الموجة الثانية من كورونا “أوسع انتشاراً وأقل خطورة”
ترجمة: هناء شروف
عن الاندبندنت
خلصت دراسة جديدة في دورية “ساينس” إلى أن نسخة جديدة متحوّرة من فيروس كورونا، يطلق عليها اسم D614G، هي التي تسبّب 85 في المائة من حالات كوفيد 19 في العالم، ويعتقد الباحثون أن هذه التحوّر للفيروس يجعله واسع الانتشار، لأن تعديله الجيني يجعله أكثر عدوى وأسرع في الانتشار.
وخلص بحث أجراه فريق في جامعة نورث كارولينا إلى أن التغيير الجيني للفيروس قد يؤدي إلى أعراض حادة. إن تحوّر الفيروس الذي أطلق عليه اسم D614G هو أكثر سلالات فيروس كورونا شيوعاً في جميع أنحاء العالم، ووصل إلى أوروبا في شباط الماضي، وأدى السفر الدولي لنشر هذا التحوّر الجيني عبر القارة وإلى الأمريكيتين وآسيا في غضون أسابيع. والملاحظ في الموجة الثانية لـ كورونا أن هناك قلّة في عدد الوفيات وكثرة في أعداد المصابين، على الرغم من أن خبر تطوير اللقاح يمنحنا بعض الأمل، إلا أنه لن يكون الحلّ المطلق الذي ينتظره البريطانيون.
خطّطت الحكومة البريطانية مسبقاً لمواجهة الموجة الثانية لانتشار الفيروس وطلبت 30 مليون جرعة من هذا اللقاح، إلا أنّ هذه الثلاثين مليون جرعة لن تعالج 30 مليون شخص لأن اللقاح يجب أن يُعطى على جرعتين، لذلك سيكون كافياً لعلاج 15 مليون شخص فقط، ومن الواضح أنه سيتعيّن اتخاذ قرارات صعبة بشأن من ستكون له الأولوية بالحصول على اللقاح ومن سيتمّ استبعاده.
يجب إعطاء الأولوية لبعض المجموعات: كموظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في الخطوط الأمامية والأفراد المعرّضين للخطر، إلا أنه لا توجد ضمانات على ذلك في هذه المرحلة.
أوضحت شركة “فايزر” أنّ بيانات المرحلة الثالثة من التجارب على اللقاح تظهر أنه فعّال بنسبة 90٪. وهذا يعني أنّ واحداً من كل عشرة أشخاص لن يكون محمياً، إضافة إلى أننا لا نعلم من هي الفئات التي لا تستجيب للقاح بالطريقة الصحيحة، إذ بمعرفتها يمكننا توفير ملايين الجرعات.
والمشكلة هي أن الشركة المنتجة غير قادرة على التنبؤ بمن لا يستجيب للعقار، ولكن الجيد بالأمر هو أنه ثبت بأنّ الأشخاص الذين ينتمون إلى الأقليات العرقية يستجيبون للقاح الجديد. من المحتمل أن تكون هناك اختلافات في طريقة الاستجابة لهذا اللقاح من فرد إلى آخر، حتى باستخدام المتغيّرات الديموغرافية الأساسية مثل العمر أو الجنس.
نأمل أن تمتلك شركة “فايزر” هذه البيانات وأن تجعلها متوفرة. أما فيما يتعلق باللوجستيات العملية لتوفير اللقاح وتوزيعه، فقد أعلنت الشركة أنه يجب تخزين اللقاح بدرجة حرارة 80 مئوية تحت الصفر، وهذا لن يكون ممكناً لدى أطباء الصحة العامة، فهذا التفصيل يشكل تحديات لتصنيع اللقاح على نطاق واسع.
لن تكون بريطانيا البلد الوحيد الذي ينافس للحصول على جرعات كافية، وسيكون من المهمّ أن نتمكن من إضافة 30 مليون جرعة إلى الترتيب الأولي لضمان حماية جميع السكان.