أوركسترا النفخيات السورية ووقع خاص للموسيقا التصويرية في الأوبرا
حيا المايسترو إيهاب قطيش قائد ومؤسّس أوركسترا النفخيات السورية جمهور الأوبرا الشغوف بما تقدمه الأوركسترا بمقطوعة ” festival overture 0p-26 للمؤلف hugo Alfven” ، بحضور وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح، في الأمسية الجديدة للأوركسترا المؤلفة من الآلات النفخية النحاسية والخشبية والآلات الإيقاعية اللحنية والخشبية والصنجات مع حضور البيانو –نور كويفاتي– واستضافة عازف الأكورديون وسام الشاعر بفقرة خاصة مع الكونترباص.
تميّزت الأمسية بتوظيف كل الآلات ضمن الأبعاد اللحنية، وبدا الحضور الخاص للبوق والفلوت والباصون، إضافة إلى التأثرات الخاصة للصنجات وتأثير المؤثرات الإيقاعية.
وقدّم قطيش مع الأوركسترا ألواناً موسيقية مختلفة من الفالس والتانغو والباليه والموسيقا الكلاسيكية والفلكلورية والمارش وموسيقا الأطفال من مختلف البلدان أمريكا والأرجنتين وروسيا وإيطاليا وإسبانيا والبرازيل والسويد. كما استحضر الذاكرة البصرية بالموسيقا التصويرية، فأنصت الجمهور بشغف وتفاعلوا مع مختلف المقطوعات وأغلبها غير مألوف لدى الجمهور. ومنذ البداية استشفّ جمهور الأوبرا شخصية الموسيقي Enrique melio rey flr بمقطوعة brais” march” القائد العسكري بالخصوصية اللحنية لمتتالية الجمل الموسيقية لوقع المارش من خلال اللحن الأساسي لتصاعد ألحان النحاسيات البعيد عن النمط الحماسي المتأجج المألوف مع فواصل الفلوت والكلارينيت.
الفقرة الخاصة بالأمسية كانت مع وسام الشاعر عازف الأكورديون الذي قدّم مع نغمات البيانو –العازفة نور كويفاتي وتأثيرات الكونترباص المقطوعة الشهيرة لآستور بيازولا ” oblivion” من نمط التانغو البطيء فباحت امتدادات نغمات الأكورديون بما تحمله من مشاعر شفافة أحسّ بها ملك التانغو بيازولا وزاد من جماليتها القفلة بوقفة الأكورديون. وبداية مختلفة مع Alfred reed بمقطوعة “caribbean dancelu مع ثنائي الإيقاعيات اللحنية البراقة وتمازجها مع النحاسيات ودور البيانو ومرافقة الإيقاعيات ورنة مؤثراتها الصوتية.
العمل الضخم لتشايكوفسكي الدال على عظمة وفخامة الموسيقا الروسية “the nutcracker suite-op-71a كسارة البندق برقصات الباليه الحالمة وموسيقاها الساحرة التي تخللت المشاهد الدرامية، وبدا في الافتتاحية دور الباصون والبيانو في البداية ثم الآلات النفخية الخشبية بشكل خاص وفواصل الفلوت التي أخذت دورها في مواضع مع الأوركسترا، ثم انضمت مع الرقصات ضربات التيمباني والنحاسيات إلى الأوركسترا في ” chinese dance- arabiandance وتميزت الرقصة الأخيرة” Russian dance trepak” بوقعها المميز كونها الرقصة الشعبية في روسيا وأوكرانيا.
وتميّزت الأمسية بجمالية الموسيقا التصويرية للمؤلف ennio morricone والبعد الدرامي التصويري وإثارة الذاكرة بتخيل الأحداث الشائقة للمسلسل الأمريكي من نوع الفانتازيا” كان ياما كان once upon atime in the west”” فتلونت الموسيقا مع أبعاد الباصون والنحاسيات وتأثيرات وقع ضربات التيمباني والصنجات وتفاعل الأوركسترا كاملة في صياغة اللحن المركب، إلا أن الجمهور عبّر عن إعجابه الشديد بالتكنيك العالي للأوركسترا والمهارة بعزف موسيقا الفيلم الشهير “الطيب والشرس والقبيح” بالانتقالات اللحنية والانعطافات المفاجئة وامتدادات الفلوت والتصاعد الإيقاعي.
اختُتمت الأمسية بتحية إلى الجمهور كما بدأت، إذ أشركهم إيهاب قطيش بالتصفيق على وقع إيقاعات الرقصة البرازيلية الشهيرة عالمياً “tico ticonofuba للمؤلف zequinha de abreu مع تأثيرات الآلات الإيقاعية ونغمات الساكسفون الراقصة والسريعة جداً التي اتخذت اللحن الأساسي وشكّلت تناغماً رائعاً مع الإيقاعيات والتصفيق وتفاعل قطيش الجميل على المسرح مع الجمهور، فكانت هذه المقطوعة دعوة لانتظار ما تقدمه أوركسترا النفخيات السورية.
على هامش الأمسية يرى المايسترو إيهاب قطيش أن نجاح الأوركسترا يعود إلى تشجيع الجمهور الداعم الأول وإلى دعم وزارة الثقافة ودار الأوبرا، وشكر على المسرح وزيرة الثقافة د. لبانة المشوح لدعمها أوركسترا النفخيات السورية ورعايتها هذه الأمسية.
ملده شويكاني