أخبارصحيفة البعث

أنظار ترامب تتجه إلى “الشيوخ”.. وبايدن يرشّح وزيراً للدفاع من أصول أفريقية

لا يزال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب يناور من أجل البقاء في كرسي الرئاسة، وإن لم يكن كذلك، فمن أجل تحقيق أي مكسب يمكّنه من السيطرة على القرار الأميركي، حيث كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن ترامب اتصل الأسبوع الماضي مرتين برئيس مجلس نواب ولاية بنسلفانيا الجمهوري بريان كاتلر طالباً المساعدة في قلب نتائج الانتخابات في هذه الولاية لصالحه.

وقال مايكل ستراوب المتحدث باسم كاتلر: “إنّ الرئيس قال إنني أسمع عن المسائل المتعلقة بالقوانين في مدينة فيلادلفيا.. ماذا يمكننا أن نفعل لإصلاح هذا الأمر”، مبيناً أن كاتلر أبلغ ترامب أن المجلس التشريعي ليس لديه السلطة لإلغاء قائمة الناخبين المختارة في ولاية بنسلفانيا.

وتابعت الصحيفة: “إنّ ترامب يواصل نشر ادعاءاته التي لا أساس لها بشأن تزوير قوائم الناخبين على الرغم من حقيقة أن حملته خسرت عشرات الطعون القانونية في جميع أنحاء البلاد ولم تقدم أي دليل ملموس حتى الآن، كما أن الرئيس طلب من الجمهوريين في ميشيغان وجورجيا إلغاء نتائجهم وطلب من حاكم ولاية جورجيا بريان كيمب الدعوة إلى جلسة تشريعية خاصة لتغيير طريقة اختيار ناخبي الولاية إلا أن كيمب رفض الطلب قائلاً: إن القانون لن يسمح بذلك”.

وفي ذات الوقت، اتجهت أنظار ترامب حالياً إلى مجلس الشيوخ، ويسعى ليبقى قرار أمريكا بيده عبر السيطرة على المجلس.

وللمرة الأولى، منذ الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني، قام ترامب برحلة إلى جورجيا، بهدف دعم المرشحين الجمهوريين هناك في انتخابات مجلس الشيوخ في الولاية في 5 كانون الثاني، ففوزهم هناك يعني سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ في الكونغرس.

وإذا فاز الجمهوريون، فإن السيطرة على مجلس الشيوخ تعني أنهم سيكونون قادرين على تعطيل مشاريع قوانين بايدن. وفي المحكمة العليا، حيث الأغلبية من المحافظين القريبين في آرائهم من الجمهوريين، سيتم تعطيل المراسيم الرئاسية. وبالتالي، فإن قدرة بايدن على متابعة سياسته الداخلية والخارجية ستكون محدودة للغاية.

ومن المتعارف عليه في أميركا أنه قد ينشأ موقف يمكن تسميته بـ”انقسام غير رسمي للأمة”، أو ربما إلى حد ما، “ازدواجية السلطة”، فهناك زعيمان للدولة: الزعيم الرسمي، بايدن؛ وغير الرسمي، ترامب.

كما يمكن اعتبار رحلة ترامب إلى جورجيا بمثابة “لعبة للمستقبل القريب”، ففي 14 كانون الأول ستجتمع الهيئة الانتخابية من الولايات، وهي المخوّلة بتسمية رئيس الولايات المتحدة. وترامب، بتكراره أن الانتخابات جرى تزويرها، يحرّض الناخبين على “الشغب”. ومن المشكوك فيه أن يصوت أكثر من خمسة إلى ستة منهم، في 14 كانون الأول، بما لا يتفق مع إرادة الناخبين، وبالتالي، سيتم إعلان بايدن فائزاً بالانتخابات، لكن ترامب يحاول فعل كل شيء من أجل عدم حدوث ذلك!

في سياق متصل، يواصل الرئيس المنتخب جو بايدن اختيار فريقه، إذ أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن جو بايدن اختار الجنرال المتقاعد لويد أوستن ليكون أول وزير دفاع أمريكي من أصول أفريقية.

وقالت مجلة بوليتيكو: “إنّ الجنرال السابق والبالغ من العمر 67 عاماً تفوق على المرشحة لهذا المنصب ميشيل فلورنوي الوكيلة السابقة لوزارة الدفاع وسط ضغوط تمارس على بايدن لترشيح المزيد من الشخصيات من الأقليات لمراكز في إدارته”.

ورغم ترشيح بايدن له، إلا أن تصديق تعيينه في الكونغرس ليس أمراً مؤكداً، إذ إن نواباً وخبراء في الأمن القومي أعلنوا معارضتهم لهذه التسمية، مشيرين إلى أن مدة تقاعده لا تزال دون السبع سنوات.

واعتمد الكونغرس قاعدة تنص على أن أي عسكري سابق مرشح لتولي وزارة الدفاع يجب أن يكون متقاعداً منذ سبع سنوات على الأقل.

وعمل بايدن مع الجنرال أوستن في عهد باراك أوباما حينما أشرف على تنفيذ قرار الرئيس السابق سحب 50 ألف عسكري أمريكي من العراق في عام 2011، كما تولى أوستن قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بين عامي 2013 و2016 وهو خريج أكاديمية “وست بوينت” العسكرية وخدم أكثر من 40 عاماً في الجيش قبل التقاعد عام 2016 والانتقال للعمل في قطاع الدفاع.