المسرح وفضاؤه الرحب
لم أكن قد بلغت الثالثة من عمري عندما سمعت كلمة “مسرح” إذ اصطحبني والدي لحضور عرض مسرحي للأطفال في المركز الثقافي في اللاذقية، وكل ما أذكره من ذلك العرض هو لعب الأطفال على الخشبة وأشياء جميلة لكنني لم أفهمها كثيراً بسبب صغر سني، وبعد أن حضرنا هذا العرض بقيت كلمة “المسرح” عالقة في ذهني بسؤال يلح عليَّ ما معناها، حتى جاء هذا اليوم الذي تسنى لي الذهاب برفقة خالتي لحضور تحضيرات مسرحية “كلب الآغا”، للمخرج فائز صبوح بمشاركة عدد من الممثلين الذين بهرني أداؤهم واستمتعت كثيراً، وكانت فرحتي كبيرة في ذلك اليوم، صحيح أنني لم أحضر المسرحية بكامل طقسها المسرحي، لكنني كنت فرحة لدخولي المسرح، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن وأنا مشدودة لهذا الفن العظيم وأتحين أي فرصة للذهاب للمسرح.
ومنذ أيام حضرت مسرحية بعنوان “بذرة الإجاص” للمخرج فائز صبوح في المركز الثقافي في اللاذقية أيضاً، وكم دهشت لرؤية المسرح الكبير والجميل والممثلين يؤدون أدوارهم عليه.. في هذه الأثناء كنت في عالم آخر تماماً، عالم المسرح الجميل المفعم بالجمال والإبداع، فالمسرحية تتحدث عن الحال الذي وصل إليه المجتمع من تردي الأخلاق والقيم، فتضمنت دعوة لبناء الإنسان الذي عانى من ظلم الحرب وتداعياتها، وأكثر ما شدني إليها طقسها المسرحي وحضور الجمهور الرائع من الكبار والصغار، فكانوا جميعهم مشدودين له ويعيشون شغفه ويتلهفون لمعرفة النهاية، كما كان لبدايتها وختامها وقعه الخاص علينا جميعاً وخاصة مشاركة الرائعين شام وحمزة صبوح كان لها صدى جميل، وأضفت الرقصات التي قدمتها فرقة “رمال” ألقاً جميلاً على العمل، وكذلك أغنية النهاية للمبدع زياد الرحباني التي لخصت فكرة المسرحية كاملة، فألف تحية لكل المشاركين في هذا العمل وأخص بالشكر المخرج المبدع فائز صبوح والكاتب د. حمدي موصللي، والقدير نبيل مريش والجميلة ريم نبيعة والرائع مصطفى جانودي.
سارة أحمد شعبان