أخبارصحيفة البعث

بعد انتصار الأخرس.. أسيرات فلسطينيات يسِرن على خطاه

أثبت انتصار الأسير ماهر الأخرس أن الاحتلال لا يفهم سوى لغة الصمود، وعلى طريقه تسير أسيرات أخريات تقبعن في سجون الاحتلال وتعانين من بطشه، حيث أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن 37 أسيرة في سجن الدامون سيبدأن بخطوات تصعيدية ضد إدارة المعتقل، احتجاجاً على ظروف اعتقالهن الصعبة والقاسية.

وطالبت الأسيرات بتقديم العلاج الطبي للمريضات منهن، كالأسيرة إسراء جعابيص المصابة بحروق، وأمل طقاطقة المصابة بـ5 رصاصات، وإيمان الأعور التي تعاني من تضخّم في الأوتار الصوتية، وروان أبو زيادة، التي تعاني من أوجاع في الرقبة والمعدة.

وأكدت الهيئة أن الأسيرات بدأن بإعادة وجبة العشاء، وسيتخذن مزيداً من الخطوات التصعيدية التدريجية خلال الأيام المقبلة إذا تعنتت إدارة السجن بالنظر في أبسط حقوقهن الحياتية.

فيما يواجه الأسرى في سجن “جلبوع” أوضاعاً صعبة ومقلقة، مع تصاعد احتمالية زيادة نسبة الإصابات بفيروس كورونا بين صفوفهم، ولا سيما مع مماطلة إدارة السجن أخذ العيّنات من الغرف التي تبين وجود مخالطين فيها.

وأعلن نادي الأسير أن عملية المماطلة هذه هي استهتار متعمّد وواضح بمصير الأسرى من قبل إدارة السجن.

بدوره، أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى ارتفاع أعداد الأسرى المصابين بفيروس كورونا إلى 121 أسيراً، بعد وصول أعداد المصابين في سجن جلبوع فقط إلى 90 أسيراً بينهم أسيرين محررين.

وحذّر المركز من تزايد الإصابات داخل السجون خلال الفترات المقبلة، نتيجة استمرار الاحتلال بالاستهتار بحياة الأسرى.

مدير مركز فلسطين الباحث رياض الأشقر وصف الأوضاع في سجون الاحتلال بأنها الأخطر على الأسرى منذ عشرات السنين، وأوضح أن الاحتلال يتعامل مع حياة الأسرى باستهتار، ويرفض الفحص الفوري للأسرى الذين تظهر عليهم أعراض مشابهة لأعراض كورونا، أو نقلهم إلى أماكن أخرى بعيدة عن الاكتظاظ، إلى حين إجراء فحوصات لهم.

وطالب الأشقر المؤسسات الصحية الدولية، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، أن تدرج الأسرى ضمن برنامج عملها ضد جائحة كورونا وأن تعمل على حمايتهم من هذا الفيروس الذي يهدد حياتهم.

ولم يسلم الصحفيون على مر زمان الاحتلال من الاعتداءات، إذ وثّقت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” 17 انتهاكاً إسرائيلياً بحقّ الصحفيين الفلسطينيين في شهر تشرين الأول المنصرم.

وقالت “وفا” في تقريرها الشهري: “إنّ قوات الاحتلال ما زالت تواصل استهدافها وملاحقتها للصحفيين في إطار سياسة هادفة لفرض عزلة إعلامية على ما يجري من جرائم يومية بحق المواطنين الفلسطينيين العزل في الأرض الفلسطينية”.

وأوضحت أن عدد المصابين من الصحفيين خلال الشهر المنصرم جراء إطلاق العيارات المطاطية وقنابل الغاز المسيلة للدموع والاعتداء بالضرب المبرح، إضافة إلى اعتداءات أخرى، بلغ 6 مصابين. أما عدد حالات الاعتقال والاحتجاز وسحب البطاقات وإطلاق النار التي لم تنتج عنها إصابات بلغت 9 حالات، كما سُجلت حالتان تمثلت في الاعتداء على المعدات الصحفية.

ميدانياً، وبزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها العسكرية في مخيم الفوار جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية الرصاص باتجاه شاب فلسطيني ما أدى إلى إصابته، ثم اعتقلته.

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي يعبد والجلمة في جنين واعتقلت ثلاثة فلسطينيين.

وردّاً على اعتداءات الاحتلال المتكررة، طالب المجلس الوطني الفلسطيني المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته واتخاذ إجراءات عملية لمحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جريمة هدمها منازل الفلسطينيين في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية في الضفة الغربية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وأوضح رئيس المجلس سليم الزعنون أن هدم قوات الاحتلال 76 منزلاً ومنشأة في خربة حمصة الفوقا وتشريدها عشرات الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن جريمة تطهير عرقي وفقاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان.

ودعا المجلس برلمانات العالم إلى التدخل العاجل للعمل على توفير مأوى للفلسطينيين ومساعدتهم على البقاء في أراضيهم وإلزام “إسرائيل” باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني ووقف عملية هدم منازل الفلسطينيين.

في الأثناء، أكدت وزارة الأوقاف الفلسطينية أن سلطات الاحتلال ومستوطنيه يواصلون انتهاكاتهم بحق المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، مشدّدةً على أن صمود الشعب الفلسطيني سيفشل مخططات الاحتلال التهويدية.

وأوضحت الوزارة في تقرير حول وضع المقدسات خلال شهر تشرين الأول الماضي أن قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى 23 مرة واعتقلت وأبعدت عدداً من حراسه، حيث اعتقلت نائب مدير عام دائرة الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات وموظف الإعمار في المسجد حسام سدر كما منعت رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي لـ 50 وقتاً.

ولفت التقرير إلى أن جميع المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد وتغيير هوية البلدة القديمة في القدس المحتلة وخصوصاً المسجد الأقصى لن تنجح بفضل صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وتاريخه وهويته.