التصنيف الشهري للفيفا
“البعث الأسبوعية” ــ سامر الخير
يسير المنتخب البلجيكي بخطا ثابتة ليحصد جائزة منتخب العام للسنة الثالثة على التوالي مع إصدار أخر تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بعد أن وصل رصيده في إلى 1082 نقطة، وهو الأعلى في تاريخ التصنيف منذ استحداثه في العام 1992، ورغم أن العام الحالي شهد توقفاً للنشاطات الرياضية جراء انتشار فيروس كورونا، وبالتالي تأجيل بطولات ومباريات من شأنها زيادة الغلة البلجيكية من النقاط، إلا أن الشياطين الحمر استطاعوا البقاء على رأس التصنيف منذ بداية العام؛ لكن الفيفا اضطر هذه المرة لأن يأخذ في الحسبان المباريات الدولية التي أقيمت مطلع الشهرين الجاري والماضي، والتي لُعب أغلبها في أوروبا، لتعويض نقص البطولات. ويأتي خلف المنتخب البلجيكي، صاحب الـ 1773 نقطة، المنتخب الفرنسي برصيد 1744، ثم البرازيلي 1712، ثم المنتخب الإنكليزي برصيد 1664 نقطة، وقفز المنتخب البرتغالي من المركز السابع للمركز الرابع برصيد 1653 نقطة بعد فوزه على كرواتيا والسويد. ومن خلال النظر إلى قائمة الخمسين الأوائل مع نهاية هذا العام، فقد ظلت أوروبا مهيمنة بشكل كبير رغم خسارتها ثلاثة مقاعد، حيث تملك 28 منتخباً ضمن هذا الصف الأول من الترتيب، أما بقية الاتحادات القارية فتملك: أمريكا الجنوبية 8 مقاعد وأفريقيا 6 مقاعد، فيما تساوت آسيا والكونكاكاف بـ 4 مقاعد لكل منها.
وقبل هذه السنوات العشر الأخيرة، تعاقب على صدارة جدول التصنيف منذ تأسيسه سبعة منتخبات هي البرازيل وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والأرجنتين وإسبانيا وهولندا، وقد جرت العادة على تتويج المنتخب الذي ينهي العام في صدارة التصنيف بجائزة “منتخب العام”، والتي احتكرتها خمسة من هذه المنتخبات السبعة، على رأسها منتخب السيليساو الذي أنهى 12 عاماً في صدارة التصنيف، ومن ورائه المنتخب الإسباني الذي فاز بالجائزة لستة أعوام متتالية إبان عصره الذهبي.
فما هي قصة هذا التصنيف؟ ولماذا نشهد هيمنةً لمنتخبات غابت عن منصات التتويج في أقوى بطولتين دوليتين لكرة القدم (فرنسا بطلة كأس العالم الأخيرة 2018، والبرتغال بطلة كأس أوروبا 2016)، والنسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية؟
قبل مونديال 1994، كانت قرعة دور المجموعات في جميع بطولات كرة القدم التابعة للفيفا تعتمد على نتائج البطولات السابقة مهما قدمت، أو التوزيع الجغرافي أو حتى الترتيب الأبجدي. وكان هذا التقسيم يؤدي إلى كثير من الظلم والإجحاف بحق بعض المنتخبات على حساب أخرى تجد نفسها ضمن مجموعات نارية تفرض عليها وداع البطولات من أدوارها الأولى، وربما كانت المنتخبات الصغيرة الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، فكان على الفيفا إيجاد حل يضمن عدالة الفرص والموضوعية في تقسيم الفرق، فذهبت لإيجاد نظام تصنيف دوري خاص بمنتخبات كرة القدم يرتكز على نتائج المباريات ضمن فترة زمنية معينة، أسوةً بألعاب رياضية أخرى، كالتنس، فكان كانون الأول، 1992، موعداً لإطلاق أول تصنيف شهري خاص بمنتخبات الاتحادات الوطنية التابعة للفيفا، وكان عددها 167 اتحاداً من جميع قارات العالم، وتصدرها حينها المنتخب البرازيلي.
المبدأ وقتها كان بسيطاً جداً، بحيث يمنح الفائز ثلاث نقاط في كل مباراة تقام تحت ظل الفيفا ونقطةً واحدةً للمتعادل ولا شيء للخاسر، وتًراكم نقاط كل منتخب في الأعوام الثمانية الأخيرة، واستمر العمل بهذا التصنيف حتى مطلع 1999، ليخضع لتعديلات جذرية أصبحت بموجبها النقطة التصنيفية تعادل عشر نقاط قديمة، كما أصبح هناك قيمة لعوامل أخرى كعدد الأهداف المسجلة، ومكان المباراة (على ملعب الفريق أو خارجه)، إضافةً إلى قوة الخصم (ترتيبه على جدول التصنيف)، وأهمية المباراة (ضمن نهائيات أو تصفيات أو ودية)؛ وبقيت هذه المعايير على حالها حتى تموز 2006، لتدخل عليها تعديلات طفيفة بحيث اختصرت مدة تراكم النقاط إلى أربعة أعوام بدلاً من ثمانية، وأضيف معيار جديد يتعلق بتصنيف الاتحاد القاري (مباريات منتخبات الاتحادين الأوروبي والأمريكي الجنوبي تحظى بنقاط أعلى من نظيرتها في بقية الاتحادات القارية).
وقبل عامين، اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم نظاماً جديداً للتصنيف استغرق عامين من الدراسة والمتابعة، ويقوم على إضافة أو خصم نقاط تبعاً لنتيجة كل مباراة من إجمالي النقاط التي يمتلكها المنتخب، ويعود تقدير النقاط المضافة أو المخصومة تبعاً لقوة طرفي المباراة، بالإضافة لعامل جديد هو عامل “التوقع” قبل المباراة، والذي يكون تبعاً لموقف المنتخبين في التصنيف قبل المواجهة، ومنح أهمية أقل للمباريات الودية، وأهمية أكبر لنهائيات البطولات الرسمية مثل كأس العالم والبطولات القارية؛ أما بالنسبة لأهمية المباراة، فيتم احتساب نقاطها كالتالي: 5 نقاط للمباريات الودية التي لا تندرج ضمن الأجندة الدولية، و10 للتي تندرج ضمنها، و15 لمباريات دور المجموعات في بطولات دوري الأمم، و25 لمباريات أدوارها النهائية، و25 لمباريات التصفيات المؤهلة للبطولات القارية وكأس العالم، و35 لمباريات نهائيات البطولات القارية حتى الدور ربع النهائي، و40 لمباريات الأدوار النهائية بالبطولات القارية انطلاقاً من ربع النهائي، و50 لمباريات نهائيات كأس العالم حتى الدور ربع النهائي، و60 لمباريات الأدوار النهائية بكأس العالم انطلاقاً من ربع النهائي.