ثقافةصحيفة البعث

“من الشرق والغرب” أمسية أوبرالية لـ سمية حلاق

أحيت المغنية سمية حلاق المقيمة في بلجيكا أمسية أوبرالية منوّعة بالآريات والأغنيات بعنوان “من الشرق والغرب” على مسرح الأوبرا بمرافقة عازف البيانو فادي جبيلي، وبحضور وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح. وقد حيت سمية حلاق الجمهور في زيارتها وطنها الأم سورية ومدينتها حلب بارتدائها عباءة نجا قماشها الحريري من الدمار الذي طال خان الحرير، وبدا تأثيرها القوي بأدائها التعبيري وتوظيف صوتها ضمن مسار التقنيات الأوبرالية التي تناغمت مع التدرجات اللحنية للبيانو الداعم الأساسي لها إضافة إلى دوره بالفواصل والقفلة.

جمعت الأمسية بين الشرق والغرب وبدت التقاطعات بين المقطوعات بالروح الرومانسية الشفافة، فبدأت حلاق بآريا” لبرونهيلدة- أوبرا” sigurd – للمؤلف فرنست ريفير، التي شدت الجمهور إلى أجوائها، إلا أن الإنصات بشغف كان لأغنيات الرفيق التائه لغوستاف ماهلر المؤلفة من أربع أغنيات متتالية دون انقطاع والتي تبوح بآلام الفقد وغياب الحبيب والبعد، فتمكنت تعابير حلاق بصوتها السوبرانو وأدائها الدرامي من إثارة الجمهور لتخيّل مشهدية درامية تكاملت مع ألحان البيانو في البداية ومن ثم مع الغناء. وبدا الاختلاف اللحني مع جورج بيزيه وأغنية “وداع المضيفة العربية” بالمثاقفة بروح الشرق، والتصاعد اللحني لنغمات البيانو وانتقالات الدرجات الصوتية بتقنيات الغناء الأوبرالي والامتدادات الصوتية الطويلة.

غنّت حلاق باللغة العربية لأول مرة في دمشق أغنية إياد كنعان “كتبت لي” بتقنيات أوبرالية أضفت عليها من روحها مع نغمات البيانو الحيوية البراقة، فاستحوذت على إعجاب الجمهور لاسيما في القفلة الحزينة “لن يجيء” المتكاملة بالامتدادات الصوتية وجمالية الألحان، إلا أن الغناء الأوبرالي شد الجمهور إلى التقنيات فبدت المفردات غير واضحة، لتأتي المفاجأة الأكبر بغناء حلاق دون مرافقة بيانو أغنية “بعدك على بالي” بصوتها السوبرانو وروحها الممتزجة بالشرق مركّزة فيها على جمالية المفردات والإحساس الدافئ.

وقدّمت حلاق تحية خاصة إلى حلب بطرق جرة القصدير التي حملتها بأداة صغيرة، فأصدرت صوتاً رقيقاً يشبه رنات وقع الأجراس البعيدة، وغنّت بنغم حزين مع نغمات البيانو البطيئة “ياحلب الشهبا وينك ياحلب، ياعيوني ياحلب، يا روحي” ثم الآهات التي تشبه الترانيم الممتزجة بنغمات البيانو والقفلة المتدرجة حتى السكون. كما غنّت آريا “كافاتين بلقيس من أوبرا ملكة سبأ”.

ترافقت الأمسية مع الخلفية السينمائية بشعار “نحن نعيش بسلام مع الموسيقا” إذ عُرضت مقتطفات من مراحل عمل سمية حلاق في مشروعها الإنساني “1-2- 3-hope-love-life-for peace- لأطفال سورية ضحايا الحرب، الذي يعد وثيقة عن الدمار، وعن أطفال سورية المهجرين الذين عانوا من ويلات الحرب، فسُميت رسولة للسلام من قبل البرلمان البلجيكي، وسيعرض ضمن مشروعها عرض عن مدينتها حلب سيقدم في سويسرا بدءاً من آذار 2021.

الأوبرالي بالعربي

سمية حلاق من أهم مغنيات الأوبرا عالمياً في الزمن الحالي زارت سورية أثناء سنوات الحرب وقدّمت أمسيات على مسرح الأوبرا، والآن تحدّت كورونا وجاءت لزيارة وطنها الأم، وفي تصريح لـ”البعث” أشارت إلى أنها حضرت إلى سورية باسم روح الفن والموسيقا والمحبة لتنشر طاقة إيجابية تخفف من معاناة السوريين، لأنها تؤمن بأن المحبة هي سبيل الخلاص. وعن تجربتها الأولى بالغناء باللغة العربية والمحكية في دمشق وقبلها في حلب، قالت: أردت أن أخوض هذه التجربة لأنها مزيج روحي بين الشرق والغرب، أما الاختلاف بالغناء بين “كتبت لي وبعدك على بالي” بيّنت بأن إياد كنعان كتب الأغنية للغناء الأوبرالي، وحالياً تحضر لأمسية في بلجيكا تتضمن أغنية باللغة العربية.

ملده شويكاني