مرحلة ثانية في برنامج الإفلاس
“البعث الأسبوعية” ــ ترجمة: علي اليوسف
بعد الإعلان عن “الموجة الثانية” من كوفيد-19، بدأت حملة التخويف تجتاح معظم أوروبا، وبدأ معها الملايين بالاصطفاف لإجراء اختبار كوفيد-19. الاختبار ليس وحده ما يقلق هؤلاء، بل الإجراءات الصارمة المتوقع تطبيقها، كرسم المناطق الحمراء، وحظر السفر، والحجر الصحي، وتقييد التجمعات، وإغلاق المطاعم، والشلّ الكامل للمجتمع.
ومنذ بداية أزمة كوفيد، في كانون الثاني الماضي، تم تبرير القرارات التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية والحكومات الوطنية بأن هناك مرضاً مميتاً جديداً نشأ في ووهان سينتشر في جميع أنحاء العالم، اسمه “فيروس كورونا”. لكن، مع مرور الأيام، أكدت التحاليل العلمية أن تقديرات المنظمة كانت معيبة، لأن الاختبارات لا تكشف أو تحدد الفيروس، لذلك غالباً ما يتم التلاعب بالأرقام لتبرير القرارات السياسية. علاوة على ذلك، لم يتم إصدار دراسات رسمية تؤكد التعرف على فيروس كورونا.
الكذبة الكبرى
وحسب معظم التقديرات العلمية، فإن كورونا ليس فيروساً قاتلاً، وحملة التخويف لا أساس علمياً لها. وحتى اختبار PCR القياسي لـ “اكتشاف” الفيروس، لا يمكنه التعرف على الفيروس. لذلك تستخدم الحكومات التي تدعي أنها “تحمينا” إحصائيات لا معنى لها، ومُتلاعب بها، لتبرير فرض الخطوط الحمراء.
في أوائل كانون الثاني 2020، تم تحديد ما يسمى بفيروس كورونا، والذي يسبب مرض كوفيد-19. تم إعطاؤه اسماً مشابهاً لفيروس سارس–CoV2، أي فيروس “كورونا بيتا” الذي يسبب المتلازمة التنفسية الحادة (سارس).
ووفقاً لعالم المناعة الشهير الدكتور بيدا ستادلر، من جامعة برن، “يرتبط الفيروس الجديد ارتباطاً وثيقاً بـ سارس-1، بالإضافة إلى الفيروسات التاجية “بيتا” الأخرى التي تجعلنا نعاني منه كل عام على شكل نزلات البرد”. ويطرح ستادلر أيضاً السؤال التالي: هل هذا فيروس جديد، أم تحور لفيروس موجود يشبه فيروسات “كورونا بيتا” الباردة؟
وفقاً لدراسة حديثة أجراها كل من تسانيوك لام، ونام جيا، وآخرون، من المعهد المشترك لعلم الفيروسات، وجامعتي شانتو وهونغ كونغ فإن فيروس سارس-2 “.. يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمجموعة من فيروسات كورونا الشبيهة بالسارس”.
كما تقر دراسات الدكتور أنتوني فوسي وآخرين في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية، وكذلك منظمة الصحة العالمية، بأن كوفيد-19 له سمات مشابهة للأنفلونزا الموسمية “الفيروسان A وB”، ما يعني أن سارس-2″ الذي يسبب كوفيد-19” ليس فيروساً قاتلاً.
عودة إلى 11 آذار
في 11 آذار 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً انتشار جائحة عالمية في وقت كان هناك 18.000 حالة مؤكدة، و4291 حالة وفاة من إجمالي عدد سكان العالم، خارج الصين، والبالغ 6.4 مليار نسمة. علام تدلنا هذه “الإحصائيات”؟ تم تقدير معظم “الحالات الإيجابية” المؤكدة باستخدام اختبار PCR الذي لا يكتشف أو يحدد الفيروس.
وفور إعلان منظمة الصحة العالمية في 11 آذار، انطلقت حملة التخويف إلى أقصى درجاتها. تم إرسال تعليمات “الحجر” إلى 193 دولة عضو في الأمم المتحدة. وتم التمسك بالإغلاق التام للاقتصاديات الوطنية كوسيلة لحل أزمة الصحة العامة. هل كان هذا القرار مبرراً كوسيلة لمكافحة الفيروس؟ هل “أعداد” (الحالات المؤكدة) تبرر حدوث جائحة عالمية؟
لا سابقة لهذا “الحبس” العالمي في التاريخ، لأنه إضافة إلى إرغام الناس على البقاء في المنازل، أدى هذا “الحبس الجماعي” إلى زعزعة استقرار قطاعات كاملة من الاقتصاد العالمي، ودفع الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم إلى الإفلاس، وتفشي البطالة والفقر، واندلاع المجاعات في بعض البلدان.
الهدف من الموجة الثانية
تشكل هذه الموجة “المرحلة الثانية” في برنامج الإفلاس الذي يستهدف اقتصاد الخدمات، والنقل الجوي، وصناعة السياحة، وتجارة التجزئة، إلخ. وتستند القرارات المقبلة إلى تقدير الحالات الإيجابية لـ كوفيد-19، ناهيك عن التلاعب بنتائج الاختبار.
والحقيقة العلمية أن الاختبار القياسي المستخدم لاكتشاف وتحديد سارس-2 حول العالم هو اختبار تفاعل النسخ العكسي للبوليميراز المتسلسل PCR، والذي يستخدم لتقدير وجدولة عدد حالات كوفيد-19 الإيجابية المؤكدة. ووفقاً للدكتور كاري موليس الحائز على جائزة نوبل، الذي اخترع اختبار PCR، “يكشف تفاعل PCR عن جزء صغير جداً من الحمض النووي الذي يعد جزءاً من الفيروس نفسه. ويتم تحديد الجزء المحدد المكتشف عن طريق الاختيار إلى حد ما لبادئات الحمض النووي المستخدمة، والتي تصبح نهايات الجزء المضخم. والكشف عن الفيروسات بواسطة PCR مفيد طالما يمكن فهم دقته، فهو يوفر القدرة على اكتشاف الحمض النووي بكميات دقيقة، ولكن ما إذا كان هذا الحمض النووي يمثل فيروساً معدياً قد لا يكون واضحاً”. ووفقاً لعالم المناعة السويسري الشهير الدكتور ب. ستادلر فإن “اختبار PCR المطبق فيما يتعلق بـ كوفيد-19 لا يكتشف الفيروس، أو يحدده، فما يكتشفه أجزاء من عدة فيروسات”. لذلك، إذا أجرينا اختبار PCR على شخص مناعي، فلن يكون هناك فيروس يتم اكتشافه، بل جزء صغير من جينوم الفيروس”، ووفقاً للدكتور باسكال ساكر فإن هذه الاختبارات “تكشف عن الجزيئات الفيروسية والتسلسل الجيني وليس عن الفيروس بأكمله”. وما يعنيه ذلك هو أن اختبار PCR لا يمكنه اكتشاف أو تحديد كورونا.. ما يكتشفه هو شظايا، ما يشير إلى أن “تفاعل PCR لا يمكن أن يعادل ما يسمى بـ كوفيد-19 الإيجابي.
سيقوم اختبار PCR بالتقاط شظايا من عدة فيروسات، بما في ذلك فيروسات كورونا، وكذلك الأنفلونزا (A وB)، في حين أن سارس-2 الذي يسبب كوفيد-19 يعتبر مشابهاً لـ سارس- ، فإن له أعراضاً مشابهة للأنفلونزا الموسمية (الفيروسان A وB). علاوة على ذلك، تشبه بعض أعراضه الأكثر اعتدالاً أعراض فيروسات كورونا الباردة الشائعة. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: “في بعض الأحيان، يتم اختبار إفرازات الجهاز التنفسي لمعرفة الجراثيم المحددة التي تسبب الأعراض. إذا تم اكتشاف أنك مصاب بفيروس كورونا الشائع، فهذا لا يعني أنك مصاب بفيروس كورونا الجديد لعام 2019. هناك سبعة فيروسات كورونا [بشرية] يمكن أن تصيب الناس، الأربعة الأولى منها (ألفا، بيتا) مرتبطة بنزلات البرد.
بعبارة أخرى، إن التقديرات المنشورة لإيجابية كوفيد-19، الناتجة عن اختبار PCR، لدعم فرضية الموجة الثانية، غالباً ما تكون مضللة، ولا يمكن استخدامها لقياس انتشار كورونا. وهناك، حالياً، وقت كتابة هذا التقرير (وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية) قرابة 33 مليون حالة توصف بأنها “حالات مؤكدة”، ومليون حالة وفاة، فهل هذه التقديرات “الإيجابية” لفيروس كوفيد-19، والتي تعتمد في جزء كبير منها على اختبار PCR، موثوقة؟
إن الجمهور يعتقد أن هناك “موجة ثانية”، وأن الحكومة موجودة لإنقاذ الأرواح من خلال التباعد الاجتماعي، وقناع الوجه، وإغلاق النشاط الاقتصادي، وشلل النظام الصحي الوطني، وإغلاق المدارس والجامعات.. إنها كذبة كبيرة، وعندما تصبح الكذبة هي الحقيقة، لا رجوع إلى الوراء.