مقتل 28 من مرتزقة أردوغان في ناغورني قره باغ
قتل 28 مرتزقاً على الأقل يقاتلون مع القوات الأذرية في ناغورني قره باغ، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، معربين عن قلقهما من نقل الإرهابيين من سورية وليبيا للقتال في الإقليم، في وقت أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ندّد بتدخّل جماعات تكفيرية في النزاع في المنطقة، أنّه سيتّصل برجب طيب أردوغان ليُطالبه بـ”تفسيرات”، داعياً حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة تصرّفات النظام التركي، العضو في الحلف.
وقال ماكرون للصحافة خلال قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل: “حسب استخباراتنا، فقد غادر 300 مقاتل من سورية للتوجه إلى باكو عبر غازي عنتاب (تركيا). إنهم معروفون ويتم تعقّبهم”. وأضاف: إنهم ينتمون إلى “مجموعات تكفيرية تنشط في منطقة حلب”، وحذر من أن فرقا أخرى “تستعد بنفس الحجم تقريباً تم تجاوز خط أحمر إنه أمر غير مقبول، وأدعو جميع الشركاء في الناتو” إلى أن يُواجهوا سلوك دولة عضو في الحلف.
بدوره اتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان نظام أردوغان “بالتقدّم مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية”، وأشار إلى أن جيش أردوغان يقود بشكل مباشر هجوماً لقوات أذربيجان على القوات الأرمينية حول إقليم ناغورني قره باغ، فيما أفادت الأنباء بمقتل العشرات وإصابة المئات، منذ يوم الأحد، في قتال جدد المخاوف بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز، الذي تمر من خلاله خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
وقال باشينيان لصحيفة لو فيغارو في مقابلة: “الوضع أخطر بكثير (من الاشتباكات السابقة في عام 2016). سيكون من الأنسب مقارنته بما حدث في عام 1915 عندما قُتل أكثر من 1.5 مليون من الأرمن في أول إبادة جماعية في القرن العشرين”، وأضاف: “الدولة التركية التي تواصل إنكار الماضي تغامر مرة أخرى بالسير في طريق الإبادة الجماعية”، وأردف: “إن تركيا أرسلت آلاف المرتزقة السوريين إلى المنطقة، وإن ضباط الجيش الأتراك متورطون بشكل مباشر في قيادة الهجوم في أذربيجان.
واتهم باشينيان أردوغان بدعم الجيش الأذربيجاني بطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى وبإرسال مستشارين عسكريين و”مرتزقة وإرهابيين” إلى منطقة ناغورني قره باغ، وقال: “إنهم يستخدمون طائرات مسيرة و(طائرات مقاتلة) إف 16 تركية لقصف مناطق مدنية في قره باغ العليا”، وأردف “يجب أن يعلم المجتمع الدولي، وخاصة الشعب الأميركي، أن طائرات إف-16 الأميركية الصنع تُستخدم حالياً لقتل أرمن في هذا الصراع”، وتابع: “زودت أنقرة باكو مركبات عسكرية وأسلحة وأرسلت مستشارين عسكريين. نعلم أن تركيا قامت بتدريب ونقل آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سورية. إن هؤلاء المرتزقة والإرهابيين يقاتلون اليوم ضد الأرمن”.
وحول خطورة النشاط التركي في ليبيا ودور المخابرات التركية في نقل المرتزقة لتأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، قال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي احمد المسماري: إن “أنقرة تنقل إرهابيين سوريين وغير سوريين من ليبيا إلى أذربيجان”، وتابع: “تم نقل عشرات الآلاف من المرتزقة السوريين وغير السوريين إلى ليبيا عبر مطاري معيتيقة ومصراتة”.
وحذّر المسماري من مواصلة سيطرة المخابرات التركية على المطارات والموانئ غرب البلاد لاستخدامها في نقل التكفيريين إلى بؤر التوتر في العالم.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قره باغ، معربين عن قلقهما من نقل إرهابيين من سورية وليبيا للقتال في الإقليم، وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأن لافروف وظريف أجريا، الجمعة، اتصالا هاتفيا “بحثا خلاله بشكل مفصل الأوضاع في منطقة الصراع ناغورني قره باغ”، حيث “أعرب كلا الجانبين عن قلقهما الكبير من الأعمال القتالية الواسعة والمستمرة وكذلك مشاركة إرهابيين من سورية وليبيا فيها”.
وأكد لافروف وظريف، حسب البيان الروسي، “الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وخفض التوتر ومنع الخطاب الاستفزازي والعسكري”.
وشدد وزير الخارجي الروسي على أن روسيا ستواصل، بمبادرة منها وفي إطار عملها ضمن ثلاثية رؤساء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، “بذل جهود الوسطة دعما لتسوية النزاع في ناغورني قره باغ عبر الوسائل السياسية الدبلوماسية”.
وأشار الوزيران إلى “الدور المهم الذي يمكن أداؤه من قبل دول المنطقة، خاصة جيران أذربيجان وأرمينيا، في تهيئة الظروف الملائمة لعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن”.
واندلعت صباح 27 أيلول اشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في إقليم ناغورني قره باغ والمناطق المتاخمة له في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاماً.