Uncategorizedرياضةصحيفة البعث

إلى متى ستبقى الإمكانيات المتاحة عائقاً أمام تطور رياضتنا؟

ناصر النجار

من الطبيعي أن تنعم كرتا القدم والسلة باهتمام مسؤول، واهتمام الشارع الكروي أيضاً باعتبار أن هاتين اللعبتين تحظيان بالشعبية الجماهيرية الجارفة، لكن هذا الاهتمام الكبير لم يؤت ثماره اليانعة، ولم يعط النتائج المرجوة التي يتمناها كل العشاق وكل المتابعين.
ها نحن نتلقى هزائم منتخب السلة (الأمل) بشيء من الخيبة، خاصة أن اتحاد اللعبة صرف الكثير من المال على هذا المنتخب، وقبله على المنتخب الأول، ولم نجد العطاء يوازي الصرف، وهناك في ذلك أسباب إدارية كثيرة فنّدها المقربون والمتابعون لكرة السلة ومنتخباتها، قد تكون هذه الأسباب منعت كرة السلة من تحقيق وجود لائق على الساحة الآسيوية، كما حدث مع كل منتخبات كرة القدم في الموسم المنصرم، وإذا تجاوزنا (جدلاً) هذه الأسباب نجد أننا بسببها تلقينا الخسائر القاسية يميناً وشمالاً، وأهدرنا أيضاً المال الكثير دون أي طائل، وبالمقابل نجد أن المنع من المشاركات أو التقتير بالإنفاق يقف أمام مشاركات بقية الألعاب الرياضية التي تواجه الأمرين في نشاطاتها ومشاركاتها، وهي التي تملك الإنجازات، وتحمل لواء الرياضة الوطنية، ودوماً الكلام يتجه نحو الاختصار بكل شيء لتوفير النفقات والمصاريف تحت ذريعة ما يسمى (الإمكانيات المتاحة).
هذا الأمر بعمومه خاطئ لأنه يجمد النشاط الرياضي، ويضع ألعابنا في ثلاجة الموت السريري، وكيف لنا بعد ذلك أن نطالب الرياضيين على مختلف ألعابهم الرياضية بتقديم مستوى جيد، وتحقيق نتائج متميزة؟ وعلى سبيل المثال فإن أبطال الطاولة الصغار الذين تمرنوا واستعدوا وبانت موهبتهم وقف المال أمام سفرهم إلى البطولة القارية، وبغض النظر عن المبررات التي صدرت من هنا وهناك فإننا نسأل أصحاب الشأن: كيف لهؤلاء الأبطال أن يتطوروا دون مشاركات خارجية؟ وهل حسبنا أثر الصدمة على هؤلاء بعدم سفرهم؟ وكيف سيواجهون اللعبة مرة أخرى وكل أحلامهم تبخرت في اللحظات الأخيرة؟.
أما في لعبة البلياردو والسنوكر فلم نشارك ببطولة العرب التي جرت في مصر، والسبب مالي، واستعاض اتحاد اللعبة عن المشاركين باثنين مقيمين في مصر نجهل مستواهما، وقد خرجا من الدور الأول بلا أية بصمة، وبالمقابل قد يكون أبطالنا بانتظار هذه المشاركة فخاب أملهم، وعلى صعيد النشاطات المحلية فقد أعلن اتحاد اللعبة عن عدة بطولات، وللأسف مضى وقت هذه البطولات ولم نر أي أثر لها، وقد يكون المانع بعدم إقامة هذه البطولات مالياً!.
هذا غيض من فيض، وهناك أنين صادر عن الكثير من اللاعبين واللاعبات بألعاب كثيرة، والاتحادات غير قادرة على الحل، وبمثل هذا (التقشف) لا يمكن لنا أن نرى رياضة مزدهرة ومتطورة، وعلينا أن ننتظر ولادة طفرات رياضية جديدة لتحمل هم الرياضة الوطنية، وتجمّل صورتها.