جولات “وزارية” مفاجئة تفضح ترهل وتقصير المدارس.. والآباء يأملون توسيعها
لاقت جولة وزير التربية الدكتور دارم طباع التفقدية المفاجئة على بعض مدارس دمشق ترحيباً وارتياحاً عند المواطنين، خاصة وأن وضع بعض مديريات التربية ومدارسها ليس على ما يرام في ظل ترهل وتقصير إدارات بعض المدارس، والظروف الاستثنائية للعام الدراسي الحالي، وجائحة مرض كورونا. وطالب المواطنون بتوسيع رقعة تلك الجولات لتشمل جميع المناطق، ولاسيما مع الفوضى الحاصلة في مدارس بعيدة عن أعين المعنيين.
وزارة التربية شدّدت في قراراتها الصادرة على ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر من أجل المحافظة على سلامة الطلاب والكادر التدريسي والإداري في المدارس.
ولم تسلم وزارة التربية من انتقادات كثيرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، أكثرها يحمل طابع التشويش على سير العملية التعليمية والتأثير في الرأي العام بما يتعلق بموعد افتتاح العام الدراسي، وعدم جاهزية أغلب المدارس. في حين كان هناك انتقادات صائبة محقّة حملت في طياتها الغيرة والخوف على حسن سير العملية التعليمية، حيث وضعت تلك الانتقادات المنطقية في مقدمة أولوياتها سلامة الطلاب وضرورة بقائهم داخل أسوار المدرسة ومتابعة الدروس التعليمية بعد غياب دام أكثر من 6 أشهر عن المدرسة بسبب الحظر الصحي خلال الفترة الماضية.
ومع كثرة الشكاوى وعدم جدوى القرارات والاجتماعات المكثفة، كان لابد لوزارة التربية أن تعتمد الجولات المفاجئة لرأس الهرم التنفيذي في الوزارة، ليكون الموضوع بعيداً عن الإدارات الأدنى حتى لا يُغطى التقصير من قبلهم ويتمّ التستر على المخالفين، كما يحدث في أغلب الأحيان. فما كان من وزير التربية إلا القيام بجولته المفاجئة التي تمخض عنها إعفاء وإنهاء تكليف إدارتي مدرستي نبراس المعرفة وأبو حيان التوحيدي في منطقة الميدان بمدينة دمشق، ليؤكد الوزير أن الجولات الميدانية المفاجئة ستستمر لتشمل أي مدرسة في سورية وبأي وقت.
“البعث” تابعت الموضوع مع الوزير الذي كشف عن جولات قادمة مشابهة لما سبقها، مؤكداً أن الوزارة تتابع كل شاردة وواردة تُنشر عبر وسائل الإعلام والمواقع وصفحات التواصل وتتابعها وتحقّق بمصداقيتها ليتمّ اتخاذ الإجراء اللازم الذي يصبّ في خانة المصلحة التربوية.
ولم يتردّد الوزير في تحميل مديري التربية والموجهين ومديري المدارس مسؤولية تأمين احتياجات مدارسهم من الكادر التدريسي واللوازم الأخرى، متوعداً بإعفاء ومحاسبة المقصّرين فوراً في حال عدم الالتزام، لافتاً إلى أهمية الشفافية ومعالجة مشكلات الميدان بالسرعة القصوى والتركيز على الطلاب واحتياجاتهم.
وأمل وزير التربية من المعلمين ألا يصبح مرض كورونا شماعة تعلق عليها إجراءات الوقاية المتخذة من الوزارة من خلال تهرّب بعض المعلمين من التدريس بحجة ظهور أعراض مرضية، علماً أن الإجراءات الصحية الاحترازية نصّت على التساهل بمنح الإجازات الصحية للمعلمين الذين تظهر عليهم أعراض مرضية تنفسية أو حرارة أو ما شابه.. وذلك كإجراء وقائي.
علي حسون