الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مهرجان التراث في طرطوس نافذة على الإبداع الحرفي

طرطوس – محمد محمود

اختتم أمس الأربعاء مهرجان التراث الشعبي السادس في طرطوس، بعد مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تضمنت ندوة عن التراث البري والبحري في طرطوس والآثار الغارقة في البحر، ومحاضرة عن طقوس العرس بالساحل السوري، وأمسيات تراثية وزجلية وموسيقية، إلى جانب معرضي الحرف التراثية واليدوية اللذين استمرا طيلة المهرجان، وتقديم شهادات مشاركة للحرفين. وبدا المهرجان فرصة حقيقية لكثير من الحرفيين الذين قاموا بعرض وتسويق منتوجهم الحرفي والإبداعي معبرين عن غنى تراث الساحل، ودورهم في الحفاظ عليه عاما بعد عام.

الحرفية جمانة إبراهيم التي تعرف بـ “سيدة القش” قالت: وجدت المتعة في المعرض وتقديم منتجات وأعمال يدوية من القش كون العمل يتم أمام زوار المهرجان بشكل مباشر، ما يمنح الحرفي دفعاً معنوياً من خلال تشجيع الجمهور له لتكون رسالتنا السامية أننا جميعا أصحاب تراث عريق علينا الحفاظ عليه.

الحرفية روجيه إبراهيم تحدثت عن الإبداع في مهنة صناعة الحرير الطبيعي، وتحويله للوحات فنية وأعمال مختلفة، وأسفت لما آلت إليه هذه الصناعة في سورية من تراجع وعزوف الناس عن تربية دودة الحرير، وقلة الأسر التي تعمل بها وقطع أشجار التوت غذاء الشرنقة الوحيد، آملة أن يتم تطوير صناعة الحرير وتسويقه فهي من الصناعات العريقة في سورية وجزء لا يتجزأ من تراثنا وحضارتنا.

وعن الصعوبات التي تواجهها قالت روجيه إنها تعاني من تأمين المادة الأساسية في أعمالها وهي شرنقة الحرير وارتفاع ثمنها، ووافقها الرأي الحرفي إسماعيل معلا الذي شارك في أعمال وملبوسات من الحرير الطبيعي.

أما الحرفي حسن شعبان فتحدث عن نشاطه بتصنيع ألواح من الصابون الطبيعي المصنع بنسب مختلفة ومتفاوتة من الزيوت بدءاً من زيت الزيتون والغار وانتهاء بزيت الورد الجوري وغيره من الزيوت المختلفة، وأوضح أن ارتفاع أسعار المواد الأولية والزيوت المستخدمة في التصنيع أدى لارتفاع سعر ألواح الصابون، لكن يمكن أن تنخفض التكلفة بحسب نسبة الزيوت التي تحتويها كل قطعة.

في حين قدم الحرفي بدر يوسف شرحاً عن إنتاج العسل الطبيعي وأنواعه في الساحل.

وكان لافتا في معرض المقتنيات الطبيعية والتراثية، مجموعة من الأعمال الإبداعية، فكان هناك أعمال خشبية للفنان حسن محمد، وحلي ومجوهرات للحرفية إنعام حمودي التي تحدّثت عن مراحل طويلة من العمل والمتابعة حتى تمكنت من تطوير مهنتها، مؤكدة أن للعمل اليدوي نخبة من الذواقين الذين يقدرون قيمة هذه الأعمال وحجم التعب والجهد المبذول لتنفيذها، لذلك فالأسعار تبدو للبعض مرتفعة لكنهم لا يعلمون حجم التعب والتفكير لإخراج أي قطعة مجوهرات أو حلي، مبينة أن بعض هذه القطع تكون من الحجر الطبيعي، وأخرى من مواد صناعية ولكل ثمنه وجمهوره.

الفنانة إباء السيد تحدثت عن حرفة جميلة وقديمة في الموروث الشعبي والعالمي وهي صناعة الدمى من خيوط القطن والصوف، مبينة أنها طوّرت مهنتها من خلال مواقع الانترنت وصفحات اليوتيوب، لتصل إلى أفكار جديدة قامت بتنفيذها مقدمة دمى مختلفة، وأعمال يدوية تحمل لمسة من الإبداع.