هناك كان سيادته.. وتلك هي الرسالة
قسيم دحدل
أن يكون السيد الرئيس بشار الأسد، واقفاً حاضراً، بكل ما تعنيه الكلمتان من معنى، وبعد بضعة أيام من كارثة الحريق التي استهدف مرتكبوها الوطن كلّ الوطن، في جبالنا وساحله، لهو أبلغ رسالة للكل: مواطنين كانوا أم مسؤولين، منتمين وغير منتمين لهذه الأرض، متربصين ومتآمرين..
الرسالة هي أنَّ هذا الوطن هو بلد للإعمار والبناء والحياة، للإنسان، ولن يكون أبداً مكاناً للدمار والخراب والمصالح والصفقات، مهما تغوّل الحاقدون، داخلاً وخارجاً، في حقدهم وغلّهم.
وقفة وحضور بحجم ووزن سورية قاطبة، خاصة بعد تسعة أعوام من الحرب الكونية الإرهابية على هذا البلد: عسكرية ونفسية وإعلامية واقتصادية وحتى صحية، تؤكد وبما لا يزعزعه شك، أن لا تراجع خطوة للوراء أبداً، مهما حاول المحاولون العرقلة والإرجاع، بل خطوة للأمام وفقط للأمام.
حيث يجب أن يكون كان، وبأي زمن ووقت سيكون، ما همّه صراخهم، فالقافلة تسير وستسير، وبعزم وحزم وصلابة لا تلين، والمعركة التي يخوضها سيد الوطن، ونخوضها كلنا خلفه، عظمى، لا مكان فيها للصغار المتخاذلين، إنما للكبار والكبار فقط، من الأبناء المخلصين لأرضهم ولتلك الدماء الطاهرة التي روتها، كي يزهر الغار والتين والزيتون والليمون، ويتدفق الضرع والزرع سنابل خير وبركة، رغماً عن الحارقين، السارقين، الفاسدين الخونة للحياة وطاقة النهوض..
أن يكون هناك، يعني أن هذه الأرض لنا، ولا نقبل إلاَّ أن تُعاد لها ضحكة خضرتها ووافر زرعها وخيرها، وبهجة سياحتها، وأمل اقتصادها، حيث هناك الأهل كما هنا، أثبتوا بالروح والدم قبل اليد التي حملت غصن زيتون لتطفئ النار في أشجار الزيتون.
من هنا سننتصر وسنكون، وقد حان الامتحان، فليستعد المُمْتَحَنون، من فلاحين وعمال وموظفين، وقبلهم المسؤولون، فهذه الأرض وكل ما فوقها وتحتها، يجب أن تكون، وبأكثر أكثر مما كانت.
وأيضاً فليستعد المخرّبون والمُفسدون والفاسدون، لنهاية لم يتخيّلوها ، فحربنا معهم حرب إرادة وإدارة، وهذه هي أول وآخر الرسالة، وما بين دفتي الأسطورة السورية، حضارات بنت، وأخرى احتلت وزالت. والختام، مثلما كانت سورية مهداً للرسالة والحضارة: أول حبة قمح زُرعت في رحم هذه الأرض، وأول نوتة موسيقية عُزفت للدنيا، وأول الأبجديات العالمية، وأول موطن للإنسان والإنسانية.. فهل وصلت الرسالة؟.
Qassim1965@gmail.com