اتحاد الكرة وتكريس الانقسام!
مع تبقي حوالي ثلاثة أسابيع على انطلاق الدوري الكروي الممتاز، تبدو الصورة قاتمة بالنسبة للكثير من الخبرات والمتابعين فيما يخصّ المنافسة في الموسم الجديد، فالشكل العام الذي أظهرته التعاقدات الجديدة لمختلف الأندية أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن دورينا سيكون منقسماً لطابقين.
فالأرقام التي دفعتها الأندية الكبيرة (تشرين، الوحدة، حطين، الاتحاد) لضمّ أبرز اللاعبين خيالية بكل معنى الكلمة، وبعضها تجاوز عشرات الملايين للاعب واحد، وسط صمت مطبق من اتحاد اللعبة الذي فضّل أن يلتفت للأمور الشكلية للعقود الجديدة، وحتى من المكتب التنفيذي الذي تقع على عاتقه مسؤولية إيجاد نوع من العدالة بين مختلف الأندية بغضّ النظر عن جماهيريتها وقوتها.
ورغم أن قرار اتحاد الكرة السابق قبيل انطلاق الموسم الماضي، بتحديد عدد الصفقات الجديدة ومنح الفرص للاعبين الشباب، نال الكثير من النقد المحقّ لجهة توقيت إصداره، إلا أنه يبقى أفضل بكثير من فوضى التعاقدات التي ستكرّس الانقسام في دورينا بين نادٍ كبير ونادٍ صغير، وستقتل أي روح للمفاجأة والمنافسة.
وإذا كانت الحجة التي تساق لتبرير ما يحصل في سوق الانتقالات بأنه الاحتراف وطريقته، فإننا سنكون مضطرين للعودة إلى المربع الأول، والتساؤل بصراحة: هل ما تطبقه أنديتنا ولاعبونا هو احتراف بالأساس في ضوء غياب مقوماته، باستثناء دفع الأموال من دون فائدة فنية واضحة؟
وللتذكير، فإن المجلس المركزي للاتحاد الرياضي شكّل لجنة لتعديل قانون الاحتراف ليناسب واقع رياضتنا ومفاصلها المختلفة وفي عضويتها رئيس اتحاد كرة القدم، ما يعني ضمناً وجود عدم رضا عن هذا الاحتراف بشكله الحالي، والذي ظلم الأندية الفقيرة وجعلها تتسوّل المال والمساعدة لإكمال موسمها وترضى بما تركته الأندية الكبيرة من لاعبين منتهي الصلاحية!.
مؤيد البش