ثقافةصحيفة البعث

المايسترو الزركلي يثني على مشروع دعم الموسيقيين الشباب

“مازوركات” للمؤلف البولندي شوبان (1810-1849) الألحان المبنية على الرقصات الشعبية التقليدية البولندية ذات الإيقاع الثلاثي والتي ارتبطت بشوبان الذي ألّفها خلال مراحل، وجاءت بستة مصنفات مختلفة من درجات مقام مينور في اختتام أمسية العزف المنفرد التي قدمها د. غزوان الزركلي عازف البيانو المحترف على مسرح الأوبرا بعد عودته إلى أرض الوطن بحضور محبيه وجمهوره، ما يدلّ على الشغف بالموسيقا الكلاسيكية الأوروبية. وقد تميّزت الأمسية بالعذوبة الغنائية الموسيقية والانتقالات والتنويعات بتعاقب الحركات، ولاسيما بالغة السرعة وبالضربات الحادة في مواضع.

وشكّلت أعمال النمساوي فرانتس شوبرت (1797-1828) الذي لُقب بشاعر الموسيقا الكلاسيكية المحور الأساسي في الأمسية، إذ اختار الزركلي العمل المؤلف من ستة أقسام من مقام ماجور ومينور بعنوان “ست لحظات موسيقية” -مصنف رقم-780 الحافل بالألحان الشفافة الحالمة، وتابع مع شوبرت بعزف فانتازيا مقام دوماجور-مصنف رقم 760، المؤلفة من أربع حركات تبدأ بحركة سريعة نارية لكن دون مبالغة، ثم حركة بطيئة ثم حركة بالغة السرعة وتنتهي بحركة سريعة، وقد شدّت هذه الانتقالات جمهور الأوبرا إلى تقنيات عزف الزركلي المبهرة بأبعاد متداخلة ومستويات صوتية مختلفة. كما عزف ضمن البرنامج بارتيتا رقم 6 مقام مي مينور للمؤلف الألماني باخ (1685-1750) العمل المؤلف من سبعة أقسام جميلة جداً، “توكاتا- ألماندا– كورينته- أغنية- سارابند- غافوت- جيغ”، فجمعت الأمسية بين باخ وشوبان وشوبرت.

وعلى هامش الأمسية التقت “البعث” مع د. الزركلي وكان هذا الحوار:

* المحور الأساسي في الأمسية كان لشوبرت، فلماذا أفردت له هذه المساحة؟.

المؤلف النمساوي للموسيقا الكلاسيكية الأوروبية شوبرت نادراً ما تعزف أعماله في سورية، وتتسم ألحانه بالعذوبة الموسيقية والسلاسة وسهولة التذوق بالنسبة إلى الجمهور لكن بصعوبة التحضير وتحتاج إلى جهد كبير ومهارة عالية من العازف.

* ارتأيت إعادة تقديم عمل باخ الذي قدّمته في أمسية الشتاء في العام الماضي فماذا يعني لك؟.

طبعاً الإعادة من أجل تقديم الأفضل وجعله مألوفاً لدى جمهور الأوبرا، كون العمل يتألف من سبعة أقسام بينها –أغنية “آيير” وهي لحنية عذبة تختلف عن بقية الأقسام بالسرعة والبطء والكثافة وبموضوع البولفوني والهارموني، هذه المجموعة مع بعضها البعض تؤلف كتلة درامية متجانسة.    وقد يجد المتلقي ثمة تقاطعات، فالأمسية غنائية لم أقدم فيها قالب السوناتا الأصعب للتذوق، لأن فيها دراما أكثر، والقطعة الثانية درامية لكن رغم ذلك تبقى ضمن مسار العذوبة الموسيقية.

* سيشارك أنطوني وآغوب كنوزي بأمسيات مشروع دعم الموسيقيين الشباب فما رأيك بالمشروع؟.

المشروع ممتاز، وبرأيي أن مدير عام دار الأوبرا المايسترو أندريه معلولي أصاب بإنشاء برنامج مشروع دعم الموسيقيين الشباب، ويشرفني أنني سأشارك بأمسية مع عازف الكلارينيت الشاب جول شاهين في 18 تموز القادم.

* خلال مسارك الموسيقي الأكاديمي تبنيت عدة مشروعات فما الجديد القادم؟.

تركت التدريس في المعهد العالي للموسيقا منذ بداية هذا العام، وأتابع أمسياتي بالأوبرا التي تحتضن الأعمال الجادة، وبعد هذه الأمسية سأقدم أمسية في فرنسا، وأعمل حالياً على مشروعي بإنشاء مرحلة موسيقية تحضيرية من خلال مدرسة للأطفال مدة سنتين، وأنتظر دعم المشروع، وقد قدّمت المنهاج وصدر عن وزارة الثقافة –الهيئة العامة السورية للكتاب، إلا أنه لم يبت بالتنفيذ حتى الآن.

أما فيما يتعلّق بتأليف المقطوعات الموسيقية، فلا يوجد جديد حالياً بعد “فالس من سورية” أو في مجال الكتب، فأحدث إصدار كان “منهاج موسيقي للمرحلة التحضيرية” في المعاهد الموسيقية ومادة الموسيقا في مدارس التعليم الأساسي.

ملده شويكاني