من بلفور إلى “صفقة القرن”.. الجرائم تتواصل
ما بين اليوم والأمس، تزداد الصورة قتامةً، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي وداعموه شناعةً، مئة وثلاثة أعوام مضت على الجريمة البريطانية “وعد بلفور” والتنكيل الصهيوني بالأجساد والحقوق الفلسطينية متواصل، ولاسيما بحقَ الأسرى في معتقلات الاحتلال الذين يرفضون الاستسلام ويقفون بوجه عدو امتهن القتل والخراب.
وعد بلفور المشؤوم الذي شكل البداية لزرع الكيان الصهيوني الغاصب على الأرض العربية وما ترتب عليه من آثار كارثية، تكملّه اليوم مشاريع جديدة سمي آخرها “صفقة القرن” الأمريكية الإسرائيلية التي تسعى لتصفية الحقوق والقضية الفلسطينية.
وما صمود الأسرى الفلسطينيين إلا شوكة في حلق الاحتلال وأربابه، والذي يسطّره الأسير ماهر الأخرس بإضرابه المفتوح عن الطعام، إذ يواصل إضرابه لليوم الـ 98 على التوالي احتجاجاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقلاته وسط تدهور كبير في حالته الصحية.
وقال المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه: “إنّ الأسير الأخرس يعاني من إعياء شديد وارتفاع ضغط عضلة القلب وتتزايد المخاوف من تضرر الوظائف الحيوية للكلى والكبد والرئتين”، محذّراً من احتمال تعرضه لانتكاسة مفاجئة تهدد حياته.
وأوضح عبد ربه أن الأخرس ورغم ما ألحقه به الإضراب لا يزال يتمتع بمعنويات عالية وإرادة وإصرار على التمسك بحقه في الحرية.
وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الانسان، ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عن الأخرس رغم تحذيرات منظمات حقوقية وفلسطينية من تدهور حالته الصحية الشديدة ومطالبتها المجتمع الدولي بالتدخل للإفراج عنه.
إلى ذلك، اقتحم 47 مستوطناً إسرائيلياً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دورا جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام، ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، كما اقتحمت بلدتي كوبر وبيرزيت شمال مدينة رام الله واعتقلت ثلاثة فلسطينيين.
في الأثناء، قال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: “إنّ مجموعة من المستوطنين اقتحمت منشأة زراعية في قرية الساوية تقع على الطريق الواصل بين نابلس ورام الله وعاثت فيها خراباً وقطعت عشرات الأشجار”.