التشكيل السوري في معرض إلكتروني
يعرض حاليا على مواقع التواصل الالكتروني للجالية السورية وصفحات التواصل الخاصة بها في أوكرانيا معرض فني لعدد من التشكيليين السوريين نظمه النحات عفيف آغا الذي سبق وأن أقام في العاصمة كييف معرضا لأعماله النحتية المنفذة على الحجارة والرخام، وقد حصد نجاحا كبيرا مما شكل حافزا عند الفنان للاستمرار في عرض أعمال لزملائه الفنانين السوريين هناك معرّفا الجمهور الأوكراني بالجانب التشكيلي الذي وصل إليه الفنان السوري وكانت الطريقة الالكترونية هي الحل المثالي، فقد تواصل مع العشرات من الفنانين وتم التعاون معهم لإقامة هذا المعرض الافتراضي الذي سيستمر لشهر كامل منشورا على صفحاتهم والموقع الخاص بالجالية السورية هناك، وربما سبقت هذه الفكرة أفكارا كثيرة متشابهة إلا أن هذه الخطوة تحسب لروح المبادرة والوفاء بين الفنانين أملا في ترسيخ هذا التعامل والوعي بأهمية استخدام قنوات التواصل التي فرضت تقنياتها على نواحي الحياة، كما تحسب في الاتجاه الترويجي الجماعي لكوكبة من الفنانين السوريين المقيمين في سورية في عواصم صديقة مختلفة حيث أضحت المنتجات تعرض خارج حدود الجغرافيا والثقافة المحصورة بحيزها المكاني.
ربما وجد البعض سوقا جديدة وفضاء معرفة جديد أكثر تشعبا وغنى، فالكثير من أصحاب الغاليرهات في العالم أضحوا يتعاملون بالطريقة الالكترونية كما تراجعت إلى حد ما صيغة صالة العرض التقليدية بمطبوعاتها وزوارها وحفلات الافتتاح وطقوس المعرض التقليدية، مما يفتح السؤال أمام الفنان والمتلقي حول هذه الخاصية من التقاليد الفنية والثقافية وعن مصداقية هذا الفضاء الالكتروني الرحب، فهل نشهد تغييرا جذريا في المستقبل حيث تصبح الجغرافيا بماديتها في خبر كان، فلا صالات للمعارض ولا حدود، أما اللوحة والمتلقي سواء كان مقتنيا أم متذوقا، وهل سنصل إلى تلك الضفة الباردة في يوم ما؟!.
لا نغفل أهمية ما فرضته كورونا من عزلة لها شروطها على الكثير من أنشطة البشر وأثرت على مرودها، إلا أنها دفعت نحو إدراك أهمية التواصل عبر القنوات الجديدة وجعلت من أغلب المتفاعلين حيوات الكترونية تتسمر أمام الشاشة الزرقاء التي غيرت في لغتهم وحرارة تفاعلهم، كما ستغير في قيم كثيرة منها الجمال وطبيعة الفن وحدود تأثيره.
أكسم طلاع