الديمقراطيون يعززون السيطرة على الكونغرس وينافسون في “الشيوخ”
احتفظ الديمقراطيون بسيطرتهم على مجلس النوّاب الأميركي، لا بل إنّهم عزّزوا هذه الأغلبية في الانتخابات النصفية، التي جرت الثلاثاء بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، بحسب تقديرات أوردتها شبكتا “فوكس نيوز” و”إيه بي سي”. ووفقاً لهذه التقديرات فإنّ الديمقراطيين سيفوزون بما بين أربعة وخمسة مقاعد إضافية في المجلس المكّون من 435 مقعداً، علماً بأنّهم يشغلون حالياً 232 من مقاعده.
وتتزامن انتخابات الرئاسة الأميركية مع التجديد النصفي لمجلس النواب، والذي كان الحزب “الجمهوري” فقد الأغلبية فيه منذ عامين، في وقت يحاول “الديمقراطيون” تأمين أغلبيتهم فيه، حيث تشهد انتخابات النواب منافسة حامية في 44 مقعداً متأرجحين في عموم الولايات من أصل 435.
والمقاعد الـ 44 تتوزّع لصالح الحزب الجمهوري حيث يشغل 27 منها، بينما 16 يشغلها الديمقراطيون، فيما يشغل مستقل المقعد المتبقي.
وتكتسب انتخابات مجلس النواب أهمية هذه المرة، لأن الديمقراطيين يعتقدون أنهم الأقرب للفوز بالرئاسة الأميركية، وبالتالي إذا حققوا الأغلبية في الكونغرس فإن أمامهم عامين من التناغم بين مؤسستي الرئاسة والبرلمان.
ويقوم الكونغرس بدوره سن القوانين واعتماد قرارات الرئيس أو رفضها، إذ يضطلع مجلس النواب بمسؤولية البت في قضايا ميزانية الدولة ومخصصات الولايات والوزارات، بينما يتولى مجلس الشيوخ قبول أو رفض اختيارات الرئيس لمناصب هامة، مثل الوزراء والسفراء وقضاة المحكمة العليا، حيث يجرى كذلك تجديد انتخاب ثلث مجلس الشيوخ صاحب الأغلبية “الجمهورية”، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس النواب.
في المقابل، فإن ترامب يريد هو الآخر أن يكون هناك أغلبية للجمهوريين في مجلس النواب حال فاز بالرئاسة.
كما ينظر مراقبون إلى مجلس النواب المقبل باعتباره سيكون الحاسم في اختيار رئيس الجمهورية، حال رفض أي من المرشحين نتائج الانتخابات في ظل الجدل حول آلية فرز واحتساب أصوات الناخبين مبكراً عبر البريد، والمخاوف من اضطرابات.
ووفقاً للدستور الأميركي، فإن مجلس النواب لديه دور في انتخاب رئيس البلاد إذا لم يكن هناك رئيساً بحلول يوم 20 كانون الثاني، اليوم الرسمي لتعيين الرئيس الأميركي رسمياً.
ولا تشهد انتخابات مجلس النواب منافسة حقيقة إلا على مقاعد محدودة ببعض الولايات، إذ أن هناك ولايات معروف ولاؤها إما للديمقراطيين أو للجمهوريين، إلا أن هناك منافسة شرسة على 44 مقعداً في عدة ولايات مهمة أبرزها أريزونا وأركنساس وكاليفورنيا وإلينوي.
وفي التفاصيل، انتخب الطبيب الخاص السابق للبيت الأبيض روني جاكسون، الذي عرف بعد إشادته بالوضع الصحي “الممتاز” لدونالد ترامب، وأصبح من أشد المؤيدين له، عضواً في مجلس النواب.
وترشّح هذا الطبيب العسكري برتبة أدميرال عن ولاية تكساس لشغل مقعد شاغر كان يشغله جمهوري تقاعد. وقد فاز على المرشح الديمقراطي غوس تروخيو.
وجاكسون، طبيب البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، عرف بمشاكل مرتبطة بالكحول والإفراط في وصف أدوية للجيش وكذلك في البيت الأبيض. كما اتهم بسلوك سيء في العمل، كما عرف بالمؤتمرات الصحافية، التي تجاوز فيها الإطار الطبي الحصري لمهمته. فقد أشاد خصوصا بـ”الجينات المذهلة” لقطب العقارات ورأى أنه سيبقى لائقاً لأداء واجباته “حتى نهاية فترة ولايته وحتى نهاية فترة ولاية أخرى إذا أعيد انتخابه”.
ومؤخراً اعترض على اقتراحات مسؤولي الصحة العامة بشأن فيروس كورونا، مؤكداً أن وضع الكمامة يجب أن يكون “خياراً شخصياً”، وتساءل عن قدرة جو بايدن المعرفية للترشّح للرئاسة.
وانتزع الديمقراطيون أول مقعد لهم في مجلس الشيوخ في كولورادو الثلاثاء من الجمهوريين، الذين استعادوا بعيد ذلك مقعداً آخر في ولاية ألاباما، وهو أمر مهم في معركتهم للاحتفاظ بالأغلبية المحافظة في مجلس الشيوخ.
وحالياً يسيطر الجمهوريون على 53 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة. وجرى التنافس على 35 مقعداً، حيث أن السيطرة على مجلس الشيوخ في الكونغرس من أهم الرهانات في الانتخابات الأميركية.
ويفترض أن ينتزع الديمقراطيون أربعة مقاعد لاستعادة أغلبية مجلس الشيوخ، أو ثلاثة إذا فاز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لأن نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس يمكنها في هذه الحالة، وفق الدستور، التصويت لحسم الاقتراع على أي قضية ينتهي بالتساوي.
وهزم حاكم كولورادو السابق جون هيكنلوبر السناتور الجمهوري الحالي كوري غاردنر في ولايته، لكن في ولاية ألاباما المحافظة، فاز تومي تابرفيل، مدرب كرة القدم السابق، على السناتور الديموقراطي دوج جونز.
وفي كارولاينا الجنوبية أعيد انتخاب السناتور ليندسي غراهام الصديق المقرب لترامب.
وتمكّن السناتور غراهام، البالغ من العمر 65 عاماً، من أن يهزم المرشّح الديمقراطي خايمي هاريسون، الذي أظهرت استطلاعات الرأي خلال الأسابيع الأخيرة أنّ الفارق بينه وبين غراهام في نوايا التصويت ضئيل للغاية.
وأعيد انتخاب حليف آخر لدونالد ترامب هو زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، بفارق مريح في ولاية كنتاكي.
وتمكن ماكونيل، الاستراتيجي البارع في عهد ترامب، من تأمين موافقة مجلس الشيوخ على تعيين أكثر من مئتي قاضٍ محافظ، بما في ذلك ثلاثة من قضاة المحكمة العليا. ويملك مجلس الشيوخ صلاحية تأكيد تعيين القضاة الذين يختارهم الرئيس الأميركي.
وأشادت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي “بالنصر” الثلاثاء. وقالت في مؤتمر صحافي: “أنا فخورة جداً بتمكننا، وفي وقت مبكر نسبياً، من إعلان أننا احتفظنا بالمجلس”.