ترامب في الحجر.. وكورونا يضع الانتخابات الرئاسية في مواجهة ساعات حرجة
كشف مصدر مطلع أن بعض المؤشرات الحيوية للحالة الصحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أصيب بفيروس كورونا، كانت “مقلقة للغاية” خلال اليوم الماضي، و”الساعات الـ48 القادمة ستكون حاسمة فيما يتصل بعلاجه”، مشيراً إلى أن ترامب “لا يسير حتى الآن على طريق واضح للتعافي، في تناقض واضح مع ما قاله في وقت سابق الفريق الطبي للبيت الأبيض، حيث صرح بأن ترامب ليس تحت جهاز التنفس الاصطناعي وأن حالته الصحية مستقرة ومعنوياته مرتفعة، مشدداً على أن وضع الرئيس الصحي جيد.
وأعلن ترامب، الجمعة، أنه وزوجته ميلانيا أصيبا بفيروس كورونا، بينما أكدت إدارته أنه يعاني من أعراض طفيفة ويواصل أداء عمله، فيما أفادت مصادر عدة بأن ترامب يعاني من السعال ودرجة الحرارة المرتفعة، وذلك في تطور يأتي قبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم 3 تشرين القادم.
وبعد غيابه عن الساحة العامة منذ إعلانه المفاجئ أنه والسيدة الأولى ميلانيا مصابان بكوفيد-19، شوهد ترامب وهو يغادر البيت الأبيض مساء الجمعة، بدون أيّ مساعدة فيما يضع كمامة خلال توجّهه نحو المروحيّة الرئاسيّة، التي نقلته إلى المستشفى الواقع في ضاحية واشنطن لتلقّي العلاج.
وفي مقطع فيديو مدته 18 ثانية، سجّل داخل البيت الأبيض ونشر على تويتر، خرج ترامب عن صمته قائلاً: إنه سيدخل المستشفى لكن “أظن أنني في حال جيدة جداً”.
ويزيد هذا التطوّر المفاجئ من ضبابية الوضع بالنسبة للانتخابات الأميركية المرتقبة، إذ اضطر ترامب، الذي يتخلّف عن خصمه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الرأي، إلى تجميد جزء كبير من حملته.
وقلب مرض ترامب مسار السباق إلى البيت الأبيض رأساً على عقب، بعدما وجد بايدن نفسه فجأة وحيداً في مضمار الحملة الانتخابية، وقادراً على إثبات أن نهجه الأكثر حذراً تجاه كوفيد-19 قد كان مبرراً.
وجعل بايدن من إدارة ترامب لأزمة الوباء، لا سيما الرسائل المتناقضة بشأن وضع الكمامات، محور حملته الانتخابية، فيما حاول ترامب مراراً تحويل الانتباه إلى مجالات يشعر فيها بالقوة، مثل الاقتصاد.
وشكّل تأكيد إصابة ترامب الصادم ضربة قوية لجهوده الرامية للفوز بولاية ثانية، إذ تسبب في تجميد حملته، التي كانت مقررة في أنحاء البلاد بهدف تعويض تأخره في استطلاعات الرأي. وقالت حملة ترامب: إن كل الأحداث المخطط لها المتعلقة بالرئيس تم تأجيلها أو أنها ستجري عبر الإنترنت، حتى أن المناظرة الثانية بين ترامب وبايدن، المقرر إجراؤها في 15 تشرين الأول، أصبحت الآن موضع شك.
وتعتبر التجمعات جزءاً رئيسياً من حملة ترامب، لدرجة أن عدم قدرته المفاجئة على السفر تترك فريق حملته يعاني في جهود إعادة رسم استراتيجيته. وإضافة إلى ذلك، كثيرا ما ركّز ترامب في حملة إعادة انتخابه على مسألة أن مخاطر فيروس كورونا مبالغ فيها.
تتبع مخالطي ترامب يمثّل كابوساً حقيقياً
إلى ذلك، اعتبرت مجلة “لايف ساينس” العلمية المتخصصة، في دراسة نشرتها، أن الجهّات المعنية تعمل على تتبع الأشخاص الذين خالطهم المصابون بفيروس كورونا، بهدف احتواء الإصابات ومنع انتشارها. ولكن عندما يكون الشخص المصاب هو رئيس الولايات المتحدة، يمكن أن تصبح هذه القائمة كبيرة جداً، وسرعة انتشار العدوى كبيراً جداً، وتتبع المخالطين “كابوساً” حقيقياً.
ولفتت المجلة إلى أن الرئيس الأميركي قد حضر مؤخراً نحو 15 حدثاً أو فعالية في ولايات أميركية مختلفة، تبدأ من المناظرة الرئاسية لعام 2020 إلى جمع التبرعات والتجمعات على مدار الأيام العديدة الماضية، واعتبرت أنه في هذه الأثناء “كان الفيروس يتكاثر بصمت” في جسد ترامب، وأضافت أنه “من المحتمل أن يتحوّل جمع التبرعات هذا إلى حدث فيروسي واسع الانتشار.. يمكن أن يصيب الكثير من الناس”.
ونظراً لتفاعل ترامب مؤخراً مع العديد من الأشخاص، بما في ذلك كبار المسؤولين الحكوميين في أميركا، فإن العثور على جميع الجهات التي خالطها أو تواصل معها “سيكون مهمة شاقة”.