عاصفة خضراء وأعذار خففت من حدة السقوط الاتحادي!
“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
خرج فريق رجال الاتحاد الأول لكرة القدم في مشاركته بدورة تشرين الكروية الودية من باب الدور الأول على نقالة مترنحة بوداع حزين رافقته ارتدادات قوية في الشارع ومنصات التواصل الاجتماعي الأهلاوية.
الفريق وبقيادة مدربه، مهند البوشي، تلقى في الافتتاح صدمة الخسارة بهدف من جبلة الذي لم يستوعب الموضوع بدوره، وهو بالكاد أعاد تشكيل مجموعته ودخل معمعة الدورة على السجية ودون تحضير وافٍ، ليتبعها الاتحاد بخسارة ثانية أمام صاحب الضيافة تشرين المدجج بمختلف صنوف وأقوى أسلحة التفوق بهدفين مع الرأفة، ليركن أخيراً إلى جانب فريق مصفاة بانياس شريكه في الهم، ويتشاطر معه خيبة الخروج المبكر ومباراة تحصيل الحاصل الأخيرة في المجموعة الأولى.
ومنذ اللحظة الأولى التي تلقى فيها نادي الاتحاد الدعوة، أبدى المدرب البوشي الرغبة بالمشاركة وطلب تثبيتها، وقال لنا حينها – وفريقه في طور التكوين – أن دورة تشرين أفضل وأوفر مادياً من إقامة معسكر داخلي، وأراد من خلالها التمعن في وضع فريقه على أرض الواقع وبصورة عملية بعد الانفضاض تقريباً من عملية التسوق تحت شعار “الأولوية لأولاد النادي”، والتعاقد مع مجموعة وافرة من اللاعبين في مختلف المراكز، ومنها خط الهجوم، دون الظفر بالصفقة التي تنقص الفريق ويحتاجها بشدة.. “المهاجم الصريح”.
شعار المرحلة
إذاً الشعار المعلن كان بناء فريق يعتمد على أبناء نادي الاتحاد من اللاعبين مع تطعيمه بعدد من اللاعبين من الخارج وتحضيره والصبر عليه ريثما تؤتي التجربة ثمارها، وبالتالي تم التجديد مع الشقيقين أحمد ومحمد الأحمد، والإبراهيمين السواس والزين، وحسام العمر وعبد الله النجار (أبناء النادي)، وكل من محبوب جماهير الاتحاد المدافع الموصوف بالوجداني والثابت المستوى شاهر شاهين، ومحمد العنز لاعبنا الدولي الذي غيبته الإصابة عن المشاركة معظم فترات الدوري الماضي، وبالتالي لديه الفرصة لتعويض ما فاته هذا الموسم، وتقديم الصورة الحقيقية التي دعت للتعاقد معه الموسم الماضي، ومن لاعبي الرعاية زكريا حنان وزكريا عزيزة اللذين أثارا حولهما زوبعة كبيرة حين احتجا على الراتب الشهري (حوالي 27 ألفاً) – والأخير أصبح كشفه حراً، وكاد يغادر بسبب عدم إشراكه بالدقائق القانونية المقررة من قبل الاتحاد اللعبة – وطالبا بتسوية الأمور المادية “دون حدود المعقول!!”، ضمن الظروف الراهنة. وفي النهاية، تم حل المشكلة، وإلزام اللاعبين، إلى جانب محمد ريحانية، وإبراهيم جمرك، وحمادي قويري، وعمر مشهداني، وعلاء حمصي وأمجد فياض.
عائدون ومخضرمون
أما اللاعبون العائدون من الإعارة فهم الجناح المحلق مع الحرية إلى الدرجة الممتازة، طالب عبد الواحد، وزميله وشريكه بالإنجاز قلب الدفاع حسن الضامن، وكل من المهاجم منير النشار، والظهير الأيمن محمد اليوسف من النواعير، ومن المستقطبين العائدين من لاعبي الاتحاد جاء كل من الحارسين خالد حجي عثمان قادماً من الطليعة وعماد إدلبي من عفرين وينضم معهما الشاب الصاعد محمد حسونة، ومن المتعاقد معهم نجما الحرية الشابان: الظهير الأيسر محمد كيالي ولاعب ارتكاز الوسط مصطفى تتان؛ وعززت الإدارة الصفوف ببعض المخضرمين من لاعبي الخبرة مثل النجم الدولي السابق القادم من حطين، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من البقاء ضمن صفوفه لولا سلبية اثنين من أعضاء الإدارة الحطينية، كما ذكر لنا عبد الرزاق الحسين، وبرهان صهيوني من الوثبة، وصاحب التجربة الناجحة السابقة مع الاتحاد المدافع منهل طيارة.
هزة ارتدادية
وبالعودة إلى ارتدادات دورة تشرين بعد نتائج الفريق التي لم تلب الطموحات، فقد انقسمت الآراء بين مطالب بالصبر على الفريق الجديد البناء، مع الإشارة لنقاط إيجابية عدة، منها عجينة الفريق الشاب القابلة للتشكيل والقولبة، وبين من صب جام غضبه وطالب بتبديل المدرب البوشي الذي افتقد – حسب رأيهم – للرؤية التكتيكية والكفاءة المهنية، والتعاقد مع مدرب لياقة (معد بدني) بسب وضوح مشكلة في هذا الجانب. وبصفة عامة، لوحظ افتقاد الاتحاد للقائد والضابط لإيقاع اللعب وصانعه في وسط الميدان لتمهيد الحلول الهجومية التي كانت غائبة، وهذا قد يعوضه الخبير عبد الرزاق الحسين، كما كان طالب عبد الواحد، المطلق لعنان الأجنحة اليابسة بعد إشراكه، ولتبقى مشكلة النجاعة الهجومية والمهاجم الصريح الهداف ضالة الفريق، لهذا الموسم، والذي يبحث عنه الفريق بعد رحيل أنس بوطة. وحول هذه الجزئية، تواصلنا مع المعنيين، سواء مدرب الفريق مهند البوشي، أو رئيس النادي المهندس باسل حموي الذي أكد لنا أن البحث مازال جارياً عن المهاجم بالنوعية المطلوبة، ولا ندري من أين سيأتي هذا في ظل فراغ سوق “الميركاتو” من الخيارات المناسبة، وحسم الخيار الذي بثت الأقاويل حول إمكانية التعاقد معه، وسط موجة من الاستياء لمجرد تداول الاسم (المخضرم رجا رافع)، بانضمامه كما علمنا لصفوف الفتوة.
الحجة البليغة
وبطبيعة الحال، كان هدف المشاركة بالدورة واضحاً منذ البداية بالنسبة للمدرب مهند البوشي الذي أوضح أن النتائج آخر ما يمكن التفكير فيه في طور التحضير، خاصة وأن الهدف من المشاركة هو الوقوف على واقع الفريق وتحقيق التجانس والتناغم بين عناصره، وهو ما أكد عليه رئيس النادي المهندس باسل حموي مشيراً إلى أن هناك نواحي إيجابية سيتم تعزيزها وأخرى سلبية سيتم تلافيها. أما الدفاع غير المباشر، والحجة البليغة التي خففت الضغط على فريق الاتحاد ومدربه وإدارته، فقد تكفل بهما مدرب الاتحاد الأسبق ياسر السباعي الذي عاد بنا بالذاكرة إلى موسم 2004/ 2005، والذي حقق خلاله كمدرب إنجاز الفوز بلقب الدوري حينها، رغم أن الفترة التحضيرية الأولى شهدت خسارة الفريق مع الجهاد في حلب بهدفين نظيفين، كذلك التعادل بهدفين لمثلهما مع اليرموك، وكان الفريقان اللذين قابلهما حينها في عداد أندية الدرجة الثانية، فضلاً عن الفوارق الكبيرة على الصعيد الفني والإمكانات. وختم الكابتن سباعي رسالته بالتأكيد والتشديد على ضرورة الصبر على الفريق مع لفت النظر إلى أن المشاركة في المناسبات الودية هدفها الاختبارات الفنية والتكتيكية والفردية والجماعية، وليس البحث عن فوز، ونتائج لا طائل منها.
عاصفة خضراء
قد يكون ما جرى مع فريق الاتحاد “نص مصيبة” – كما يقال – إذا ما قورن بجاره الحرية الذي لم يكد يتلمس بداية طريق التحضير للموسم الذي سبقه فيه الجميع، حتى طفت على السطح مشكلة الاستغناء عن الجهاز الفني للفريق صاحب إنجاز التأهل للممتاز بسبب الخلاف على المقابل المادي، ما ألب جمهور النادي، أو الأغلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، ضد الإدارة وطالبوا بإقالتها.
وفحوى الموضوع أن الإدارة إمكاناتها لا تسمح بدفع أكثر من 200 ألف ل. س للمدرب الأول، مقابل 150 لكل مساعد، في حين طلب الكابتن مصطفى حمصي 600 ألف، معتبراً ذلك أضعف الإيمان قياساً بأندية أخرى تدفع للمدرب المساعد مليون ل. س كراتب شهري، ولا ندري إلى ماذا ستؤول الأمور التي حذرنا في عددنا الماضي بأنها قد تتحول من أفراح العودة إلى الممتاز إلى أتراح الواقع ومشاكله وفتنه ومصاعب التحضير والثبات في الأضواء.