في ظل سوء توزيع مازوت التدفئة.. مطالب باعتماد رسائل البطاقة الإلكترونية
اللاذقية ــ مروان حويجة
كثيراً ما يتأخر وصول مازوت التدفئة وتوزيعه مع بلوغ فصل الشتاء ذروته، ولاسيما في المناطق الجبلية المرتفعة ومناطق الريف بشكل عام، والمواطن لا يكترث بما يتمّ تعميمه من كميات وإجراءات وآليات وتشكيل لجان وغيرها من برامج وجداول موضوعة، فما يهمّه بالمحصّلة حصوله على المازوت في أوانه مع اشتداد البرد القارس.
حالات تشوب التوزيع
الملاحظات والحالات التي تشوب عملية التوزيع تتلخّص بالتأخر في تسليم المخصّصات، وعدم التوزيع دفعة واحدة للمنطقة الواحدة لحين قدوم الصهريج مجدداً، وأحياناً حصول الازدحام الشديد على التعبئة، وضرورة الأخذ بالأولويات الناظمة للتوزيع على مستوى المحافظة ولجنة المحروقات وغيرها من حالات عدة تشوب عملية توزيع المازوت في بعض الأماكن والمواقع. أما أكثر ما يدعو للمتابعة في تنظيم إجراءات التوزيع بدقة أكبر فهو الازدحام الشديد ولاسيما في الأحياء، حيث قد تتسبّب بحصول إرباكات تؤخّر وتعيق عملية التوزيع.
القرى الجبلية والمتضررة
وتشكّل القرى الجبلية والمتضررة أولوية في توزيع مازوت التدفئة، إذ تستكمل المحافظة برنامجها لتوزيع مادة مازوت التدفئة في القرى الجبلية والمتضررة من الحرائق وفق ما يتمّ التأكيد عليه في محافظة اللاذقية، حيث يتمّ تباعاً تسيير صهاريج مخصّصة لتوزيع المادة للجرحى وذوي الشهداء، بالتوازي مع توزيعها في الريف، علماً أنّه بانتهاء التوزيع في القرى المتضررة من الحرائق ستتمّ إعادة برنامج توزيع المادة في مدينتي اللاذقية وجبلة لتأمين وصول المادة للجميع.
بانتظار قدوم الصهريج!
يقول مواطن “ربّ أسرة” من بلدة البهلولية في ريف اللاذقية خلال شكوى أبلغنا بها هاتفياً، وهو في حالة انفعال بادية في صوته: مضى أكثر من شهر على انتظارنا وصول الصهريج الذي وُعدنا به في مزرعة رأس عوج التابعة لبلدة البهلولية، وفي كل مرة يقولون لنا دوركم المرة القادمة لأن عملية التعبئة انتهت والكمية نفدت لهذا اليوم، علماً أن خيبة أملي وأسرتي كبيرة لأن الصهريج غادر البلدة دون أن نتمكّن من الحصول على المازوت، وقد حرصنا على انتظاره والتواجد قبل وقت بحسب الموعد المنتظر، لكن محاولتنا باءت بالفشل ولم نتزوّد بالمازوت الضروري جداً في ظل هذا البرد القارس، ولاوسيلة للتدفئة، ويتساءل المواطن: متى يأتي دورنا لنحصل على المازوت؟ وما الطريقة التي يتمّ اعتمادها؟ هل ننتظر لينتهي فصل الشتاء وموسم البرد الشديد؟!.
التوزيع على دفعات
وفي متابعة آنية ومباشرة لآلية توزيع المازوت في بلدة البهلولية وقراها ومزارعها، سألنا رئيس بلدة البهلولية المهندس علي عبد الرحيم، فأوضح أن عملية توزيع مازوت التدفئة لا تزال تتواصل في نطاق عمل البلدة تباعاً وحسب ورود أي صهريج من شركة محروقات، ويتمّ التوزيع تتابعياً حسب خط توضّع القرى والمزارع في البلدة، فكلما تمّ الانتهاء من قرية ومزرعة يتمّ الانتقال بعدها إلى القرية التي تليها، مشيراً إلى أن عدة قرىتتبعُ للبهلولية هي: الرستين، صليب البهلولية، القرامة، الرفيعة، عين الصفصاف، شير الخراب، رأس عوج، دعتورالبهلولية.. وغيرها، مع مراعاة الأولوية لمتضرري الحرائق ولذوي وأسر الشهداء والجرحى. وأكد عبد الرحيم أن توزيع المادة لا يمكن أن يتمّ دفعة واحدة، لأن الصهريج الذي أتى اليوم إلى البلدة ليس من الضروري أن يعاود المجيء غداً أو بعد غدٍ، وقد يعود بعد أسبوع حسب الظروف والإمكانات والاحتياجات التي يجري العمل عليها، ولكن عند قدوم الصهريج سرعان ما تتمّ المباشرة بالتوزيع حسب التسلسل ووفق آلية عمل محدّدة، وليس هناك أي تقصير اتجاه أي مستحق لهذه المادة، لأنه بالمحصلة لابد من توزيع الكمية الواردة وبمتابعة لجنة مشكّلة من عدة أعضاء تمثل فعاليات محلية عديدة لتنظيم عملية توزيع المازوت.
مراجعات كثيرة من الأهالي
وفي السياق نفسه فإن التوزيع في أحياء مدينة اللاذقية يشهد بعض الاختناقات والإرباكات الناجمة عن آلية التوزيع، حيث يشير مختار حي تشرين تاج الدين علي حلبي إلى أن هناك مراجعات كثيرة من الأهالي بخصوص الآلية المتّبعة في توزيع مازوت التدفئة ومطالبتهم بتعديلها لتنظيم عملية توزيع المازوت والتخفيف من الازدحام، وأن هذه المراجعات لم تقتصر على حي تشرين وإنما هناك مراجعات أهالي عدة أحياء لمخاتيرها بهذا الخصوص. وأوضح حلبي أنه تقدّم بمقترحات بهذا الخصوص، وذلك عملاً بقانون الإدارة المحلية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم ١٠٧ لعام ٢٠١١ وبما ينسجم مع تعليمات محافظ اللاذقية لجهة عمل المخاتير الخدمي وإيصال الشكاوى والمقترحات المقدّمة من قبل الأهالي لإيجاد الحلول المناسبة بشكل لائق، بعد مراجعة معظم الأهالي للمخاتير حول طريقة توزيع المازوت وتأكيدهم ضرورة تعديلها وتطبيق برنامج توزيع الغاز والمواد المقننة على مادة المازوت حيث يمكن اقتراح آلية توزيع جديدة أفضل.
آلية مقترحة للتوزيع
وأضاف مختار حي تشرين:إن معتمدي الغاز موزعون جغرافياً حسب مساحة الأحياء والمدن، مع مراعاة المسافات المحدّدة من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك وشركة محروقات وحسب اختيار كل مواطن المعتمد الأقرب إليه، وأيضاً فإنّ عناوين وأسماء أصحاب البطاقات الإلكترونية المعتمدة في توزيع الغاز مثبّتة ومفعّلة ومعروفة لدى شركة سادكوب ضمن برنامج رسائل بإشرافها ومتابعتها، وقد أثبتت فعالية في تخفيف الازدحام وتنظيم التوزيع من خلال الرسائل التي يتمّ إرسالها بنجاح، ولذلك يمكن أن ينسحب الموضوع بالآلية نفسها تماماً على المازوت، حيث يمكن إرسال الرسائل بالطريقة نفسهالاستجرار مازوت التدفئة حسب بطاقات كل معتمد، ويتمّ إرسال الصهريج إلى عنوان المعتمد أو قريب منه كونه أصبح معروفاً من خلال توزيع الغاز لدى متعامليه، وهذا ينطبق لاحقاً على معتمدي الخبز على أساس هذا التوزع.
آليات أكثر فاعلية
وفي إطار البحث المستمر عن آليات أكثر فاعلية في توزيع مازوت التدفئة، فإن لجنة المحروقات بمحافظة اللاذقية اقترحت في اجتماعها مؤخراً تطبيق الرسائل لتوزيع مازوت التدفئة من خلال تخصيص محطات وقود في كل منطقة، بحيث يتمّ تسيير صهريج للتعبئة حسب الرسالة وعنوان المستفيد ضمن إجراءات تخفيف الازدحام عند توزيع المادة.