الدرس الأول للمنتخب!
يستعدّ منتخبنا الوطني لكرة القدم لخوض ثاني مبارياته الودية غداً الإثنين عندما يلاقي نظيره الأردني ضمن المعسكر التدريبي الذي يجريه في الإمارات، تحضيراً لخوض التصفيات الآسيومونديالية التي قرّر الاتحاد الآسيوي استئنافها مطلع آذار المقبل.
منتخبنا يدخل اللقاء الثاني بعد تجربة أولى ناجحة أمام أوزبكستان، وبعيداً عن المبالغات فإن لاعبينا قدموا مباراة مقبولة بالحدّ الأدنى واستطاعوا العودة للمباريات بعد غياب حوالي عام بفوز معنوي على منتخب مصنّف بين منتخبات النخبة الآسيوية. لكن التغيير الذي انتظره الجميع وما توقعه البعض من مشاهدة لمسة المدرّب الجديد لم تأت، وواضح أن الانسجام كان غائباً عن لاعبينا، مع تراجع ملحوظ في اللياقة البدنية التي خانت لاعبينا في ثلث الساعة الأخير من المباراة والتي كاد فيها الأوزبك أن يعدلوا النتيجة أكثر من مرة.
وبعيداً عن الأمور الفنية التي من السابق لأوانه الحسم فيها فإن بهجة الفوز الودي أضاعها مدير المنتخب عندما صرّح بشكل مستغرب أن الجهاز الفني قرّر استبعاد اللاعب عمر خريبين عن المعسكر بسبب تدخله في عمل الجهاز الفني، ليفتح باب التأويلات على مصراعيه حول نوعية هذا التدخل وكيفية حصوله من لاعب كان في فترة ما أفضل لاعب في آسيا وتدرّب تحت إشراف أكبر المدربين العالميين، فكيف للاعب بهذه المواصفات أن يتدخل بعمل مدرب؟!.
وفي هذه الجزئية كان الأولى بمدير المنتخب إما أن يوضح نوعية التدخل ويضعه بعهدة الشارع الرياضي، أو أن يكتفي بالقول بأنه تمّ استبعاد اللاعب لأسباب انضباطية وليست فنية، وعندها يمكن انتظار عقوبة تطوله في مرحلة لاحقة تصل للاستبعاد النهائي.
ما حصل مع الخريبين يمكن اعتباره الدرس الأول الذي استفاده المنتخب وجهازه الفني والإداري من المعسكر واللقاء الودي الأول، فمن جهة تأكدنا أن المنتخب أكبر من أي لاعب مهما كبر اسمه، ومن جهة ثانية أدرك القائمون على المنتخب أن أي تصرف أو تصريح يجب أن يدرس بدقة لأن المتابعة كبيرة وردود الأفعال أحياناً تكون أقسى من الفعل ذاته.
مؤيد البش