الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

لافرنتييف: مشاركة 27 دولة ومنظمة في المؤتمر تؤكّد نجاحه

أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف أن مشاركة 27 دولة ومنظمة في المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين تؤكد نجاحه، مشيراً إلى أن حل هذه المسألة الإنسانية سيؤدي إلى تعزيز الاستقرار في سورية.

وأوضح لافرنتييف في الجلسة الختامية للمؤتمر أن عقد المؤتمر يؤكد أن سورية تنتظر عودة جميع اللاجئين في الخارج بعد أن أوجدت الطرق والمبادرات لحل هذه المسألة التي سيعطي حلها دفعاً للحياة الإنسانية في سورية، وأشار إلى أن هناك الكثير من السياسات العدائية التي تعرقل عودة اللاجئين، ومنها احتلال بعض المناطق في سورية وسرقة ثرواتها ومواردها إضافة إلى الإجراءات الاقتصادية الأحادية الغربية المفروضة على الشعب السوري الأمر الذي يتطلب توحيد الجهود والعمل لمواجهة هذه الأعمال وتجاوزها.

وشدد لافرنتييف على أن سورية وروسيا جاهزتان لتقديم كل ما يسهم في تيسير عودة اللاجئين، مجدداً دعوة جميع الدول ومنظمة الأمم المتحدة لدعم خطوات حل هذه المسألة التي تحمل طابعاً إنسانياً بهدف إعادة اللاجئين إلى بلدهم.

من جهته قال رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين ميخائيل ميزينتسيف إنه لولا الحماسة والرغبة بالعمل والدعم من أصدقائنا السوريين لما عقد هذا المؤتمر ولما تم تنفيذه بهذا الشكل الناجح، لافتاً إلى أن المؤتمر يشكل بداية لمرحلة جديدة لعودة اللاجئين وتحقيق الاستقرار على الأراضي السورية الأمر الذي يتطلب من المنظمات الدولية تقديم المساعدة بشكل عملي على الأرض وليس فقط بشكل نظري، وأضاف: إن كثيراً من الدول الغربية رفضت المشاركة بهذا المؤتمر وندعوها للقدوم إلى سورية لتتأكد شخصياً من وجود ظروف آمنة وكريمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مبيناً أن المشاركين في المؤتمر زاروا اليوم مركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة والذي عاد عبره أكثر من 60 ألف لاجئ.

وبين ميزينتسيف أنه بفضل الإجراءات المتخذة مسبقاً من سورية عاد كثير من اللاجئين إلى أماكن الإقامة المختارة وأمنت لهم كل الظروف اللازمة وقدمت الخدمات الطبية وغيرها من المساعدات الانسانية الضرورية بصورة مجانية وتمت عودة المواطنين إلى عملهم وبدأ الأطفال بالذهاب إلى المدارس.

المؤتمر سيساعد على إعطاء زخم لعودة المهجرين

وضمن فعاليات المؤتمر، عقد اجتماع ثنائي روسي-لبناني برئاسة لافرنتييف ووزير الشؤون الاجتماعية والسياحة اللبناني رمزي مشرفية.

وخلال الاجتماع أكد لافرنتييف أن لبنان أبدى “اهتماماً متميزاً غير مسيس بمسألة عودة اللاجئين السوريين وحلها”، معرباً عن ثقته بأن ما تم طرحه ومناقشته خلال مؤتمر اللاجئين المنعقد بدمشق سيساعد على إعطاء زخم لعودة المهجرين من الأراضي اللبنانية إلى سورية، ولفت إلى استعداد بلاده لتقديم ما يمكن من مساعدة لتخفيف الصعوبات التي يواجهها لبنان اليوم مشيراً إلى تأييده الخطة الموضوعة لعودة اللاجئين السوريين من لبنان والتي تم تنسيقها بشكل دقيق ومفصل مع القيادة السورية التي تهتم بعودة مواطنيها لديارهم وبتهيئة ظروف العيش الكريم لهم.

80 بالمئة من المهجرين في لبنان يرغبون بالعودة إلى بلادهم

واعتبر لافرنتييف أن مؤتمر اليوم هو المرحلة الاولى من عمل طويل وشاق في اتجاه عودة اللاجئين، وأن البدء بشكل ناجح بتنفيذ مقرراته وعودة المهجرين من لبنان قد يكون محفزاً لعقد مؤتمر ثان، وأعرب عن أمله بأن يخفف تطبيق تلك الخطة من أعباء الحكومة اللبنانية اليوم التي تحدثت عن أن أكثر من 80 بالمئة من المهجرين السوريين يرغبون بالعودة لبلادهم وهي “نسبة عالية الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أن السوريين كانوا مجبرين على مغادرة بلادهم بفعل الإرهاب خوفاً من فقدانهم لذويهم، وأنه لا سياسة في تلك الهجرة، وهي حقيقة تحاول روسيا إقناع الغرب فيها”.

بدوره أعرب الوزير اللبناني عن تقدير بلاده للجهود المبذولة من قبل الجانب الروسي لإنجاح هذا المؤتمر المنعقد على أراضي سورية وهي بلد العودة للاجئين، لافتاً إلى أن لبنان أقر خطة لسياسة العودة للمهجرين السوريين لديه في تموز الماضي وهي موضع ترحيب من قبل سورية وتقوم على العودة الطوعية الإنسانية الكريمة للاجئين بما يتناسب مع القوانين الدولية، وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي والمالي والصحي في لبنان صعب وأن عدد اللاجئين فيه هو الأعلى في العالم بالنسبة لعدد السكان الأصليين ،وأن الظروف الضاغطة التي يعاني منها أدت إلى أن يكون عدد كبير من الشعب اللبناني واللاجئين السوريين تحت خط الفقر.

ورأى مشرفية أن الظروف الضاغطة تشجع الدول التي استضافت اللاجئين وخصوصاً لبنان على إقرار خطة مع الدولة السورية لإعادة اللاجئين السوريين بأقرب وقت ممكن، معرباً عن أمله بأن يتم استتباع هذا المؤتمر بخطوات عملية ويتم عقد المؤتمر الثاني على الأراضي اللبنانية.

وفي تصريح للصحفيين عقب الاجتماع وصف مشرفية الاجتماع بالممتاز معتبراً أن المؤتمر اليوم يشكل خطوة أساسية في درب طويل ينبغي اجتيازه مع الجانب السوري لإعادة المهجرين إلى بلادهم بشكل طوعي كريم ومتدرج.

ولفت مشرفية إلى أن الجانب الروسي أبدى كامل استعداده لتذليل أي عقبات قد يواجهها الأطراف على الصعيدين اللوجستي والعالمي لتأمين الدعم لهذه المبادرة مجدداً التأكيد على أن بلاده تقارب مشكلة اللاجئين من جانب إنساني بحت وتأمل بأن تحظى بدعم كامل الدول بهذا الخصوص.

حضر اللقاء الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لتطوير العلاقات مع سورية السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف.