في افتتاح الأيـام الثقـافية السوريـة.. د. مشوح: نحتفي بثقافة أصيلة متجذرة في التاريخ
بمناسبة الذكرى الثانية والستين لتأسيس وزارة الثقافة وتحت رعاية السيد المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء، أقامت وزارة الثقافة احتفالية أيام الثقافة السورية تحت شعار (ثقافتي.. هويتي)، وقد أوضحت د لبانة مشوح وزيرة الثقافة في كلمتها بأن احتفالنا اليوم هو احتفاء بثقافة أصيلة متجددة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، سامقة فروعها رفعة مكانة وإبداعاً، مشيرة إلى أن هذه الثقافة استهدفتها حرب شرسة أرادت أن تشوهها وتفتّت عضدها وتصيب بالوهن شعباً بأكمله، فتوحي للعالم بأنه انكسر، لكن ثقافة غنية بتنوع مشاربها، متناغمة بأصواتها، زاهية بألوانها، راسخة الأقدام في وجه عاتيات الإرهاب، لابد لها أن تصمد وأن تسمو برسالتها في صقل الانتماء وتعزيز التلاحم الوطني والتفاعل الإيجابي، وها نحن اليوم نحتفل بثقافة الانتماء والانفتاح والمحبة والوئام، ثقافة تثمر فكراً نيراً وتعبيراً حضارياً بالكلمة والريشة والنغم يليق بسورية الحضارة، لافتة أن أحد أهم أهداف وزارة الثقافة رعاية الإبداع والمبدعين، فالإبداع خروج عن المألوف بإعادة ترتيب للعالم من حولنا مما ينعكس حتماً على رؤيتنا لذواتنا وللآخر ولدور كل منا في صون الوطن وإرثه الحضاري، مشددة على إن الفعل الثقافي ليس محض تسلية، ولا غرضه الترفيه عن النفس، إنه أحد أمضى أدوات الصمود والنهوض، يلامس أنبل ما في النفس وأنقى ما في العقل ويطلق الفكر من عقاله ليفتحه على آفاق معرفية رحبة، مضيفة: لقد اخترنا لهذه الاحتفالية عنوان “ثقافي هويتي” تأكيداً لحقيقة تماهي الثقافة بالهوية لتغدوان صنوين متلازمين وتجسيداً لأصالة انتمائنا ولغنى تكوين هويتنا الثقافية وتنوع مواردها، وعنايتنا بالحفاظ على تراثنا المادي واللامادي وصونه لا يعني بأي حال من الأحوال وضعه في قوالب جامدة بل توثيقه والتوعية بأهميته وبأهمية صونه وجعله ركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وكما يحمي الجيش الحمى والوطن تتصدى الثقافة لمشروع تخريب العقول والنفوس لتحيي الأمل وتستنهض الهمم، وإذا كان الوطن هو الحصن والحضن والملاذ فالثقافة هي الهوية والعروة الوثقى الجامعة لأبنائه مهما باعدت المسافات بينهم، وختمت د. مشوح كلمتها: حماة الديار عليكم أفضل السلام والاحترام.. وأهل الأدب والفن وبناة الفكر والذائقة ومحررو الإرادة بوركتم وبوركت جهودكم.
دور رائد
بدأ الاحتفال بعرض فيلم قصير عن وزارة الثقافة ركز على الدور الرائد الذي لعبته في رسم معالم الهوية السورية الراسخة في التاريخ الإنساني فكانت نموذجاً راقياً للحفاظ على الهوية وتطويرها، وتم بعدها تكريم أسماء كبيرة في المجال الثقافي تقديراً لجهودهم في البناء الفكري والنفسي للإنسان وهم: د محمد خلف الجراد، والفنانون: أكثم عبد الحميد وجورج عشي وحسين نازك، وثناء دبسي وسمية الحلاق، ومنح شهادات التكريم كل من د. مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب- رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، ود. لبانة مشوح وزيرة الثقافة، وعماد سارة وزير الإعلام، ومحمد رضوان مارتيني وزير السياحة، ومحمد فايز البرشة وزير الدولة، ثم تم تقديم مجموعة من الفقرات الفنية والموسيقية كانت بدايتها مع عزف خماسي من روح الشرق وثنائي بيانو “أطفال” وعزف منفرد هارب، واختتمت الاحتفالية فرقة جلنار بتقديم لوحات راقصة مثلت البيئة السورية بشكل جميل وراقٍ.
لوردا فوزي