البلد والشعب الواحد!
وحدة البلد كانت و مازالت نقطة اتفاق بين جميع أبناء سورية الذين آمنوا بانتصارهم رغم ضخامة التحديات وشراسة المعركة التي تلوح بشائر النصر فيها في جميع ميادين وهذا ماترجمته وجسدته العديد من الوقائع وفي مقدمتها الانتصارات العسكرية وإطلاق “مشروع “العودة” إلى القرى والبلدان التي خرج أهلها تحت تهديد الإرهاب سواء في الداخل أو الخارج وهذا ماجسده المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي عقد في دمشق يومي الأربعاء والخميس 11 و12 تشرين الأول الجاري.. ولاشك أن عودة الأهالي من السوريين في الخارج والداخل إلى بيوتهم يمثل العودة إلى حياة الأمن والأمان وسيادة القانون التي تعد قاسماً مشتركاً بين جميع السوريين الذين تتوحد أمالهم وتطلعاتهم في باقة البلد والشعب الواحد .
ولاشك في أن الشارع السوري بترقب اليوم نتائج المؤتمر التنفيذية قي القريب العاجل وهناك أجماع على أن المرحلة الجديدة والتاريخية القادمة في حياة البلد تتطلب تأسيس عمل جماعي مؤسساتي متكامل يسهم في تغير تفاصيل حياة الناس ويزرع في أحشاء يومياتهم منظومة حياتية تسود فيها العدالة بكل معانيها واتجاهاتها انطلاقاً من احترام الفرد أياً كان انتمائه أو مستواه الفكري والطبقي الاجتماعي وبصراحة أكثر المواطن بحاجة لجرعة مضاعفة من الأمل فواقعه المعيشي المأساوي الذي سقطت أبسط مقوماته تحت خطوط الفقر الدنيا يتطلب خطوات جادة من اجل تحسين مستواه المعيشي وإعادته إلى خط الأمان الحياتي .
كما هناك اتفاق على أن المحنة التي دخلت إلى البيوت السورية بقوة الإرهاب ضربت كل مقومات حياته إلا أنها لم تستطع إيقاف عجلة الحياة السورية التي بقيت متمسكة بالأمل على مدار عشر سنوات وانتصرت على جميع التحديات التي واجهتها وهاهي الآن تتعاضد وتتكاتف بإرادة شعبية لاتنكسر وبجهود حكومية مكثفة لتعزيز حالة الصمود التي كانت وستبقى السلاح الأقوى على امتداد الجغرافية السورية.
إن الواقع الحالي بقرض شكلاً جديداً من منظومات العمل المؤسساتي وبشراكة حقيقية مع المجتمع الأهلي بكل فعالياته النقابية والتجارية والثقافية والاجتماعية لتسريع وتيرة العودة والبدء بمشروع إعادة الإعمار المبكر الذي خطى خطوات هامة خلال السنوات القريبة الماضية بأموال وطنية وبمبادرات أهلية وهذا ماشكل المضمون الأساسي للرسالة السورية التي اتفق عليها جميع السوريين الذين يصرون على إكمال مشروع عودتهم سواء من الخارج أو في الداخل فهم الآن بأمس الحاجة للمساعدة وخاصة لجهة إعادة ترميم وبناء منازلهم التي دمر بعضها بالكامل وخرب بعضها الأخر بشكل جزئي وقد يكون من الأجدى تقديم قروض مصرفية اسعافية وتسهيل إجراءات منحها وبضمانة البيت نفسه دون أي معاملات وكفالات أو إيداع أية مبالغ وتحقيق ذلك يستدعي تكاتف الجهود وتسريع وتيرة العمل من أجل إعادتهم فالإيجارات استنزفت مدخراتهم ولم تعد آلاف الأسر قادرة على الاستمرار في دفع مبالغ كبيرة كبدلات إيجار فالجميع بحاجة ليس إلى جرعة كاملة من التفاؤل فقط بل إلى سلسلة من القرارات التي تساعدهم على المضي بخطوات واثقة في مشروع عودتهم؟ّ.
بشير فرزان