فوز تاريخي لسلتنا على إيران والتأهل الآسيوي رهن بالفوز على قطر والسعودية
“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش
شكل أداء منتخبنا الوطني لكرة السلة للرجال في لقائه أمام منتخب إيران والفوز عليه مفاجأة سارة لكل عشاق سلتنا، وخاصة أنه جاء من خلال الانتقال من المدرسة الأوروبية إلى المدرسة الأميركية ما أدى لتغير في طريقة اللعب لينجح منتخبنا في قلب كافة التوقعات في ختام الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات المقبلة.
منتخبنا عرف كيف يتعافى بسرعة ويعود من جديد بعد أن تلقى خسارة مؤلمة أمام قطر (72-79) كادت أن تودي بحلم التأهل، لكن ما حققه اللاعبون ترفع له القبعة احتراماً، بعدما ظن الجميع أن منتخبنا فقد الأمل بحجز إحدى بطاقتي التأهل عن مجموعتنا، إلا أن العزيمة والإصرار مكنت لاعبي المنتخب والكادر التدريبي من تحقيق الفوز على أحد أقوى المنتخبات الآسيوية.
وإذا عدنا لخسارة قطر، نجد أن لها أسبابها ومن ضمنها أنها المباراة الرسمية الأولى للمدرب الأمريكي جوزيف ساليرنو، كما أن منتخبنا لم يلعب مباريات قوية في معسكره بمدينة كازان الروسية، فلعب مع فرق ضعيفة لا تتناسب مع مستوى المنتخبات التي واجهناها، ولم يستطع من خلالها مدرب منتخبنا تكوين فكرة تامة عن إمكانيات اللاعبين فتعرضنا للخسارة، لكن أمام إيران غير مدربنا من أسلوب وأداء اللاعبين، واختار التشكيلة القادرة على الانسجام مع بعضها، فكان التألق بالدفاع والهجوم وحققنا فوزاً أبقى على آمالنا بالتأهل لملاقاة كبار منتخبات القارة.
غيابات مؤثرة
منتخبنا تعرض لانتكاسات في قطر بدءاً من غياب مساعد المدرب جيفري موريسون واللاعبين أنس شعبان وزكريا الحسين بسبب إصابتهما بفيروس كورونا، وبالتأكيد استبعادهما له دور مؤثر خاصة الشعبان الذي يعد أفضل لاعب في صناعة اللعب، إضافة إلى أن منتخبنا افتقد بعض اللاعبين الذين لم تتم دعوتهم لأسباب مجهولة، وباعتقاد الكثير من النقاد أن بعض الأسماء أفضل من التي مثلت المنتخب في قطر.
منتخبنا وبعد نتائج الجولة بات يحتل المركز الثاني برصيد 6 نقاط، مثل السعودية التي يتقدم عليها بفارق المواجهات وخلف إيران المتصدرة بـ 7 نقاط. وكما أسلفنا يحتاج منتخبنا للفوز على السعودية وقطر ليتأهل كثاني المجموعة ولا يدخل في حسابات هو في غنى عنها.
تحسن في الأداء
آراء الخبراء تفاوتت حول نتيجتي المنتخب فمنهم من وصفها بالطبيعية والآخر اعتبرها مفاجأة من العيار الثقيل، فمدربنا الوطني هيثم جميل أكد أن المباراتين اللتين خاضهما المنتخب كانتا غريبتين بكافة المقاييس، فقد كان الأمل بالفوز على قطر وتقديم مباراة جيدة أمام إيران لكن ما حصل من خسارة مع قطر وفوز على إيران أعاد لنا الأمل بالتأهل للنهائيات مباشرة دون لعب الملحق.
وأضاف الجميل: شاهدنا تحسناً في أداء المنتخب بالهجوم والدفاع، ولا شك أن وجود اللاعب المجنس أعطى إضافة ومساحات لعدد من اللاعبين ليبرزوا.. في مباراة قطر أعتقد أحد أن أهم أسباب الخسارة هو ضعف المباريات الودية التي لعبها المنتخب في روسيا، وللأسف إدارة المنتخب لم تستطع تأمين مباريات قوية نظراً للظروف الصحية (بسبب كورونا)، والمدرب لم يشكل فكرة عن إمكانيات اللاعبين بشكل كافٍ، وبدا ذلك واضحاً من خلال بعض التبديلات حيث لم يشارك طارق الجابي بالمباراة وأنطوني بكر لم يأخذ فرصته كاملة باللعب، مقابل وجود لاعبين لعبوا لفترة طويلة لكنهم لم يكونوا “بالفورمة”، مع الاعتماد كلياً على المجنس الذي هبط أداؤه مع نهاية المباراة، ولم نتعامل كما يجب مع أسلوب “البرس” الذي مارسه المنتخب القطري، وعليه فقد أضعنا الفوز في المراحل الأخيرة. وشخصياً أحمل مسؤولية الخسارة للاعبين أنفسهم خاصة الذين يملكون الخبرة الدولية والتجارب الطويلة بالتعامل مع مثل هذه المباريات، أما مباراة إيران فأشد المتفائلين لم يتوقع لها هذا السيناريو، وأمنح التحية لكافة الجهاز الفني واللاعبين كونهم تجاوزوا الخسارة السابقة بسرعة وقدموا أداء مميز واستفادوا من الأخطاء التي وقعوا فيها.
إعادة الأمل
أما مدربنا الوطني خالد أبو طوق فأشار إلى أن نتيجة مباراة إيران إنجاز تاريخي مبيناً أن الانضباط كان عنوان المباراة مع القراءة الجيدة من قبل المدرب الذي بدأ يعرف اللاعبين في الملعب أكثر، وقام بتصحيح أخطائنا التي ظهرت في مباراة قطر، إضافة إلى أننا استفدنا من دفاع المنطقة مع تدني نسب تسديد الخصم على الثلاث نقاط، وبدا اللاعبون أكثر ثقة والجميع شارك هجومياً ودفاعياً، أما المجنس فكان علامة فارقة وقدم مستوى كبيراً، مضيفاً: خسارة مباراة قطر كانت مؤلمة، فأن تكون متقدماً وتضيع الفوز في آخر دقائق أمر لا يليق بخبرة لاعبينا، حيث كانت نسبة الأخطاء عالية، ففقدنا الكرة ٢٠ مرة في كامل المباراة، وكانت النسبة الأكبر في الربع الرابع مع دفاع “البرس”، وهذا ما لم يظهر في المباريات الودية التي لعبناها في روسيا لأن كل المباريات كانت مع فرق ضعيفة لم تضع اللاعبين والفريق تحت الضغط الدفاعي وضغط الوقت.. أخيراً، أقولإن الفوز على إيران يحسب للجميع، من لاعبين تخطو الخسارة والضغوط وقدموا جهداً كبيراً، إلى اتحاد السلة الحالي الذي عمل بشكل جدي وكبير للتحضير بظروف جيدة، إلى الكادر الإداري والفني.
نقطة الفصل
من جهته المدرب زياد سابا فشدد على أن منتخبنا في المباراة الأولى لم يكن في وضعه الطبيعي وكان الاتكال على اللاعب المجنس واضحاً، ووضح عدم انسجام اللاعبين مع التركيبة التي لعبت ولعل الأخطاء الساذجة التي ارتكبت أدت إلى خسارة المنتخب الذي اعتمد على الحلول الفردية، وهذه الميزة استغلها المدرب القطري كما كشف نقطة ضعف منتخبنا وهي عدم وجود صانع ألعاب فعمد للضغط العالي.
وأكد سابا أن المباراة الثانية ورغم البداية البطيئة والأخطاء المتكررة فيها إلا أن التشكيلة كانت ناجحة بوجود الجناحين انطوني بكر ووائل جليلاتي إلى جانب المجنس، كما استفاد الكادر واللاعبين من أخطاء مباراة قطر لاقتناص الانتصار.
وتحدث سابا عن دور النجم طارق الجابي في الفوز معتبراً إياه نقطة الفصل في المباراة بوجوده كصانع العاب، إضافة لقتالية جميل وتوفيق بالإضافة إلى انسجام وائل وانطوني بالتسجيل جعل المنتخب أكثر خطورة.