الغنوشي يحاول استقطاب أزلام النظام القديم لاستعادة شعبيته المتآكلة
يسعى رئيس البرلمان التونسي، متزعم حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي لتلافي عزلته وإنقاذ شعبيته المتآكلة، من خلال استقطاب رموز النظام القديم، على الرغم العداوة التاريخية بينهما، في محاولة لاستثمار دعوات المصالحة في تدارك مكانة حزبه المتراجعة بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها تونس.
ويحمل الشارع التونسي حركة النهضة الإخوانية، الشريك الرئيسي في الحكومات المتعاقبة على مدى السنوات التسع الماضية، مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وقال الغنوشي: “إن استقطاب النظام القديم إلى البرلمان لا يعد انتكاسة للثورة بل تمهيداً للمصالحة”، حسب تعبيره، لافتا إلى نموذج الانتقال السياسي في جنوب أفريقيا إبان سقوط النظام العنصري في تسعينات القرن الماضي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الغنوشي أمام البرلمان ردّا على انتقادات توجه بها نواب إليه على خلفية تعيينه مؤخرا الغرياني مستشارا لرئيس البرلمان مكلفا باستكمال ملف العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.
وتابع الغنوشي: “ليس لدينا خيار في التعامل مع النظام القديم إلا أسلوبين إما المصالحة والبحث عما هو مشترك أو الانتقام”.
ودافع الغنوشي عن استقطاب أبرز رجال النظام المنحل إلى البرلمان بذريعة “المصالحة الوطنية”، فيما يحاول متزعم النهضة استرجاع نفوذه المتراجع على وقع ما يعانيه من عزلة داخل الحركة الإخوانية بعد انتفاضة العشرات من القيادات ضد بقائه على رأس الحزب، فضلا عن الأزمة السياسية التي عاشها داخل البرلمان مع تعالي دعوات سحب الثقة منه.
وقادت رئيسة الحر الدستوري عبير موسي على مدى الأشهر الماضية ضغوطاً لسحب الثقة من الغنوشي داخل البرلمان، محذرة من استخدام نفوذه خدمة لأجندات حزبه الإسلاموية.
ويرى كثيرون أن استقطاب الغنوشي للغرياني كمستشار مكلف بملف المصالحة في ديوان رئاسة البرلمان يتناقض تماماً مع مطالب النواب تحييد البرلمان. وخلف هذا التعيين ردود فعل متباينة واعتراضات من عدد الأحزاب الممثلة في البرلمان.