أخبارصحيفة البعث

لنفيه عمليات التزوير.. ترامب يقيل المسؤول عن “أمن الانتخابات”

أقال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مدير وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية المسؤول في الحكومة عن ضمان أمن الانتخابات كريس كريبس لنفيه حصول عمليات تزوير في الانتخابات، التي خسرها أمام جو بايدن.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر: “البيان الأخير الصادر عن كريس كريبس بشأن أمن انتخابات 2020 لم يكن دقيقا بتاتاً”، وزعم أن الانتخابات شهدت تزويراً ومخالفات كبيرة، فضلاً عن احتساب أصوات لأشخاص فارقوا الحياة، وعدم السماح للمراقبين بممارسة عملهم في مراكز الاقتراع والفرز.

وظل ترامب في الأيام الماضي يردد أن الانتخابات شهدت تزويراً في عدد من الولايات الأميركية، وأنه لن يعترف بها.

وكانت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التي يترأسها كريبس أصدرت الأسبوع الماضي بياناً مشتركاً مع هيئات حكومية محلية وفدرالية أخرى مسؤولة عن أمن الانتخابات، قالت فيه: إن “انتخابات الثالث من تشرين الثاني كانت الأكثر أماناً في تاريخ الولايات المتحدة”، مضيفة: “ليس هناك أي دليل على أن أي نظام انتخابي حذف أصواتاً أو فقدها أو عدّلها أو أنه قد تم اختراقه بأي شكل من الأشكال”.

ويواصل ترامب رفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، مجدداً ادعاءه أنه “فاز في تلك الانتخابات”، في تعارض فاضح مع التقاليد السياسية الأميركية، وذلك في موقف من شأنه تعقيد الفترة الانتقالية أمام بايدن، الذي يُفترض أن يتولى مهامه في 20 كانون الثاني 2021.

إلى ذلك، أفادت صحيفة واشنطن تايمز بأن عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، بيل باسكريل، طالب بتقديم ترامب وإدارته إلى العدالة.

واتهم باسكريل البيت الأبيض بارتكاب “جرائم ضد الأمة والدستور”، مضيفا أنه يرى أن ترامب ارتكب “خيانة عظمى” بمحاولته مهاجمة الانتخابات و”خنق الديمقراطية”، وأضاف: “شارك في الخيانة، في الخيانة. لقد  تخلى تقريباً عن إدارة وحماية أمتنا”، مضيفاً في لهجة حادة “لو كان لديه ذرة من كرامة، لكان استقال اليوم”.

وأشار باسكريل إلى أنه يتعين أن تجري مساءلة ترامب بعد تنصيب جو بايدن، الذي أعلن نفسه رئيساً منتخباً.

وفي الشأن ذاته، ذكرت قناة “فوكس نيوز” أن المرشح الديمقراطي جو بايدن بعد فرز 99% من الأصوات، يتقدم على ترامب بنسة 1% (49.9 مقابل 48.9)، وبالتالي حصل بايدن على 290 صوتاً من المجمع الانتخابي، مقابل 232 لترامب.

وكان ترامب تعهد في 15 تشرين الثاني برفع العديد من “الدعاوى القضائية الكبيرة” بشأن مخالفات انتخابية، ومع ذلك، رفضت محكمة في ميشيغان بالفعل الدعوى القضائية للجمهوريين، وفشلت خمس دعاوى قضائية أخرى في بنسلفانيا وأريزونا، في حين دعا ترامب في الوقت ذاته إلى إنهاء عملية فرز الأصوات في جورجيا.

وفي هذا السياق، رفضت المحكمة العليا في بنسلفانيا دعوى قضائية رفعها مقر حملة ترامب تقول إن أكبر مدن الولاية، فيلادلفيا، كانت قد حدت من قدرة المراقبين على مراقبة فرز الأصوات، واعتبرت المحكمة أحكام لجنة الانتخابات “معقولة” لأنها “سمحت لممثلي المرشحين بمراقبة كيفية تنفيذ المفوضية لأنشطتها وفقا لقانون الانتخابات”.

وفي وقت سابق، رفضت محكمة استئناف الدائرة الثالثة بالولايات المتحدة مطالبة الحزب الجمهوري بإبطال ما يقرب من عشرة آلاف بطاقة اقتراع وصلت متأخرة إلى ولاية بنسلفانيا.

وولاية بنسلفانيا، هي إحدى الولايات الرئيسية التي يمكنها تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى يتم الإعلان عن الفائز هناك.

بالإضافة إلى هذه الولاية، رفع مقر ترامب أيضاً دعوى قضائية في محكمة بجورجيا تطالب لجان الانتخابات المحلية بالامتثال لقانون عد وتخزين بطاقات الاقتراع الواردة عن طريق البريد.

يأتي ذلك فيما أكّد مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، في مقابلة مع “سي.أن.أن” أنه لن يتراجع عن قول الحقيقة أمام تعليقات ترامب التي وصفها بأنها “مراهقة وغير رئاسية”.

وفي تغريدة عبر حسابه على تويتر، قال ترامب الأحد الماضي، إن “جون بولتون كان أحد الأشخاص الأكثر غباء الذين عملت معهم في الحكومة، رجل متجهم وممل، لم يضف شيئاً للأمن القومي سوى قوله هيا نذهب إلى الحرب، كما نشر بشكل غير قانوني الكثير من المعلومات السرية”.

وجاءت تغريدة ترامب بعدما قال  بولتون إن الرئيس لن يغادر البيت الأبيض بهدوء، منتقداً رفض الاعتراف بخسارة الانتخابات الرئاسية وفوز جو بايدن، كما حذّر من خطورة ذلك على الأمن القومي الأميركي، ودعا بولتون قيادات حزبه من الجمهوريين إلى الاعتراف بفوز بايدن.

ورداً على سؤال من CNN حول تغريدة ترامب التي وصفه فيها بالغباء، وعمّا إذا كان يعتقد أن قادة الجمهوريين يتجنبون الحديث خوفاً من تغريدات ترامب، قال بولتون: “أعتقد أنهم سيتحدثون وأتمنى أن يحدث ذلك قريباً، وأعتقد أنهم يواجهون المعضلة نفسها التي أواجهها بطريقة ما”، وأضاف “أنا لا أرد على هذه التغريدات المراهقة غير الرئاسية. لن أنزل إلى هذا المستوى”. وتابع بالقول: “أعتقد أن عليهم تقوية قلوبهم وتحمل تغريدة أو اثنين من دونالد ترامب على تويتر”.

وأكّد بولتون أن الصمت “ليس جيداً على الإطلاق بالنسبة للحزب الجمهوري”، وقال “أفهم أن الناس قلقون بشأن قاعدة الرئيس، تحدثوا إلى قاعدة الرئيس وأخبروهم بالحقيقة. أعتقد أنهم يستطيعون قبولها”.