الاستثمارات الرياضية في حماة ضرورة مالية ملحة.. وعوائق تحتاج للمعالجة!!
“البعث الأسبوعية” ــ منير الأحمد
يشكل الاستثمار الرياضي في الوقت الحاضر أهمية كبيرة نظراً لقلة الموارد المادية في الأندية الرياضية في محافظة حماة، وخاصة مع كثرة الألعاب الممارسة، وعدم وجود ما يكفي لتغطية النفقات المتزايدة، حيث تحظى المحافظة بالكثير من المواقع التي يمكن استثمارها بالشكل الأمثل، وبما يعود بالفائدة المشتركة على المستثمرين والأندية الرياضية ويسهم في تطوير القطاع الرياضي.
إعادة النظر
رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في حماة عبد الرزاق زيتون أكد أن مناخ الاستثمار في منشآت حماة الرياضية واعد وغني، فهناك الكثير من المواقع التي تتبع ملكيتها لفرع الاتحاد الرياضي في المحافظة، ويمكن الاستفادة منها بشكل جيد في تأمين موارد مالية للفرع والأندية المجتهدة. مضيفاً: مؤخراً، وجه الاتحاد الرياضي بضرورة إعادة النظر ببدلات الاستثمار لكافة المواقع الاستثمارية العائدة – سواء كانت للجان التنفيذية او لمجالس إدارات الأندية – بما يتناسب مع الأسعار الحالية، سيما وأن أغلب الاستثمارات قديمة، فالمكتب التنفيذي أصدر قرار رقمه 8351 لإعادة النظر ببدلات الاستثمار وحدد اللجان المشكلة و بالتشاركية مع أعضاء من مديرية السياحة والمصالح العقارية بشرط أن يكون هناك خبير عقاري محلف ومعتمد لدراسة كل استثمار على حدة، سواء كان لإدارة النادي أو اللجنة التنفيذية، وسيتم رفعها بمحاضر للمكتب التنفيذي لاعتمادها وفق الصيغ القانونية .
صيانة وخدمات
وفيما يتعلق باستثمارات نادي الفروسية، أوضح زيتون أن اللجنة التنفيذية تسلمت مقر النادي منذ أربع شهور، مع مداخله الرئيسية بالإضافة إلى قاعة الشرف التي تأثرت بالتخريب نتيجة التفجير الإرهابي الذي طالها. وبعد زيارة رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا اطلع على واقع النادي ووجه فوراً بالبدء بصيانة وتجهيز قاعة الشرف وكافة الخدمات والمداخل، وعلى الفور باشرنا العمل وقد وصلت نسبة التنفيذ فيه إلى 60 بالمئة.
من جهته، أشار مدير منشأة الفروسية عبد الرؤوف الخاني إلى أن الادارة طرحت أكثر من موقع للاستثمار، منها إقامة ملاعب مغلقة لكرة القدم التي تم الإعلان عنها لأول مرة، وفشلت، وحالياً تم الإعلان عنها للمرة الثانية بانتظار موافقة المكتب التنفيذي، مبيناً أنه في حال تجدد الإعلان وفشل مرة ثانية فمعنى ذلك أن هناك مشكلة وعوائق في دفتر الشروط أو الاستثمار بحد ذاته، وبعدها يجب التفكير ملياً بإيجاد حلول سريعة لحل هذه المشكلة وجذب المستثمرين، سيما أن هذه المشاريع أصبحت ضرورة ملحة ويجب عدم التأخر فيها لما فيه من خير للنادي، خاصة وأن حماة من المحافظات المتميزة باللعبة، وقد أقامت هذا العام ثلاثة سباقات للسرعة من أصل ستة سباقات تم إقامتها في جميع محافظات القطر.
تحديث القوانين
أما فيما يتعلق باستثمارات نادي النواعير، فقد أوضح رئيس النادي، عبد الحميد السيد، أنها خلال المواسم الماضية كانت متواضعة جداً ولا تكفي للتعاقد مع لاعبين يمثلون فريق الرجال لكرة القدم وحده، فكيف إذا كان الأمر سيشمل باقي الفئات والألعاب الرياضية وخاصة الجماعية منها مثل كرتي السلة واليد؟!!
وأضاف السيد: يملك النادي منشأتين استثماريتين، هما صالة الأندلس الرياضية ومقر النادي الرئيسي في حي الشريعة، والذي يحوي ملعباً معشباً صناعياً وصالة ألعاب وصالة بلياردو، وإدارة النادي أعدت خطة لتطوير واقع الاستثمارات لتوفير متطلبات الألعاب الرياضية في النادي، والتي ازدادت قيمتها بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، إذ أن تكلفة فريق كرة القدم للموسم الحالي قد تصل إلى 200 مليون ليرة سورية، يتم تأمين معظمها من الداعمين والمحبين للنادي والذين تقلص عددهم بشكل كبير.
ودعا رئيس نادي النواعير إلى ضرورة تفعيل الاستثمار من خلال تحديث الأنظمة والقوانين، بحيث يكون من صلاحيات النادي، ممثلاً بمجلس الإدارة، إجراء التعاقدات والاستثمارات دون إلزامه بأسلوب المزايدة الحصرية، مع ضرورة تبديل الصفة التنظيمية لأملاك الأندية من صالات وملاعب إلى أنظمة عقارية استثمارية بحيث تحقق دخلاً عالياً للأندية، وربط الأندية بشركات استثمارية، وليس أن تكون بعض الأندية مرتبطة ومدعومة مع بعض الشركات – كما يحصل في أندية أخرى – فيما هناك أندية بلا دعم ولا استثمارات، أو العودة إلى نظام التخصص بالألعاب بين الأندية، في حال عجز الاتحاد الرياضي عن تخصيص الأندية بموازنة مجزية، مؤكداً أن معظم الأندية تعتمد على التبرعات مع ظهور شخصيات تدير دفة الأندية دون أن يكون لديها أي خبرة في العمل الرياضي.
استثمارات قليلة
كما أكد رئيس نادي الطليعة، المحامي تمام المصطفى، أن إدارة النادي تسعى لتنشيط وتفعيل الاستثمارات بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي لنصل لدرجة الاكتفاء الذاتي مستقبلاً، فليس من المعقول أن ينتظر النادي في كل عام المساعدة من داعميه، وهذا الأمر يعرقل سير العمل في جميع الألعاب ويشكل عائقاً في مسيرة تطور النادي، مشيراً إلى أن الإدارة تحدثت مع رئيس الاتحاد الرياضي العام بخصوص قطعة أرض بجانب النادي، وهي على ملاكه التنظيمي، لاستثمارها على وجه السرعة، مبيناً أن النادي يحاول إنجاز استثمار ضخم يغطي احتياجاته بشكل كبير من خلال تفعيل استثمار قطعة الأرض بجانب نادي الفروسية، والتي تبلغ مساحتها 44 دونماً، علماً أن النادي حصل على الموافقة من قبل، وقام بتشكيل لجنة لدراسة الموضوع بالتنسيق مع المعنيين، متمنياً أن يحل هذا الموضوع قريباً ليتمكن النادي من تحقيق دخل مادي جيد من الاستثمارات لتغطية النفقات المادية لكافة الألعاب، دون الاعتماد على المتبرعين.
مستثمرون ولكن .!
ولأن عملية الاستثمار الرياضي لا يمكن أن تتم إلا بوجودهم، فقد سألنا أحد المستثمرين المعروفين في محافظة حماة، شامل مراد، عن سبب إحجام المستثمرين عن المنشآت الرياضية في المدينة، فأجاب: تقدمت لاستثمار ملاعب مغلقة في حماة، ولكنني فوجئت بوضع شروط صعبة التحقيق بالنسبة لي كمستثمر، حيث أن دفتر الشروط الأولية يقتضي دفع مبلغ 13 مليون ليرة سنوياً، وهو رقم كبير إذا ما علمنا أن تكلفة المشروع قد تصل إلى نحو 80 مليون ليرة، وأن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع ليست كبيرة، حيث أنني لن أتمكن من استرداد المبلغ الذي سأدفعه للاتحاد الرياضي، ولتكاليف البناء، قبل أقل من أربع أو خمس سنوات على أقل تقدير، سيما وأن هذا المبلغ سيزداد سنوياً بنسب مئوية قد تصل إلى الضعف بعد عدة سنوات، لذا فإن الاستثمار في هذا المجال خاسر، لذلك لم يتقدم أي مستثمر للمزاد الأول، وسيتم طرحه مرة ثانية، ولا أتوقع أن يتقدم إليه احد إذا بقيت الشروط على حالها.
وطالب مراد الجهات المعنية في الاتحاد الرياضي العام بضرورة إعادة النظر بالقوانين الناظمة لعملية الاستثمار إذا ما أرادوا إنجاح هذه العملية، حيث يمكن أن يتم إعفاء المستثمر لأول ثلاثة سنوات من تنفيذ المشروع، ومن بعدها يتم تطبيق الرسوم عليه، أو تخفيض مدة الاستثمار البالغة 10 سنوات إلى سبع سنوات مثلاً، دون تكليف المستثمر بأي مبالغ مادية طول فترة الاستثمار، سيما وأن هذه المنشأة ستعود بأكملها للجهة صاحبة الاستثمار.