التّجمّعات الثّقافيّة الأَهليّة بين العفوّية والنّضوج
أمين إسماعيل حربا
برزت خلال السّنوات الأخيرة بشكل لافت ظاهرة التّجمّعات الثقافيّة الأهليّة بمختلف مسمّياتها، وأصبحت السّاحة متخمة بفعاليّاتها المختلفة، الّتي أعطت ألقاً خاصّاً يضجّ بالحياة للمشهد الثّقافيّ بعد أن كانت هذه النّشاطات مقتصرة على المراكز الثّقافيّة الرّسميّة، الّتي قدمت المشهد خلال العقد السابق، حسب رؤى كوادرها، الّتي تميّزت بالبيروقراطيّة الإداريّة بدل أن تتميّز بالإبداع الخلّاق، ولا نستطيع التّعميم هنا بكلّ تأكيد، ممّا جعل المشهد الثقافيّ الرّسميّ يتراجع، رغم جهود وزارة الثّقافة الدّائمة للتّطوير، والمبالغ الطّائلة الّتي كانت ترهق خزينتها.
في ظلّ مباركتنا بتشكيل وزارة جديدة لها رؤاها الخاصّة وتطلّعاتها، الّتي نتمنى لها التّوفيق والنّجاح بما تصبو إليه، يتبادر لأذهاننا تساؤل حول وضع هذه التّجمّعات الثّقافيّة الأهليّة التي تتفيّأ تحت سقف الوطن وتقوم على جهود تطوّعيّة لأشخاص مهتميّن بالشّأن الثّقافيّ ولا تكلّف خزينة الوزارة أيّة مبالغ ماليّة، ورغم الكثير من الملاحظات الّتي تتعلّق بالمهنيّة عند بعض هذه الإدارات إلّا أنها تشهد إقبالاً كبيراً من المثقّفين والجّمهور الثّقافيّ وستصبح مع مرور الوقت جزءاً لا يتجزأ من تراثنا. فهل ستقوم وزارة الثّقافة بتغيير بعض شروطها الخاصّة بهذه التجمّعات الأهليّة الخلّاقة ليشمل القبول معظمها بدل التّشدّد بهذه الشّروط كما في السابق والذي كان يستثنيها جميعاً من القبول؟.