القديم يعاد في القوة البدنية!
لم ينجح القرار الأخير للمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي المتعلّق بإعادة تشكيل لجنة القوة البدنية في إقناع كوادر اللعبة التي كانت تُمني النفس بالتخلص من رواسب السنوات الماضية والأمراض المزمنة التي عانت منها، وفي مقدمتها صراع النفوذ والصلاحيات مع اتحاد بناء الأجسام.
القرار الذي صدر أمس شكّل لجنة للإشراف على القوة البدنية من سبعة أعضاء، جميعهم من أبطالها ويُشهد لهم بالكفاءة والخبرة، لكن النقطة المستغربة تتمثل بالإصرار على إلحاق اللجنة باتحاد بناء الأجسام، في مشهد يوحي بتكرار للتجارب الفاشلة التي جرت خلال الفترة الماضية، ولاسيما إذا ما علمنا أن الصراع الموجود مردّه في الأساس الصراعات الشخصية ورغبة بعض الأطراف في فرض رأيها حتى وإن لم يكن صائباً، إلى جانب تحوّل تبعية اللجنة لتحدّ شخصي بين أعضاء الاتحاد وأعضاء لجان القوة المتعاقبة، لتأتي قرارات المكتب التنفيذي السابق متضاربة وتعكس هذا الصراع!
المؤلم في الموضوع أن الخلافات رغم كثرتها لم تحدّ من طموحات اللاعبين، إذ نجحوا في تحقيق بطولات قارية وعالمية في المشاركات القليلة التي سنحت لهم، ليكون السؤال المنطقي: إلى أين يمكن أن تصل إنجازات اللعبة لو توفرت لها ظروف الاستقرار الإداري والتنظيمي؟
محبو اللعبة من جهتهم يأملون أن تكون الفترة المقبلة خالية من أية منغصات تتعلق بالشخصنة والمصالح الضيّقة، ليبدأ العمل على تطوير الكوادر المتعطّشة لدورات تدريب وتحكيم، وبطولات حقيقية لكل الفئات والاختصاصات ولمشاركات خارجية وافرة.
وبعيداً عن موضوع القوة البدنية فإن التجاذبات هي عنوان أغلب الاتحادات مع اللجان التابعة لها، وبالتالي فإن المكتب التنفيذي مطالب بوضع خطوط عريضة توضح صلاحيات الاتحادات في هذا الإطار، وتجيب عن التساؤل الكبير: هل تشكيل لجنة عليا لأي لعبة هو استقلال شكلي أم فعلي؟
مؤيد البش