عقوبات الدوري والملايين المطلوبة
مؤيد البش
أصدر اتحاد الكرة قائمة عقوبات بحق عدد من الأندية نتيجة الأحداث التي رافقت مباريات الجولة الخامسة من الدوري الممتاز، وبعض مباريات دوري الدرجة الأولى، لتكون الحصة الأكبر من العقوبات المالية والانضباطية من نصيب نادي الساحل الذي تم تغريمه بمليوني ليرة مع خوضه لمباراة على أرضه دون جمهور، ونادي جبلة الذي تم تغريمه بالمبلغ ذاته مع إقامة مبارتين على أرضه دون جمهور.
وبعيداً عن استحقاق الناديين للعقوبة القاسية من عدمه، فإن السؤال الذي يبرز في هذا الإطار: هل بمثل هذه العقوبات ستنتهي ظاهرة الشغب؟ خاصة أن الناديين المذكورين يعانيان من أزمة مالية خانقة كادت أن تحرم الساحل على سبيل المثال من السفر لخوض مباراة تشرين سابقاً نتيجة عدم توفر مصاريف السفر؟!.
من ينظر لقائمة العقوبات الأسبوعية يدرك أن أنديتنا تدفع الملايين نتيجة تصرفات بعض الطائشين من جماهيرها، ولا ندري حقيقة كيف لإدارة ناد أو كادر فريق كروي أن يستطيعا السيطرة على آلاف الجماهير التي تستفزها صافرة خاطئة أو نتيجة غير مرضية مع كون روابط المشجعين غير فاعلة وبلا تأثير.
ظاهرة الشغب ليست جديدة على ملاعبنا، وليست مبارياتنا وأنشطتنا الرياضية استثناء في هذا الإطار، فهي تكاد تكون آفة عالمية، لكن طريقة العلاج تختلف، ويمكن القول: إن اتحادات الكرة المتعاقبة لم تكلّف نفسها عناء تحليل هذه الظاهرة للوصول إلى أسبابها، وصولاً لوضع الحلول المناسبة لها بالتعاون مع الجهات المعنية.
كل ما سبق ليس دفاعاً عن الأندية التي تتعرّض للعقوبة، لكن المنطق يفرض أن ينظر اتحاد الكرة بعين مختلفة لهذه المشكلة ويعالجها جوهرياً، مع تخفيض قيمة العقوبات المالية التي تثقل كاهل هذه الأندية التي هي بالأساس لا تمتلك أرضية الاحتراف وتكاليفه الباهظة، ويعيش معظمها على الهبات والتبرعات وتحت وطأة الداعم والشركات الراعية!.