“مخاض إثم” للشاعرة سمر تغلبي
“مخاض إثم” نصوص شعرية للشاعرة سمر أحمد تغلبي تنتمي إلى شعر الشطرين الذي بنته من الحزن والقهر والغربة والعاطفة الوجدانية الصادقة المكوّنة من منتوج موهبة حقيقة وشتها بثقافة شعر ومعرفة إنسانية صادقة.
سمر تغلبي اعتمدت على موهبتها في تقديم النصوص وركزت على النمط الخليلي لأنها تجده أهم مكون شعري مبني على موسيقى اعتاد عليها القارئ العربي.
تبدو الشاعرة متمكنة من الشعر الموزون فتتحرّك القصيدة دون عناء لتصل في نتيجة الحدث إلى ما تبتغيه بعفوية متناغمة مع تفعيلات النص الشعري فتقول في قصيدة ضجيج الصمت:
ضجيج الصمت يكسر كبريائي ويعلو في الجوى دون ارعواء
وتعبّر الشاعرة عن العلاقة البنيوية بين الشاعر والقلم وكيف تكمن فيه كل ما يختلج في دواخله فيسطرها على الورق تقول في قصيدة بوح على السطر:
قلمي يئن وأدمعي تنهاني عن كل سطر ملهب لكياني
في القصيدة تبدو الانفعالات التكاملية مع الحروف التي تخطها لأنها تأتي بتفاعل مع بيئة ومجتمع. وفي قصيدة حطام الأمنيات تبدو فلسفة النفس الشاعرة واضحة لتعبّر عما تعاني منه مستخدمة مجزوء البحر الوافر وفق التزام باللغة والحركة الموسيقية تقول:
وماذا بعد يا نفسي أتثمل بالأسى كأسي
وتبدو الشاعرة أنها عقلانية في اختيار مواضيعها، ولا تمتثل إلى حال واحد فهي متفاعلة مع الحركة الإنسانية لرصد الواقع متحمّلة أعباء القهر والهم لتقدّم حالات متنوّعة.
الشاعرة سمر تغلبي يبدو أنها متمكنة من موهبتها وقادرة على العبث الشعري بحجة الحداثة، كما أنها قادرة على الاهتمام باللغة وتجنب الانكسارات العروضية والعلل، فهي في مجموعتها من الشاعرات القلائل اللواتي قدمن موهبة حقيقية ومشاعر نبيلة.
نبوغ أسعد