طهران: لا مفاوضات قبل عودة واشنطن إلى التزاماتها بالاتفاق النووي
جددت إيران رفضها لأي تفاوض على الاتفاق النووي من جديد، مؤكدة أن إصلاح الضرر الذي لحق بالاتفاق تتمثل في عودة الولايات المتحدة الأمريكية إليه واحترام التزاماتها، وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: “إنّ احتمالية إحياء الاتفاق النووي وإمكانية إصلاح الأضرار التي لحقت به، سرعت ردود الفعل الإقليمية ولاسيما الكيان الصهيوني”.
وتعليقاً على موقف طهران حيال تصريحات بعض المسؤولين الإقليميين حول اتفاق نووي أفضل مع إيران، أوضح أن قبل عودة أميركا إلى التزاماتها تجاه الاتفاق النووي لا يمكن التفكير في مفاوضات جديدة، مشيراً إلى أنه على الإدارة الأميركية العودة دون شرط عن كل الإجراءات التخريبية للاتفاق النووي بنفس السرعة التي اتخذها فيها ترامب، وأضاف: إن المفاوضات حول الاتفاق النووي انتهت بالنسبة لنا وليس من المقرر إقامة مفاوضات جديدة، المسألة الوحيدة المتبقية اليوم هي عودة جميع الأطراف في الاتفاق النووي إلى التزام بتعهداتهم تجاه الاتفاق”.
كما علّق على بيان الترويكا الأوروبي حول نشر أجهزة طرد في مفاعل نطنز، قائلاً: “كان من المتوقع نشر 500 جهاز طرد مركزي في نطنز كخطوة مقابلة لانسحاب أميركا من الاتفاق النووي وهذه الإجراءات متضمنة في نص الاتفاق النووي”، مضيفاً: “من الممكن أن تعود إيران عن جميع خطواتها في حال عادت أميركا إلى تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق النووي”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه الخارجية الروسية ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي، إذ قالت: “إنّ موسكو ما زالت تؤمن بإمكانية الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني، وتعمل على ذلك مع جميع الأطراف”.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن “السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما يجب القيام به لزيادة فرص الحفاظ على خطة العمل المشتركة الشاملة، وضمان مزيد من العمل ضمن الإطار المحدد في عام 2015. المطلوب من جميع الأطراف هو التحلي بضبط النفس والمسؤولية، وهناك فرص لذلك”. وأضاف: “إن روسيا تمشي في الطريق الصحيح في اتصالاتها مع الزملاء من أوروبا، وخارجها”.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن السبب الرئيس للمشكلات التي تعاني منها المنطقة هو التدخلات الغربية في شؤونها.
وكتب ظريف في تغريدة له على تويتر: “نحن لا نتفاوض مع الغربيين بشأن المنطقة.. المشكلة الرئيسة التي تشهدها هي تدخلاتهم”، وجدّد استعداد إيران للحوار مع جيرانها وهو ما ترجمته في تقديم مشاريع لضمان أمن المنطقة بما فيها مبادرة هرمز للسلام التي طرحتها عام 2019.
وعلى هامش مراسم إحياء ذكرى الشهيد محسن فخري زاده، التي أقيمت في مقر القائد العام للحرس الثوري، قال القائد العام للحرس الثوري في إيران اللواء حسين سلامي: “إنه على الأعداء أن يترقبوا ردود إيران على اغتيال العالم محسن فخري زاده حسب الكيفية والوضعية التي نحددها نحن”.
وأكد سلامي أنه “على أعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يعلموا أن الاستشهاد منارة لنا، وسنواصل طريق هذا الشهيد العزيز والطريق الذي يفتحه الشهداء لن يتوقف أبداً”.
سلامي شدّد على أن “الاغتيالات والأفعال العمياء للأعداء، والجرائم التي ترتكب بحق ابطالنا وعلمائنا، لن تحقق سوى تسارع ثورتنا الإسلامية”، معتبراً أن “العدو لا يملك القوة لفهم هذه الحقيقة”، وطمأن الشعب الإيراني بأن “ردة فعل إيران على اغتيال العالم النووي ستكون حاسمة وقاسية”.
في الإطار نفسه، قال نائب قائد الحرس الثوري في إيران العميد علي فدوي: “سنقوم بالانتقام المناسب لدم الشهيد محسن فخري زاده، في أول فرصة”، مضيفاً: “إنّ الجهاز الأمني في الحرس الثوري، وباقي الأجهزة المعنية، تواصل التحقيق في قضية الاغتيال، وسيتم الإعلان عن النتائج، في أسرع وقت ممكن”.