حملة ضد ترشيح بايدن لميشيل فلورنوي وزيرة للدفاع
ترجمة: علي اليوسف
عن موقع Common Dreams
أعلنت جودي ويليامز- ناشطة السلام الحائزة على جائزة نوبل- أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى صقر في وزارة الدفاع، وحثت الرئيس المنتخب جو بايدن على عدم اختيار ميشيل فلورنوي وزيرة للدفاع.
في هذه الحملة الشعبوية التقدمية انضم دانييل السبيرغ- محلل عسكري وعالم اقتصاد وكاتب أمريكي- إلى جودي ويليامز من أجل حث بايدن على عدم ترشيح فلورنوي لمنصب رئيس البنتاغون، محذرين من علاقاتها بصناعة الأسلحة.
دانييل السبيرغ ناشط ومحلل عسكري وعالم اقتصاد وكاتب أمريكي أحدث جدلاً سياسياً في الولايات المتحدة بعد قيامه بتسريب أوراق البنتاغون لصحيفة نيويورك تايمز، وغيرها من الصحف، وهي دراسة فائقة السرية أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية حول عملية صناعة القرار من جانب الحكومة الأمريكية بما يخص حرب فيتنام.
أدين السبيرغ بموجب قانون التجسس لعام 1917، مع توجيه تهم السرقة والتآمر يوم 3 كانون الثاني عام 1973، وهو ما يحمل بمجموعه السجن لمدة 115 عاماً، ولكن أسقطت جميع التهم عنه يوم 11 أيار من العام نفسه بسبب سوء التصرف الحكومي، وعملية جمع الأدلة بصورة مخالفة للقانون، والدفاع الذي قدمه ليونارد بودين، وأستاذ القانون بجامعة هارفرد تشارلز نيسون، والقاضي ويليام ماثيو بيرن الابن.
يقول السبيرغ في بيان صادر عن موقع RootsAction.org ، وهو جزء من تحالف مجموعات مناصرة تقدمية: “فلورنوي كانت مخطئة بشأن العراق، كما اعترف بايدن، إذا كان لدى الرئيس المنتخب بايدن بالفعل أجندة تقدمية في ذهنه لإدارته، فعليه تعيين أعضاء حكومته ومناصب أخرى رفيعة المستوى يظهرون تفكيراً تقدمياً، ولا يقود هذا البلد الممزق إلى الوراء”.
على الدوام كانت فلورنوي مخطئة، وهي من بين القلائل التي عارضت حظر الكونغرس على مبيعات الأسلحة إلى المملكة السعودية، وهي ساعدت في التخطيط للحفاظ على صواريخ بالستية عابرة للقارات من نوع مينوتمان، لطالما كان ذكاؤها، وكفاءتها التي لا جدال فيها، في خدمة سوء تقديرها التدخلي الخطير، وتورطها في المجمع الصناعي العسكري.
ومما يثير استياء التقدميين الذين يقودون الاتهام ضد فلورنوي أن الجماعات الأخرى المناهضة للحرب لم تتحدث علناً عن فلورنوي التي لاتزال تعتبر المرشّح الأول لفريق بايدن لوزارة الدفاع.
وخلال تجمع للتقدميين قالت جودي ويليامز: “إن ترشيح ميشيل فلورنوي لمنصب وزيرة الدفاع لن يكون تفكيراً متقدماً، لسنا بحاجة إلى صقر في العلاقات مع صناعة الأسلحة”، وخلال مكالمة في وقت سابق من هذا الأسبوع حضرها ممثّلو أكثر من 100 مجموعة مناهضة للحرب ونزع السلاح النووي، رفض بعض المشاركين انتقاد فلورنوي- التي تعمل حالياً في مجلس إدارة شركة المقاولات الدفاعية الضخمة بوز ألن هاملتون- على علاقاتها الصناعية.
وذكرت الأم جونز أن داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة، قال خلال المكالمة: إن “انتقاد علاقات فلورنوي بصناعة الدفاع يمكن أن ينطبق بالسهولة نفسها على المرشّحين الآخرين الذين يفكر بهم بايدن”.
ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن المرشّحين الآخرين لهذا المنصب يشملون وزير الأمن الداخلي السابق جيه جونسون، وعضو مجلس إدارة شركة لوكهيد مارتن، والجنرال لويد أوستن، عضو مجلس إدارة شركة ريثيون.
آخرون ممن شاركوا في المكالمة، مثل ميديا بنيامين، المؤسس المشارك في CodePink، كانوا مصرين على أن سجل فلورنوي العسكري يتطلب معارضة قوية من التقدميين.
قالت بنيامين لموقع Mother Jones: “أشعر أن هذا تنازل رئيسي كبير لمجتمع السياسة الخارجية الليبرالية، إنه لا يبشر بالخير لإدارة بايدن بشأن قضايا السياسة الخارجية الرئيسية، كما أن السيرة الذاتية لفلورنوي هي دليل قاطع على أنها ستعمل على تبرير ميزانيات البنتاغون الهائلة، ومبيعات الأسلحة للطغاة، والحروب الباطلة”.
كما كتب جيريمي سكاهيل من موقعThe Intercept : إن فلورنوي “صقر سيئ السمعة دعم الحروب في العراق وسورية واليمن، ودفع أوباما للتدخل في ليبيا”، وأشار سكاهيل إلى أن فلورنوي بدأت عملها الحكومي في إدارة بيل كلينتون، حيث خدمت في البنتاغون، وفي عام 2005، في ذروة الحرب العالمية بين بوش وتشيني، انضمت فلورنوي إلى مجموعة من المحافظين الجدد في الغالب في المشروع سيئ السمعة للقرن الأمريكي الجديد في انتقاد إدارة بوش لأنها لم تكن عسكرية بما يكفي في سياستها الخارجية، والمطالبة بزيادة القوات البرية في الشرق الأوسط.
قال ماثيو هوه، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الذي استقال احتجاجاً على الحرب الأمريكية في أفغانستان في عام 2009، في بيان بأنه لا يفهم كيف يواصل الحزب الديمقراطي احتضان وتعزيز الأشخاص المسؤولين عن حروب الأمة التي لا تنتهي، وأضاف: “فلورنوي كانت جزءاً لا يتجزأ من الحروب الفاشلة والمدمرة والكارثية في العراق وأفغانستان واليمن وباكستان وسورية وليبيا وعبر الصحراء الكبرى وأفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، والسيرة الذاتية لها دليل قاطع على أنها ستجلب الحروب الباطلة لدافعي الضرائب الأمريكيين، والموت بلا هدف لأفراد الخدمة الأمريكية، والرعب الذي لا ينتهي لعشرات الملايين من الناس في العالم”.