مجلة البعث الأسبوعية

“هل تفتح له طاقة الفرج”؟ الحرية يعود إلى قواعده وسط حصار مطبق..!

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

عاد فرسان القلعة الخضراء (شعار نادي الحرية) إلى قواعدهم بعد ثلاثة مواسم معتمة من الانكسارات ضلوا فيها طريقهم نحو موطنهم الأصلي في عالم الأضواء، قبل أن يجتازوا النفق ويتلمسوا بر الأمان ويصلوا إلى المبتغى: دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم.

المعركة الأخيرة – الفاصلة – أمام فريق المجد في الدور النهائي لدور الدرجة الأولى، لم تكن سهلة على الإطلاق إذ تلقى فيها فريق الحرية الضربة الأولى التي جعلته يترنح، وكاد يفقد التوازن، لولا أن أتى حسام الشوا بهدف التعادل في الوقت المناسب لينقذ فريقه من الضياع. وفي المنعرج الثاني حيث أضاع قائد فريق الحرية سمير بلال ركلة جزاء على غير عادته (لم يُضع واحدة خلال جميع التدريبات التي تابعناها)، وكادت أن تكون القاصمة المعنوية، عاد الشوا نفسه، وفي الوقت القاتل، ليتابع الكرة المرتدة من حارس المجد بعد تصديه لانفرادة هداف الحرية، محمد عدرة، ويضعها من وضعية السابح في الهواء برأسه هدف الحسم والفصل والخلاص لفريق الحرية من الظل الذي قبع فيه لسنوات، ويحتفل مع مناصريه، الذين واكبوه من مدرجات الملعب البلدي في حمص، رغم قرار منع حضور المباريات الذي لم يسر على أحد سواء في الدرجة الممتازة أو الأولى.

 

العراب والمشوار

الشوا “عراب الفاصلة”، قال لـ “البعث الأسبوعية” بعد المباراة: لم نضيّع تعب موسم كامل لفريق واجه الكثير من التحديات وهزمها بالروح التي لم تستسلم للظروف، وبها سار الفريق واثق الخطوة ليطوي مرحلة إثر مرحلة بتفوق، ويصل إلى النهاية السعيدة.

وبالعودة لتتبع مشوار فريق الحرية نحو الممتازة، نجد أن كلام نجمه “ملك الفاصلة الشوا” كان صحيحاً، إذ تصدر الأخضر الحلبي مجموعته الرابعة التي ضمت إلى جانبه كل من شرطة حماة، ومصفاة بانياس، وعامودا، ومورك، وعمال حلب، في الدور الأول، وبلا منازع بـ 27 نقطة من تسعة انتصارات مقابل خسارة وحيدة مع شرطة حماة، مسجلاً 33 هدفاً (أقوى خط هجوم)، فيما تلقت شباكه 9 أهداف (أقوى حارس مرمى وخط دفاع).

ونسج الحرية على المنوال نفسه في الدور الثاني (المجموعة الثانية/ الشمالية)، حيث تجاوزها إلى الدور النهائي الحاسم من موقع الصدارة بست عشرة نقطة تحصّل عليها من خمس انتصارات على كل من عفرين والتضامن، ذهاباً وإياباً، وشرطة حماة إياباً، مقابل التعادل معه في مرحلة الذهاب، وسجل هجوم الحرية في هذا الدور ثمانية عشر هدفاً (أقوى هجوم)، مقابل 3 أهداف في مرماه (أقوى دفاع وحارس مرمى).

سيناريو استباقي

قبل المباراة الفاصلة جلسنا إلى جانب المدافع المخضرم، عمر حميدي، الذي طلب منا أن نذكر الجميع بما سيقوله، بعد المباراة، وهو أنها ستكون صعبة والحسم سيأتي في وقت متأخر.. وهذا ما حصل تماماً، وأضاف – في حديثه لـ “البعث الأسبوعية” بعد المباراة – بأنه توقع أن يشارك في المباراة، ويشاطر زملاءه فرحة النصر من قلب الحدث، بعد وقت عصيب على الصعيد الشخصي أبعدته فيه ظروف الإصابة عن المشاركة. وبارك حميدي لحلب عودة الديربي الأعرق والأهم بين القطبين الأحمر (الاتحاد) والأخضر(الحرية)، مفصحاً عن رغبته بالبقاء في صفوف الحرية في موسم الممتاز، إذا شاء القائمون على الفريق ذلك، وكذلك النجم المحلق طالب عبد الواحد الذي ذكرّنا بأنه معار من الاتحاد إلى الحرية وعليه الرجوع إلى ناديه الأم، الاتحاد، أفصح لنا عن رغبة داخلية بالبقاء في صفوف الحرية الذي أخذ موقعه فيه كلاعب أساسي ونجم برز بقوة، وهذا ما ستحدده المفاوضات والمبلغ الذي سيعرض عليه.

 

الفرحة المكتومة

فرحة الحرية وأنصاره لم تأخذ أبعادها كاملة إذ “راحت السكرة كما يقال وجاءت الفكرة”، فالفريق أنهى الموسم ليجد نفسه مشوشاً، فمصير إدارته المصرح عن نية إحداث التغيير فيها مجهول، وبالتالي عدم الإصابة بحالة أشبه بالشلل على تخوم موسم جديد دون وقت لتنفس الصعداء في ظل البرنامج الخانق الذي أنهى موسم الأولى في وقت متأخر، ولم يتبق سوى النوعية الثانية، أو الثالثة، من اللاعبين في سوق” الميركاتو”، بالوقت نفسه الذي بدأ به نجوم وركائز الفريق بالتسرب، إذ كشف لنا الظهير الأيسر محمد كيالي عن اتفاقه مع إدارة الاتحاد، قبل الفاصلة التي لم يشارك بها بسبب الإصابة، وبعد ضمان التأهل إلى الممتاز، أعلمنا لاعب الارتكاز مصطفى تتان عن اتفاقه – هو الآخر – مع إدارة الاتحاد، وحدد لنا موعد التوقيع الرسمي الذي سبقه إليها زميله الكيالي الذي سرعان ما أحس بالندم، وأخبر مدرب الحرية عن رغبته بالعودة – كما علمت “البعث الأسبوعية” – وسط مناوشات فيسبوكية بدأت بين جمهور الناديين حول اتهامات بسحب لاعبي الحرية لصالح الاتحاد قابلها تذكير بأن اللاعبين المعارين من الاتحاد إلى الحرية ساهموا بشكل كبير بعودة الفريق إلى الدرجة الممتازة، وكل ذلك بعد عسل الوفاق والوقوف جنباً إلى جانب في مؤازرة فريق الحرية ممثل حلب قبل الفاصلة.

 

شلل وتحضير

وضمن هذه الظروف، طالبنا القيادة في حلب بالإسراع بتحديد مصير إدارة نادي الحرية ليتسنى له الانطلاق بالتحضير للموسم الكروي الممتاز وإبرام التعاقدات قبل فوات الأوان والوقت الذي أصبح سيفاً مسلطاً ومهدداً بموسم سيء لفريق النادي المحاصر من جميع الظروف والأطراف. وإلى ذلك، بين لنا مدرب الحرية الذي قدم نفسه كمدرب قادم بقوة ليأخذ مكانه بين الصفوة بعد موسم ناجح خطط له بدقة من الألف إلى الياء، ونفذ مع الجهاز المعاون المهمة بدقة وبصورة ملفتة، يمكن لنا أن نعيها تماماً دون غيرنا، لأن كل تفصيلة تحدث عنها الحمصي لنا من لحظة استلامه لمهمته في بداية الموسم وحتى الضغط – ومنه التهديد بالاستقالة – لاستقدام اللاعبين المطلوبين، تحققت بحذافيرها. وذكرنا المدرب الحمصي بكل ذلك من خيارات اللاعبين إلى توظيفهم بطريقة تسمح بتعدد خيارات المراكز والتهديف ضمن إطار اللعب الشامل وإعطاء الفرصة للاعبين الشبان، وتحضير تشكيلة يكون احتياطيوها بمستوى الأساسيين.. إلخ.

الحمصي بين لنا أنه كمدرب، ورغم عدم حسم مصيره، اتفق مع جميع اللاعبين تقريباً، وتواصل مع آخرين لسد ثغرات المراكز، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بالنسبة لمصير الإدارة وتوفر السيولة المالية للتعاقدات وتحقيق الشروط التي سيطلبها لضمان النجاح في الممتاز بموضوعية، أي الثبات هذا الموسم، ولاحقاً التفكير ببناء الفريق القادر على المنافسة.