عزام شعراني يحوّل الهم الاجتماعي إلى لوحات
يحوّل الفنان الموهوب عزام شعراني بلوحاته الهموم الإنسانية إلى إبداع متميز ولوحات مدهشة بالألوان المائية، فمهندس الميكانيك، الذي يأسره الهم الاجتماعي، حصل على جائزة في طفولته فقط ولا يتقدّم إلى المسابقات أبداً، كما يقول، لأنه يعتبر الفن هواية، فمنذ سنوات الطفولة كانت تشده الصور والرسوم، وما أن حصل على قلم ودفتر في الابتدائية حتى بدأ الرسم بما انطبع بذاكرته. ويضيف: رسمت بالرصاص والفحم والزيت لكني عشقت الماء لخصوصيته وشفافيته. أما أول من أثر به فأجاب: كان جميلاً أن أشاهد المدرس الأول الفنان غسان جعفر وهو يرسم أمامي بالألوان المائية والحجر وكانت الدهشة والفرحة تغمرني وكأني أرى الحياة التي طالما حلمت بها قد أصبحت أمامي.
وحول تطور تجربته، أوضح أنه يحب أن يفهم الجميع لوحاته، ففي هذه الأيام ما حاولت أن أفعله هو رسم صورة واقعية يفهمها العامة وتشكل عند تبنيها لمواضيع حياتية نعيشها ونمر بها بدون تفكير، صور للهم الاجتماعي التي بدأت تدخل وعينا وتفكيرنا وتشكل لدينا ثقافة جديدة وردة فعل إيجابية.
وحول جمهوره، يرى أن كل من يفهم اللوحة بأسلوب مختلف حسب تفكيره، فمن وجهة نظره أن اللوحة تتوجه للجميع وكل حسب ثقافته، فمنهم من يراها بسيطة وعميقة، ومنهم من يرى فيها إشارة لشيء أبعد، والإنسان البسيط يمكن أن يتلمس ما يراه بسهولة.
وحول معارضه، يقول: أقمت العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل القطر وخارجه في السلمية وحماه وحمص ودمشق.
أما مشكلات الفن التشكيلي فاهمها برأيه: عدم وجود رعاية للمواهب، وغالباً تكون المبادرة من جهة الأهل، وذلك حسب ثقافتهم وحالتهم الاجتماعية، ويظل متمسكاً بالحياة بكل تفاصيلها هي، والمنابع بالنسبة للفنان هي الحياة بكل ما فيها من أشخاص ومواد وطبيعة، ويؤكد أن الأهل والأصدقاء هم اللبنة الأولى والثقافة والاهتمام والعمل الجاد هو الذي يوصل الفنان إلى النجاح.
وحتماً، حسب ما يقول الفنان عزام، ثقافة الفنان وشخصيته وسلوكه تجعله أكثر قدرة على التقاط التفاصيل وتلمس الخير والجمال، وعندما يكون صادقاً، وسوف تظهر تلك الملامح على لوحته وألوانه، وسوف يدرك الناس أن ما يشير إليه أو يقوله هو الحقيقة، وهنا يكمن السر في تفاعلها معه..
الفنان عندما يحب ما يرسمه سيشعر أن في لوحته حياة، وهي ما يجسدها بكل تفاصيلها.
ابتسام المغربي