بعد استقتالته.. جيفري يعترف: تعمدنا تضليل كبار القادة الأمريكيين حول عدد قواتنا في سورية
يبدو أن الاعتراف بارتكاب الجرائم والتضليل بحق المجتمع الدولي لدى المسؤولين الغربيين يأتي متأخراً ومن بوابة الإعفاء من المنصب أو الاستقالة، فطالما موجود على رأس عمله فإن عمل نظامه هو من أجل نشر الديمقراطية والحرية المزعومة، ولكن بعد الاقالة تبدأ عملية كشف الأسرار وفضح المستور ، وجيمس جيفري، الذي يسمى بأنه مبعوث التحالف الدولي في سورية، أقر، وقبل أن تنتهي إدارة الرئيس الأمريكي الخاسر للانتخابات دونالد ترامب، أنه هو وفريق ترامب ضللوا الرأي العام الأمريكي والعالم حول عدد الجنود الأمريكيين في سورية، مؤكداً أنهم أكثر بأضعاف مما هو معلن الآن، وقال جيفري، الذي استقال مؤخراً من مهمته كمبعوث أمريكي إلى سورية، في مقابلة مع موقع (ديفنس وان) الأمريكي، إن فريقه تعمد بشكل روتيني تضليل كبار القادة الأمريكيين حول حقيقة عدد القوات الأمريكية في سورية.
وأشار إلى أن الرقم الحقيقي للجنود الأمريكيين في شمال شرق سورية أكبر بكثير من العدد الذي وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الإبقاء عليه هناك في 2019 والمقدر بنحو مئتي جندي، وقال “كنا نمارس ألعاب مقامرة بعدم الإفصاح الصريح لقادتنا عن عدد القوات الأمريكية في سورية”.
وكشف جيفري أنه استطاع بمساعدة مسؤولين أمريكيين ثني ترامب عن تنفيذ وعده بسحب قواته المحتلة من سورية حيث وصف جيفري الأمر “بقصة نجاح انتهت ببقاء القوات الأمريكية في سورية” وقال “كان ترامب يميل إلى الانسحاب وعندها قررنا استنباط خمس حجج أفضل لتبرير بقائنا هناك ونجحنا في كلتا الحالتين وهذه هي القصة”.
وكان ترامب أعلن في كانون الأول عام 2018 نيته سحب القوات الأمريكية من سورية كما كرر إعلانه في عام 2019 معترفاً بأن الوجود العسكري الأمريكي “مكلف ويفيد دولاً أخرى أكثر” إلا أنه لم يف بوعوده تلك ويبدو أن التضليل والحجج التي اخترعها جيفري ومسؤولون آخرون هي السبب.
وفي سياق آخر أشار جيفري إلى أن إدارة ترامب نظرت إلى الشرق الأوسط عبر عدسات جيوستراتيجية وركزت على إيران وروسيا والصين مع الإبقاء على “مرض الإرهاب تحت السيطرة”.