مجلة البعث الأسبوعية

الانتخابات الكروية لم تفرز أي جديد لكن الأمل يبقى قائماً

البعث الأسبوعية-المحرر الرياضي

التصريحات المقتضبة لرئيس اتحاد كرة القدم القديم الجديد تعطي المتابع ثقة أن الخلل معروف والإصلاح مطلوب وأن الحمل ثقيل وأنه عازم على إعادة الكرة السورية إلى الطريق الصحيح بعد أن سارت عكس التيار.

وهذا الكلام ليس بغريب على رجل مثل صلاح رمضان كان له تجربة ناجحة مع الاتحاد في الدورة الثانية، بينما لم تكن كذلك في الدورة الأولى وقد وصلت كرتنا بذلك العهد إلى المرتبة 152 عالمياً، والنجاح الذي تحقق جاء بعد دخول فادي دباس إلى اتحاد كرة القدم كعضو ثم نائب رئيس.

الايجابي في انتخاب صلاح رمضان أنه صديق للمكتب التنفيذي ويتمتع بعلاقات خارجية واسعة وخصوصاً على الصعيد العربي والدولي وكلنا يعرف أن سبب استقالته توقيع عقد بالأحرف الأولى مع دولة عربية دون أن يأخذ الإذن المسبق، وهنا مربط الفرس!.

وهذا الأمر معقد جداً لأننا سنخوض في مقولة هذا سلبي وهذا ايجابي، فإذا كانت علاقة رئيس الاتحاد الجديد مع المكتب التنفيذي ستصب في مصلحة كرة القدم من خلال تيسير الأمور وصنع القرارات الصعبة ودعم العملية الكروية بكل مؤسساتها فإن هذا الأمر ايجابي بالمطلق، وإذا كانت هذه العلاقة ستنضوي تحت مبدأ الولاء والتبعية فإننا ستتابع الكارثة والانحدار إنما بغير لون وصورة.

وإذا دخلنا في الشأن الداخلي وأسماء أعضاء الاتحاد فإن من اتحاد حاتم الغايب المستقيل نجح مرة جديدة كل من عبد الرحمن الخطيب وغزوان المرعي وطلال بركات، عبد الرحمن الخطيب (نائب الرئيس) استقال من الاتحاد السابق قبل أن يستقيل الاتحاد بستة أشهر وكان له صرخات هنا وهناك ذهبت دون جدوى وسبق أن قال أن لديه الكثير من الأفكار التي يريد تقديمها وأغلبها ما يخص المنتخبات الوطنية، أما غزوان مرعي فمقعده ثابت منذ أكثر من عشر سنوات لكنه غير متفرغ فهل سيبقى مقعده شاغراً أم إنه سيتحرك في هذه الدورة ولو قليلاً؟.

طلال بركات كان اليد اليمنى لرئيس اتحاد كرة القدم السابق واستلم ملف المسابقات وحاول تطويره ولم يستطع، محي الدين دولة كان بعيداً عملياً عن المشهد الكروي منذ أكثر من عشر سنوات، ورفعت الشمالي سبق أن كان عضواً في اتحادات سابقة وهو من طينة الخبرات، ومحمد كوسا لم يغب في المشاهد الأخيرة عن كرة القدم من بوابة التحكيم، ويدخل الاتحاد للمرة الأولى، فيما مفيد زهر الدين (العربي) له بصمات في الكرة الأنثوية، ومحمد عبيد الخليل (الجزيرة) وأخيراً الحكم الدولي الذي يشهد الجميع بنزاهته محمد العبد الله (الفتوة).

وإضافة إلى هؤلاء فقد نجحت نانسي معمر كأول عضو أنثوي في سابقة جديدة وكانت عضوية المرأة بطلب من الفيفا لضرورة وجود عنصر أنثوي.

الجو العام للانتخابات بينت أننا بحاجة للكثير من الفهم والوعي والفكر، وللأسف فإن البعض لم يعي ما هي الانتخابات وشروطها فسقطت بعض الأوراق بالبطلان من أجل ذلك، والبعض الآخر لم يتقبل فكرة الخسارة فانسحب من التصويت مع غيره لأن الانتخابات لم تعجبه نتائجها وهذا أمر معيب بغض النظر عن الأسباب المحيطة.

ما ينتظر الاتحاد الجديد في أول أعماله مشكلة عويصة تتعلق بالتحكيم فعندما يخسر الانتخابات محاضر آسيوي وعربي له اسمه وسمعته فهذه كارثة لوحدها وتعني أن أعضاء المؤتمر لم يدركوا خطورة هذا الوضع ولم يختاروا الأفضل، وخصوصاً أن من سيتبوأ المقعد التحكيمي في اتحاد كرة القدم معروف بفشله السابق ولم يقدم ما يفيد التحكيم والحكام، لذلك ستعاني كرتنا من هذه الناحية المفصلية كثيراً.

والعجب العجاب التنافس الأعمى بين ممثلي حلب الذي سقطوا جميعاً لأنهم لم يتفقوا، فخسرت حلب مقعدها في اتحاد كرة القدم كما حدث سابقاً عدة مرات، والمرشحون الثلاثة مجتمعين نالوا 54 صوتاً ولو اتفقوا على مرشح واحد لنالت حلب مقعداً تستحقه وتحتاجه كرتنا.

المشكلة القادمة ستكون بغياب تمثيل أندية الهيئات وخصوصاً نادي الجيش الذي دخل بالانتخابات وخرج للمرة الأولى صفر اليدين، وهيئتي الشرطة والمحافظة لم تدخلا هذه المعمعة أصلاً، ومن الغياب المؤثر غياب دمشق من الانتخابات ولم يترشح أحد من العاصمة وربما رغبة أنديتها عدم خوض هذا السباق كان سبباً وإن كان غير مبرر.

بالمحصلة العامة غلب على الانتخابات رياح الجاه والمال، وللأسف نقولها أن يكون لاعب دولي قديم مثل وليد أبو السل خارج اتحاد الكرة بمقابل أولئك الذين دخلوها ولم تغبّر أقدامهم بالملاعب ولو بفئة الناشئين فهذا أمر فيه الكثير من إشارات الاستفهام.

ومن الغريب في كرتنا أن تختصر بالأسماء التي تقدمت للانتخابات ولدينا الكثير من الكوادر والخبرات التي آثرت أن تبقى على الحياد تراقب من بعيد لأنها أدركت أن هذا ليس زمانها، والكثير من المراقبين لم تسرهم الانتخابات بالأصل ولم يبدو التفاؤل بعد صدور النتائج، ويبقى الأمل ضئيلاً في مارد ينقذ كرتنا مما هي عليه، وبالواقع إن كان (العنوان يدل على المكتوب) فلزاماً علينا أن نتمسك ببصيص الأمل علّ الاتحاد الجديد يكون المارد المنتظر.