المبارزة تتحضر للحلم الأولمبي ومطالبات بصالة خاصة
مع استحواذ كرة القدم على التغطية الإعلامية، تغيب بعض الألعاب الأخرى عن الحديث الرياضي المتداول، ولا تلقى الصعوبات التي تواجهها اهتماماً من الجمهور العريض، كالحالة التي تعيشها رياضة المبارزة التي رغم عراقتها إلا أنها لا تحظى بالانتشار والدعم الكافي لأسباب كثيرة، فبقيت لعبة الشيش أو ما يعرف بمبارزة السلاح التي تعتمد على براعة المتنافسين في الدفاع والهجوم وحيدة تتلقى الصعوبات دونما دفاع، وظل المعنيون بها لفترة معينة عاجزين عن معرفة الحالة الهجومية التي من شأنها النهوض بها.
رئيس اتحاد اللعبة أحمد جبر الرفاعي كشف في حديث لـ “البعث” عن أهم الصعوبات التي تواجهها، وكيفية تجاوزها، والأهداف المستقبلية التي يتم العمل للوصول إليها.
استعداد وتصفيات
الرفاعي أشار لوجود معسكر محلي في مدينة تشرين الرياضية في دمشق حتى نهاية العام استعداداً للمشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى اولمبياد طوكيو 2021، حيث تتوفر فيه كافة المستلزمات، بما فيها الطب الرياضي، والاحتياجات الخاصة للاعبين، وأوضح الرفاعي أن الاتحاد رشّح بعد التشاور اسمين من اللاعبات للمشاركة في التصفيات، ووقع الأمر في نهاية المطاف على اللاعبتين: أفروديت أحمد، ونجلاء شرقي، أما آلية الاختيار والتفاضل بين اللاعبين فتجري وفق شروط، وبناء على النتائج المسجلة باسمهم ضمن البطولات المحلية، والمشاركات العربية والخارجية، ومراجعة التدريبات، مع أخذ عاملي الخبرة والمشاركات الخارجية بالحسبان.
استراتيجية وحلم
وبيّن رئيس الاتحاد وجود خطة للنهوض بواقع هذه الرياضة، ومن أهم النقاط التي ذكرها: زيادة تعويضات اللاعبين والحكام، والاهتمام بالفئات العمرية واللاعبين المتميزين، وإجراء بطولات نوعية لكل محافظة، وإقامة دورات تأهيل المدربين والحكام، والاعتناء بالمراكز التدريبية، والتواصل مع اللجان الفنية في المحافظات، والعمل على تشكيل لجنة فنية في مدينة حلب لاستقطاب المواهب في المدينة .
وأكد الرفاعي أن الحلم الذي يراود الاتحاد واللاعبين هو التأهل إلى اولمبياد طوكيو المزمع عقده صيف العام القادم، ونظراً لمستوى اللاعبات وتوفر كافة المستلزمات الممكنة، فإن حلم المشاركة الأولمبية يبدو أقرب من أي وقت مضى.
صعوبات مفروضة
وعن أبرز الصعوبات التي تواجه اللعبة قال الرفاعي: التجهيزات لم تكن مؤمنة منذ سنوات، فضلاً عن غلاء أسعارها، مع عدم وجود صناعة وطنية ترفد اللعبة بمستلزماتها، لاسيما أن السيف يتكون من تجهيزات معقدة نسبياً ترتبط بعملية انتقال الكهرباء داخله، كما أن الجهاز المخصص لنقل الكهرباء ذو تكلفة عالية.
ويرى الرفاعي أن بعض الشركات العالمية تحتكر صناعة أدوات “المبارزة”، خاصة في أهم البلدان المنتجة لها كألمانيا وهنغاريا والصين، منوّهاً إلى أن المشكلة لا تنحصر فقط في تأمين السيف وحسب، بل يتعدى ذلك إلى تأمين اللباس الخاص، فقد يصل سعر لباس اللاعب الواحد إلى مليوني ليرة سورية.
وأضاف الرفاعي: لولا دعم الاتحاد الدولي للمبارزة والمنح المالية التي خصصها للاتحاد لما عولجت القضية، بالإضافة إلى دعم المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الذي أتاح إمكانية شراء التجهيزات مباشرة من البلد المصنع.
وتنحصر المشكلة الثانية وفق ما لخصها الرفاعي في الملعب، إذ طالب بتخصيص صالة رياضية لهذه اللعبة على اعتبار أن المبارزة تتشارك مع أنشطة رياضية أخرى مثل: كرة السلة، وكرة اليد، والطائرة في الصالة ذاتها، ما يؤدي إلى وجود ساعات محددة فقط للتدريب، وتقييد حرية المتمرنين.
محمد ديب بظت