التفرد بالقرارات يجبر طائرتنا على الهبوط الاضطراري
“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش
لا يستطيع أحد أن ينكر أن لعبة كرة الطائرة شهدت تراجعاً مخيفاً خلال السنوات الماضية، الأمر الذي جعلها تتوقف عن الإقلاع محلياً وخارجياً. ويعود ذلك لأسباب عدة، منها عدم اهتمام المكتب التنفيذي السابق للاتحاد الرياضي العام باللعبة وتهميشها كلياً، وغياب الفكر التطويري عن أهل اللعبة من اتحادات سابقة وكوادر فنية وإدارية، كونهم كانوا يتصارعون على كرسي العضوية والمنصب دون الدخول بالأمور الفنية التي تطور اللعبة.
وهذا الوضع لم يتغير مع الاتحاد الحالي الذي مضى على انتخابه ما يقارب السنة، وحتى الآن لم يقدم – أو يطور – أي شيء في اللعبة، مع تفضيل للمصالح الشخصية للأندية المقربة لرئيس الاتحاد على حساب مصلحة اللعبة، ما دعا الكوادر لاتهام رئيس الاتحاد بالتفرد بالقرارات دون الرجوع لبقية الأعضاء، أو حتى اللجان الرئيسية.
تهميش مبيت
ولعل أخر ما حرر في هذا الموضوع قيام رئيس لجنة المدربين ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية بتقديم استقالتيهما، مع أحد الأعضاء، احتجاجاً على قيام رئيس الاتحاد بالتفرد بالقرارات وتهميش اللجنة، حيث قام بدعوة لاعبي ولاعبات بعض الأندية – لفئة تحت ٢٣ سنة – لإقامة تجارب لانتقاء لاعبين ولاعبات لمنتخبنا الوطني، كما قام بتشكيل كادر المنتخب للفتئين دون الرجوع للجنة المدربين، بل إن رئيس الاتحاد لم يرد – أو يوافق – على ما اقترحته اللجنة من خطط وبرامج وتكليف كوادر ومدربي المنتخب.
كوادر اللعبة، من جهتها، امتعضت من تصرفات رئيس الاتحاد، وتساءلت مستغربة عن الهدف من دعوة اللاعبين واللاعبات في هذا التوقيت، سيما وأنه لا يوجد أي استحقاق للعبة هذا العام، ولا حتى في العام المقبل، في ظل تفشي فيروس كورونا، بل إن استغرابها دعاها للقول: إذا لم يستطع الانحاد إنهاء الدوري – حيث بقيت له ثلاث مباريات فقط لمعرفة هوية البطل – فكيف سيحضر منتخباً؟! إلا أنهم بالوقت نفسه يتهامسون أن الأمر مبيت كون بطل الدوري للعام الماضي تراجعت نتائجه – وهو نادي رئيس اتحاد اللعبة – ولن يستطيع المحافظة على لقبه، وبالتالي تم إلغاء الدوري لمصالح شخصية بحتة!.
مكافآت انتخابية
رئيس لجنة المدربين المستقيل نزيه جبور بيّن لـ “البعث الأسبوعية” وجود أسباب جوهرية دعته للاستقالة قائلاً: في البداية، نحن في اللجنة لسنا ضد أحد، لكن ما يهمنا هو اللعبة، ويجب اتباع العمل المؤسساتي في الاتحاد، ومن ضمنه تفعيل عمل اللجان دون تدخل أحد بعملها، لكن ما شاهدناه على أرض الواقع كان عكس كل هذا الكلام، فقد سبق لنا وأن قدمنا – في اللجنة – خططاً وبرامج ومقترحات من أجل تطوير عمل اللجنة والكوادر العاملة بالاتحاد، لكنها كلها رفضت من قبل رئيس الاتحاد شخصياً، بل إنه عمد إلى فصل لجنة المدربين عن لجنة المنتخبات الوطنية في سابقة غريبة!! وبالنسبة لموضوع مدربي المنتخب الوطني، فإن رئيس الاتحاد طلب من اللجنة ترشيح مدربين لانتقاء لاعبي ولاعبات المنتخب، وتمت مراسلة الاتحاد على أنه، وبسبب ضيق الوقت (وصلنا الكتاب متأخراً) تم ترشيح مدربين لتجمع الذكور في دمشق، ومدربين لتجمع الإناث في محردة، لكن رئيس الاتحاد رفض مقترحات اللجنة كلها، وكلف مدربين هناك أكثر من إشارة استفهام حولهم، خاصة وأن بعضهم ما زال يلعب حتى الآن، وهذا – بحد ذاته – مخالف للقوانين والأنظمة؛ كما أن أربعة من المدربين وواحد من الإداريين من ناد واحد، وهو النادي الذي خرج منه رئيس الاتحاد، أي أن الموضوع عبارة عن مكافآت انتخابية للأشخاص الذين وقفوا إلى جانب رئيس الاتحاد في الانتخابات.
بدون تطور
وعن مستقبل اللعبة في المستقبل القريب، أشار جبور إلى أن التطور المنشود لن يحدث لعدة أسباب أهمها تهميش اللجان من قبل رئيس الاتحاد، والتفرد في القرارات التي يتخذها دون مشورة أعضاء مجلس الإدارة، فهذا الإتحاد – بالطريقة هذه – لا يصلح لقيادة اللعبة، لأن العمل الجماعي مفقود لديه كلياً، والخبرة ضعيفه بتسيير الأمور، وليس لديه خطط واضحة، ولم يسع لبرمجتها رغم مضي 11 شهراً على استلامه مهامه، فمتى سيعمل من أجل ذلك؟!
من جهته، عضو لجنة المدربين المستقيل، المدرب نواف مظلومة، قال عن أوضاع اللعبة: سبق لي، في العام 2016، أن إعتذرت عن اللجنة الفنية لكرة الطائرة في السويداء، عندما تم تغيير رئيس اللجنة، دون علمنا، وبلا اجتماع رسمي؛ واليوم، اعتذرت عن لجنة المدربين الرئيسية لعدة أسباب، منها أننا طالبنا عقد اجتماع مع مشرف اللجنة بالاتحاد لوضع خطة عمل وبرنامج للموسم المقبل لكن تم التأجيل من قبل رئيس الاتحاد، ليتم بعدها دعوة اللجان كافة للاجتماع، ورغم تقديم مقترحات وأسماء لمدربي منتخبات الأمل، إلا أننا فوجئنا في لجنة المدربين بصدور قرار إقامة تجمع منتخب وطني للذكور والاناث، وبعدها بقرار تكليف المدربين والكادر التدريبي والمشرفين، ونحن في لجنة المدربين لاعلم لنا، ولم يشاركنا أحد الرأي!!
كلمة أخيرة
لا شك أن ما تعانيه اللعبة وكوادرها من تفرد بالقرارات التي يصدرها رئيس الاتحاد يدل على غياب المنهجية في العمل، وبالتالي تكرار أخطاء الماضي، وهذا يدعو إلى التدخل السريع من قبل المكتب التنفيذي لوضع الأمور في نصابها الصحيح، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.