الصفحة الاولىصحيفة البعث

رحيل روبرت فيسك المناصر للقضية الفلسطينية والمعارض لـ “صفقة القرن”

توفي الصحافي والكاتب الشهير روبرت فيسك، مساء الأحد، في منزله في دبلن، وفقاً لما نقلته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.

ووفقاً للتقارير، فإن فيسك توفي إثر إصابته بسكتة دماغية، بعد أن شعر بالإعياء، يوم الجمعة، نقل على إثره إلى مستشفى “سانت فينسنت”، وتوفي بفترة قصيرة بعمر 74 عاماً.

يعدُّ فيسك من أشهر الصحافيين الحربيين في بريطانيا، بل وصف بأنه “أشهر مراسل حربي في القرن العشرين”، حيث قام بتغطية أحداث تاريخية محورية حول العالم، بالأخص في منطقة الشرق الأوسط.

وبدأ فيسك رحلته المهنية عام 1972، حين عمل لصالح صحيفة “لندن تايمز” في شمالي إيرلندا، خلال فترة اندلاع “المشاكل”، وهي نزاعات امتدت في البلاد منذ الستينيات وحتى التسعينيات.

وأقام فيسك في بيروت بلبنان، وأمضى أكثر من 40 عاماً يغطي الحروب في المنطقة، خصوصاً في لبنان وسورية، إضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والحرب العراقية الإيرانية، والاحتلال الأميركي للعراق وغيرها…

وقد فاز المراسل بعدد من أرقى الجوائز الصحفية خلال تغطيته أحداث الشرق الأوسط، من بينها جائزة “أورويل” كما حاز على “جوائز الصحافة البريطانية” عدة مرات، من بينها المراسل الدولي للعام، وأفضل مراسل أجنبي في العام.

أما صحيفة “نيويورك تايمز” فوصفته عام 2005، بأنه “أشهر مراسل دولي في بريطانيا”.

وقد انضم فيسك إلى طاقم تحرير صحيفة “لندن إندبندنت” عام 1989، وواصل العمل معهم حتى مماته.

يعرف عن فيسك مناصرته للقضية الفلسطينية، كما وشارك في تغطية العدوان على غزة عام 2008، وتحدث عن مجازر الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.

وعارض الصحافي، الحائز على جائزة أفضل صحفي بريطاني 7 مرات، خطة الرئيس الأميركي المعروفة بـ”صفقة القرن”، وعلّق عليها بالقول إن خطته “قالت وداعاً لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ووداعاً للقدس عاصمة لفلسطين، ووداعاً للأونروا، لكنها رحبت بالاحتلال الإسرائيلي الدائم للضفة الغربية والضم الكامل للمستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت هناك منتهكة القانون الدولي”.

وقد كان فيسك يتحدّث العربية بطلاقة، ما ميّزه في عمله، وكان من بين الصحفيين المعدودين الذين قابلوا متزعم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، إذ قابله 3 مرات في التسعينيات.

يذكر أن فيسك كتب أطروحته للدكتوراه عن “حياد إيرلندا” خلال الحرب العالمية الثانية، وصدرت له عدة كتب أبرزها “الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة” بـ 3 مجلدات، و”ويلات وطن”، وهو كتاب عن لبنان، الذي عاش فيسك فيه مدة طويلة من حياته.

وإثر شيوع نبأ وفاته، نعى الصحافي البريطاني العديد من الشخصيات الأكاديمية والصحافية والسياسية.

وأعرب الرئيس الأيرلندي عن أسفه البالغ لخسارة الرجل الذي “أثّر على العاملين الشباب في مجال الصحافة والكتابة السياسية”، والذي اعتمدت عليه الأجيال نظراً لـ”رؤيته الغنية والنقدية بمجريات الصراع في العالم”.