موسكو ترمي كرة “ستارت الجديدة” في ملعب واشنطن: التخلي عن لغة الإنذارات!
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن محاولات الولايات المتحدة الأميركية الضغط على روسيا خلال المحادثات حول الحد من التسلح والتهديدات حول معاهدة ستارت تقلل فرص إبرام الاتفاقيات، مؤكداً أن موسكو ليست مستعدة لتمديد المعاهدة بشروط واشنطن، الذي وصفها بأنها “إنذار”.
جاء ذلك في معرض تعليقه على بيان للممثل الخاص للرئيس الأمريكي للحد من الأسلحة مارشال بيلينغسلي ورد فيه: إن واشنطن ستعرض على موسكو شروطاً جديدة لتمديد معاهدة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها “ستارت الجديدة”.
وقال ريابكوف: هذه كلها تقنيات تحمل طابع إنذار وهي تقلل فرص إبرام أي اتفاق، لا يمكن التحدث معنا بهذا النوع من الخطاب، ووصف فرص تمديد “ستارت الجديدة”، التي تعتبر آخر معاهدة سارية المفعول حول الاستقرار الاستراتيجي، بأنها أقل ما يكون، وأضاف: إذا لم تتخل الولايات المتحدة عن لغة الإنذارات فلن تكون هناك “ستارت الجديدة”، مضيفاً: أن روسيا ستضمن أمنها في أي سيناريو بشأن هذه المعاهدة، مشيراً إلى أن موسكو لا تخشى عقوبات أمريكية محتملة بسبب صفقات أسلحة مع إيران، مشدداً على أن تلويح واشنطن بالعقوبات لن يؤثر على الموقف الروسي، مؤكداً أن بلاده لا تتفق مع طرح الولايات المتحدة بشأن ضرورة إشراك الصين في مفاوضات الاستقرار الاستراتيجي.
من جانبها، صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن روسيا مستعدة لتمديد معاهدة “ستارت 3” بالشكل الذي تم توقيعها على أساسه من قبل، لافتة إلى أن الكرة الآن في ملعب واشنطن.
كما حذّرت روسيا مجدداً من أن إنهاء الولايات المتحدة لمعاهدة ستارت 3 سيكون خطأ فادحاً، معربة عن استعدادها لتمديد الاتفاقية.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: نحن بالطبع مهتمون بتمديد المعاهدة ونعتبرها أحد أهم عناصر الاستقرار الاستراتيجي ونقول لزملائنا الأمريكيين أن عدم التجديد سيكون خطأ كبيراً، مشيراً إلى أن بلاده ستجد طرقا فعالة لحماية نفسها إذا لم يتم تمديد ستارت3.
وكان بيلينغسلي أعلن في بيان الأحد الماضي أن واشنطن ستعرض على روسيا شروطا جديدة لتمديد معاهدة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها وفق شروط محددة”، موضحاً أن تلك الشروط تشمل إحراز تقدم بشأن موقف الصين من الاتفاقية، والتعاطي مع البرامج الروسية، وتحسين وسائل التحقق، مضيفاً: إنه في حال لم تقبل موسكو اقتراح تمديد المعاهدة فسيزداد سعر الدخول إليها بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا في تشرين الثاني المقبل، موضحاً سنكون سعداء للغاية لمواصلة ذلك دون القيود المنصوص عليها في معاهدة “ستارت”.
يذكر أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أعلن في أيار الماضي أن موقف الولايات المتحدة حول إمكانية التفاوض على تمديد معاهدة تخفيض الأسلحة الإستراتيجية الجديدة ستارت غير واضح.
الجدير بالذكر، أن معاهدة ستارت 3 وهي امتداد لمعاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ستارت1 الموقعة في حزيران عام 1991 في موسكو قد وقعتها روسيا والولايات المتحدة في نيسان من العام 2010 في براغ لتحل المعاهدة الجديدة محل القديمة التي انتهت صلاحيتها في كانون الأول عام 2009 ودخلت ستارت 3 حيز التنفيذ في الـ 5 من شباط عام 2011.