج الى الوقت من أجل اخمادها كليا”، مؤكداً أن “العناصر التي تعمل على مكافحة الحريق لن تغادر المكان حتى إخماده كلياً”.
بدوره أكد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة أن الجيش اللبناني وفوج الإطفاء والدفاع المدني يقومون بما يلزم من أجل السيطرة على الحريق الذي اندلع اليوم في مرفأ بيروت.
وقال كتانة في اتصال مع الوكالة الوطنية للإعلام إن النيران تشتعل بإطارات وخرداوات وزيوت وخشب مطمئناً إلى أن لا خطر على المواطنين رغم حجم الحريق إنما عليهم أخذ الحيطة بوضع الكمامات وإقفال نوافذ المنازل وعدم استعمال المكيفات القريبة من تصاعد الدخان وخصوصاً لمن يعاني أمراضاً تنفسية.
وذكر أن هناك حالة ضيق تنفس واحدة تمت معالجتها ولم تستدع الدخول إلى المستشفى.
واندلع هذا الحريق بعد مرور شهر على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، والذي تسبب باستشهاد قرابة الـ200 شخص واصابة أكثر من 6 آلاف، بالإضافة إلى تشريد 300 ألف مواطن من منازلهم وخسائر ماديّة هائلة.
وانفجرت شحنة “نترات أمونيوم” تقدر بـ2750 طناً، مخزنة منذ ما يزيد على 6 سنوات في أحد مستودعات مرفأ بيروت، ولا تزال التحقيقات جارية في الحادث، مع توقيف مدير عام الجمارك بدري ضاهر والمدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي، وعدد من المسؤولين في المرفأ.